وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقديم ( ثيابك ) على فعل ( طهر ) للاهتمام به في الأمر بالتطهير .
( والرجز فاهجر [ 5 ] ) A E الرجز : يقال بكسر الراء وضمها وهما لغتان فيه والمعنى واحد عند جمهور أهل اللغة . وقال أبو العلية والربيع والكسائي : الرجز بالكسر العذاب والنجاسة والمعصية وبالضم الوثن . ويحمل الرجز هنا على ما يشتمل الأوثان وغيرها من آكل الميتة والدم .
وتقديم ( الرجز ) على فعل ( اهجر ) للاهتمام مهيع الأمر بتركه .
والقول في ( والرجز فاهجر ) كالقول في ( وربك فكبر ) .
والهجر : ترك المخالطة وعدم الاقتراب من الشيء . والهجر هنا كناية عن ترك التلبس بالأحوال الخاصة بأنواع الرجز لكل نوع بما يناسبه في عرف الناس .
والأمر بهجر الرجز يستلزم أن لا يعبد الأصنام وأن ينفي عنها الإلهية .
( ولا تمنن تستكثر [ 6 ] ) مناسبة عطف ( ولا تمنن تستكثر ) على الأمر بهجر الرجز أن المن في العطية كثير من خلق أهل الشرك فلما أمره الله بهجر الرجز نهاه عن أخلاق أهل الرجز نهيا يقتضي الأمر بالصدقة والإكثار منها بطريق الكناية فكأنه قال : وتصدق وأكثر من الصدقة ولا تمنن أي لا تعد ما عطيته كثيرا فتمسك عن الازدياد فيه أو تتطرق إليك ندامة على ما أعطيت .
والسين والتاء في قوله ( تستكثر ) للعد أي بعد ما أعطيته كثيرا .
وهذا من بديع التأكيد لحصول المأمور به جعلت الصدقة كالحاصلة أي لأنها من خلقه A إذ كان أجود الناس وقد عرف بذلك من قبل رسالته لأن الله هيأه لمكارم الأخلاق فقد قالت له خديجة في حديث بدء الوحي " إنك تحمل الكل وتكسب المعدوم " . ففي هذه الآية إيماء إلى التصديق كما كان فيها إيماء إلى الصلاة ومن عادة القرآن الجمع بين الصلاة والزكاة .
والمن : تذكير المنعم المنعم عليه بإنعامه .
والاستكثار : عد الشيء كثيرا أي لا تستعظم ما تعطيه .
وهذا النهي يفيد تعميم كل استكثار كيفما كان ما يعطيه من الكثرة . وللأسبقين من المفسرين تفسيرات لمعناه ( ولا تمنن تستكثر ) ليس شيء منها بمناسب وقد أنهاها القرطبي إلى حد عشر .
و ( تستكثر ) جملة في وضع في موضع الحال من ضمير ( تمنن ) وهي حال مقدورة .
( ولربك فاصبر [ 7 ] ) تثبيت للنبي A على ما تحمل ما يلقاه من أذى المشركين وعلى مشاق الدعوة .
والصبر : ثبات النفس وتحملها المشاق والآلام ونحوها .
ومصدر الصبر وما يشتق منه يتضمن معنى التحمل للشيء الشاق .
ويعدى فعل الصبر إلى اسم الذي يتحمله الصابر بحرف ( على ) يقال : صبر على الأذى . ويتضمن معنى الخضوع للشيء الشاق فيعدي إلى اسم ما يتحمله الصابر باللام . ومناسبة المقام ترجح إحدى التعديتين فلا يقال : اصبر على الله ويقال : اصبر على حكم الله أو لحكم الله . فيجوز أن تكون اللام في قوله ( لربك ) لتعدية فعل الصبر على تقدير مضاف . أي اصبر لأمره وتكاليف وحيه كما قال ( اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) في سورة الطور وقوله ( واصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا ) في سورة الإنسان فيناسب نداءة ب ( يا أيها المدثر ) لأنه تدثر من شدة وقع رؤية الملك وترك ذكر المضاف لتذهب النفس إلى كل ما هو من شأن المضاف إليه مما يتعلق بالمخاطب .
ويجوز أن تكون اللام للتعليل وحذف متعلق فعل الصبر أي اصبر لأجل ربك على كل ما يشق عليك .
وتقديم ( لربك ) على ( اصبر ) للاهتمام بالأمور التي يصبر لأجلها مع الرعاية على الفاصلة وجعل بعضهم اللام في ( لربك ) لام التعليل أي اصبر على أذاهم لأجله فيكون في معنى : إنه يصبر توكلا على أن الله يتولى جزاءهم وهذا مبني على أن سبب نزول السورة ما لحق بالنبي A من أذى المشركين .
والصبر تقدم عند قوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) في البقرة .
وفي التعبير أن الله بوصف ( ربك ) إيماء إلى أن هذا الصبر بر بالمولى وطاعة له .
فهذه ست وصايا أوصى الله بها رسوله A في مبدأ رسالته وهي من جوامع كلامه أراد الله بها تزكية رسوله وجعلها قدوة لأمته .
( فإذا نقر في الناقور [ 8 ] فذلك يومئذ يوم عسير [ 9 ] على الكافرين غير يسير [ 10 ] )