وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ويل يومئذ للمكذبين [ 15 ] ) A E حمل هذه الجملة عن نظائرها الآتية في هذه السورة يقتضي أن تجعل استئنافا لقصد تهديد المشركين الذين يسمعون القرآن وتهويل يوم الفصل في نفوسهم ليحذروه وهو متصل في المعنى بجملة ( إن ما توعدون لواقع ) اتصال أجزاء النظم فموقع جملة ( ويل يومئذ للمكذبين ) ابتداء الكلام وموقع جملة ( إذا النجوم طمست ) التأخر وإنما قدمت لتؤذن بمعنى الشرط . وقد حصل من تغيير النظم على هذا الوجه أن صارت جملة ( ويل يومئذ للمكذبين ) بمنزلة التذييل فحصل في هذا النظم أسلوب رائع ومعان بدائع . وبعض المفسرين جعل هذه الجملة جواب ( إذا ) أي يتعلق ( إذا ) بالاستقرار الذي في الخبر وهو ( للمكذبين ) . والتقدير : إذا حصل كذا وكذا حل الويل للمكذبين وهو كالبيان لقوله ( إن ما توعدون لواقع ) فيحصل تأكيد الوعيد ولا يرد على هذا عرو الجواب عن الفاء الرابطة للجواب لأن جواب ( إذا ) جواب صوري وإنما هو متعلق ( إذا ) عومل معاملة الجواب في المعنى .
ثم أن هذه الجملة صالحة لمعنى الخبرية ولمعنى الإنشاء لأن تركيب ( ويل له ) يستعمل إنشاء بكثرة .
والويل : أشد السوء والشر .
وعلى جملة الأول يكون المراد بالمكذبين كذبوا بالقرآن وعلى الوجه الثاني في معنى الجملة جميع الذين كذبوا الرسل وجاءوهم به وبذلك العموم أفادت الجملة مفاد التذييل ويشمل ذلك المشركين الذين كذبوا بالقرآن والبعث إذ هم المقصود من هذه المواعظ وهم الموجه إليهم هذا الكلام فخوطبوا بقوله ( إنما توعدون لواقع ) .
( ألم نهلك الأولين [ 16 ] ) استئناف بخطاب موجه إلى المشركين الموجودين الذين أنكروا البعث معترض بين أجزاء كلام المخاطب به أهل الشرك في المحشر .
ويتضمن استدلالا على المشركين الذين في الدنيا بأن الله انتقم من الذين كفروا بيوم البعث من الأمم سابقهم ولاحقهم ليحذروا أن يحل بهم ما حل بأولئك الأولين والآخرين .
والاستفهام للتقرير استدلالا على إمكان البعث بطريقة قياس التمثيل .
والمراد بالأولين الموصوفون بالأولية أي السبق في الزمان وهذا يقر به كل جيل منهم مسبوق بجيل كفروا .
فالتعريف في ( الأولين ) تعريف العهد والمراد بالأولين جميع أمم الشرك الذين قالوا قبل مشركي عصر النبوة .
والإهلاك : الإعدام والإماتة . وإهلاك الأولين له حالتان حالة غير اعتيادية تنشأ عن غضب الله تعالى وهو إهلاك الاستئصال مثل إهلاك عاد وثمود وحالة اعتيادية وهي ما سن الله عليه نظام هذا العالم من حياة وموت .
وكلتا الحالتين يصح أن تكون مرادا هنا فأما الحالة غير الاعتيادية فهي تذكير بالنظر الدال على أن الله لا يرضى عن الذين كذبوا بالبعث .
وأما الحالة الاعتيادية فدليل على الذي أحيا الناس يميتهم فلا يتعذر أن يعيد إحياءهم .
( ثم نتبعهم الآخرين [ 17 ] كذلك نفعل بالمجرمين [ 18 ] ) حرف ( ثم ) للتراخي الرتبي لأن التهديد أهم من الإخبار عن أهل المحشر لأنه الغرض من سوق هذا كله ولأن إهلاك الآخرين اشد من إهلاك الأولين لأنه مسبوق بإهلاك آخر .
ووقعت جملة ( كذلك نفعل بالمجرمين ) موقع البيان لجملة ( ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين ) وهو كالتذييل يبين سبب وقوع إهلاك الأولين وأنه سبب لإيقاع الإهلاك بكل مجرم أي تلك سنة الله في معاملة المجرمين فلا محيص لكم عنها .
وذكر وصف ( المجرمين ) إيماء إلى أن سبب عقابهم بالإهلاك هو إجرامهم .
والإشارة في قوله ( كذلك ) إلى الفعل المأخوذ من ( نفعل ) أي مثل ذلك الفعل نفعل .
و ( المجرمون ) من ألقاب المشركين في اصطلاح القرآن قال تعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) وسيأتي في هذه السورة ( كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ) .
( ويل يومئذ للمكذبين [ 19 ] ) تقرير لنظيره المتقدم تأكيدا للتهديد وإعادة لمعناه .
والتهديد : من مقامات التكرير كقول الحارث بن عياد : .
" قربا مربط النعامة مني الذي كرره مرارا متوالية في قصيدته اللامية التي أثارت حرب البسوس .
فعلى الوجه الأول في موقع جملة ( ويل يومئذ للمكذبين ) يقدر الكلام المعوض عنه تنوين ( يومئذ ) يوم إذ يقال لهم ( ألم نهلك الأولين )