وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بالبكرة والأصيل استغراق أوقات النهار أي لا يصدك إعراضهم عن معاودة الدعوة وتكريرها طرفي النهار . ويدخل في ذكر الله الصلوات مثل قوله ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) . وكذلك النوافل التي هي من خصائص النبي A بين مفروض منها وغير مفروض . فالأمر في قوله ( واذكر ) مستعمل في مطلق الطلب من وجوب ونفل .
وذكر اسم الرب يشمل تبليغ الدعوة ويشمل عبادة الله في الصلوات المفروضة والنوافل ويشمل الموعظة بتخويف عقابه ورجاء ثوابه .
وقوله ( بكرة وأصيلا ) يشمل أوقات النهار كلها المحدودة منها كأوقات الصلوات وغير المحدود كأوقات النوافل والدعاء والاستغفار .
و ( بكرة ) هي أول النهار ( وأصيلا ) عشيا .
وقوله ( ومن الليل فاسجد له ) إشارة إلى أن الليل وقت تفرغ من بث الدعوة كما تقدم في قوله ( قم الليل إلا قليلا ) إلى قوله ( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ) الآية وهذا خاص بصلاة الليل فرضا ونفلا .
وقوله ( وسبحه ) جملة معطوفة على جملة ( من الليل فاسجد له ) فتعين أن التسبيح التنفل .
والتسبيح : التنزيه بالقول وبالاعتقاد ويشمل الصلوات والأقوال الطيبة والتدبر في دلائل صفات الله وكمالاته وغلب إطلاق مادة التسبيح على الصلاة النافلة وقال تعالى ( وسبح بحمد ربك حين تقوم ) أي من الليل . وعن عبد الملك بن حبيب : ( وسبحه ) هنا صلاة التطوع في الليل وقوله ( طويلا ) صفة ( ليلا ) وحيث وصف الليل بالطول بعد الأمر بالتسبيح فيه علم أن ( ليلا ) أريد به أزمان الليل لأنه مجموع الوقت المقابل للنهار لأنه لو أريد ذلك المقدار كله لم يكن في وصفه بالطول جدوى فتعين أن وصف الطول تقييد للأمر بالتسبيح أي سبحه أكثر الليل فهو في معنى قوله تعالى ( قم الليل إلا قليلا ) إلى ( أو زد عليه ) أو يتنازعه كل من ( اسجد ) و ( سبحه ) .
وانتصب ( ليلا ) على الظرفية ل ( سبحه ) .
وعن ابن عباس وابن زيد : أن هاتين الآيتين إشارة إلى الصلوات الخمس وأوقاتها بناء أن الأصيل يطلق على وقت الظهر فيكون قوله ( وسبحه ) إشارة إلى قيام الليل .
وهذه الآية جاءت على وفق قوله تعالى ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ) وقوله تعالى ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون ) .
( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا [ 27 ] ) تعليل للنهي عن إطاعتهم في قوله ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ) أي لأن خلقهم الانصباب على الدنيا مع الإعراض عن الآخرة إذ هم لا يؤمنون بالبعث فلو أعطاهم لتخلق بخلقهم قال تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء ) الآية . فموقع ( إن ) موقع التعليل وهي بمنزلة فاء السببية كما نبه عليه الشيخ عبد القاهر .
و ( هؤلاء ) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم وقد استقريت من القرآن أنه إذا أطلق ( هؤلاء ) دون سبق ما يكون مشارا إليه فالمقصود به المشركون وقد ذكرت ذلك في تفسير قوله تعالى ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) في سورة الأنعام وقوله تعالى ( فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ) في سورة هود .
وقد تنزه رسول الله A عن محبة الدنيا فقال " ما لي وللدنيا فليس له محبة لأمورها عدا النساء والطيب كما قال " حبب إلي من دنياكم النساء والطيب " .
فأما النساء فالميل إليهن مركوز في طبع الذكور وما بالطبع لا يتخلف وفي الأنس بهن انتعاش للروح فتناوله محمود إذا وقع على الوجه المبرأ من الإيقاع في فساد وما هو الأمثل تناول الطعام وشرب الماء قال تعالى ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) .
وأما الطيب فلأنه مناسب للتزكية النفسية .
وصيغة المضارع في ( يحبون ) تدل على تكرر ذلك أي أن ذلك دأبهم وديدنهم لا يشاركون مع حب العاجلة حب الآخرة A E والعاجلة : صفة لموصوف محذوف معلوم من المقام تقديره : الحياة العاجلة أو الدار العاجلة . والمراد بها مدة الحياة الدنيا