وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما أهل العلم فهم يضعون الأشياء مواضعها ويتوسمون التوسم المستند إلى الهدي ولا يخلطون ولا يخبطون .
A E وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمر ( ربي ) في الموضعين بفتح الياء . وقرأ الباقون بسكونها .
وقرأ الجمهور ( فقدر عليه ) بتخفيف الدال . وقرأه ابن عامر وأبو جعفر بتشديد الدال .
وقرأ نافع ( أكرمن وأهانن ) بياء بعد النون في الوصل وبحذفها في الوقف . وقرأهما ابن كثير بالياء في الوصل والوقف وقرأهما ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب بدون ياء في الوصل والوقف . وهو مرسون في المصحف بدون ياء بعد النونين ولا منافاة بين الرواية ورسم المصحف . و ( كلا ) ردع عن هذا القول أي ليس ابتلاء الله الإنسان بالنعيم وبتقتير الرزق مسببا على إرادة الله تكريم الإنسان ولا على إرادته أهانته . وهذا ردع مجمل لم يتعرض القرآن لتبينه اكتفاء بتذييل أحوال الأمم الثلاث في نعمتهم بقوله ( إن ربك لبالمرصاد ) بعد قوله ( فصب عليهم ربك سوط عذاب ) .
( بل لا تكرمون اليتيم [ 17 ] ولا تحضون على طعام المسكين [ 18 ] وتأكلون التراث أكلا لما [ 19 ] وتحبون المال حبا جما [ 20 ] ) ( بل ) إضراب انتقالي . والمناسبة بين الغرضين المنتقل منه والمنتقل إليه مناسبة المقابلة لمضمون ( فأمرنه ونعمه ) من جهة ما توهموه أن نعمة مالهم وسعة عيشهم تكريم من الله لهم فنبههم الله على أنهم إن أكرمهم الله فإنهم لم يكرموا عبيده شحا بالنعمة إذ حرموا أهل الحاجة من فضول أموالهم وإذ يستزيدون من المال ما لا يحتاجون إليه وذلك دحض لتفخرهم بالكرم والبذل .
فجملة ( لا تكرمون اليتيم ) استئناف كما يقتضيه الإضراب فهو إما استئناف ابتداء كلام وإما اعتراض بين ( كلا ) وأختها كما سيأتي وإكرام اليتيم : سد خلته وحسن معاملته لأنه مظنة الحاجة لفقد عائله ولاستيلائهم على الأموال التي يتركها الآباء لأبنائهم الصغار . وقد كانت الأموال في الجاهلية يتداولها رؤساء العائلات .
والبر لأنه مظنة انكسار الخاطر لشعوره بفقد من يدل هو عليه .
واليتيم : الصبي الذي مات أبوه وتقدم في سورة النساء وتعريفه للجنس أي لا تكرمون اليتامى وكذلك تعريف ( المسكين ) .
ونفي الحض على طعام المسكين نفي لإطعامه بطريق الأولى وهي دلالة فحوى الخطاب أي لقلة الاكتراث بالمساكين لا ينفعونهم ولو نفع وساطة بله أن ينفعوهم بالبذل من أموالهم .
و ( طعام ) يجوز أن يكون اسما بمعنى المطعوم بالتقدير : ولا يحضون على إعطاء طعام المسكين فإضافته إلى المسكين على معنى لام الاستحقاق ويجوز أن يكون اسم مصدر أطعم . والمعنى : ولا تحضون على إطعام الأغنياء المساكين فإضافته إلى المسكين من إضافة المصدر إلى مفعوله .
والمسكين : الفقير وتقدم في سورة براءة .
وقد حصل في الآية احتباك لأنهم لما نفي إكرامهم اليتيم وقوبل بنفي أن يحضوا على طعام المسكين علم أنهم لا يحضون على إكرام أيتامهم أي لا يحضون أولياء الأيتام على ذلك وعلم أنهم لا يطعمون المساكين من أموالهم .
ويجوز أن يكون الحض على الطعام كناية عن الإطعام لأن من يحض على فعل شيء يكون راغبا في التلبس به فإذا تمكن أن يفعله فعله ومنه قوله تعالى ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) أي عملوا بالحق وصبروا وتواصوا بهما .
وقرأ الجمهور ( لا تكرمون ولا تحضون وتأكلون وتحبون ) بالمثناة الفوقية على الخطاب بطريقة الالتفات من الغيبة في قوله ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه ) الآيات لقصد مواجهتهم بالتوبيخ وهو بالمواجهة أوقع منه بالغيبة . وقرأها أبو عمرو ويعقوب بالمثناة التحتية على الغيبة لتعريف النبي A والمسلمين بذلك فضحا لدخائلهم على نحو قوله تعالى ( يقول أهلكت مالا لبدا أيحسب أن لم يره أحد ) .
وقرأ الجمهور ( ولا تحضون ) بضم الحاء مضارع حض وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ( تحاضون ) بفتح الحاء وألف بعدها مضارع حاض بعضهم بعضا وأصله تتحاضون فحذفت إحدى التاءين اختصارا للتخفيف أي تتمالؤون على ترك الحض على الإطعام