وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتركيب لا أملك لكم معناه : لا أقدر قدرة لأجلكم على ضر ولا نفع وقد تقدم عند قوله تعالى ( وما أملك لك من الله من شيء ) في سورة الممتحنة وتقدم أيضا في سورة الأعراف .
وجملتا ( قل إني لن يجيرني ) إلى ( ملتحدا ) معترضتان بين المستثني منه والمستثنى وهو اعتراض رد لما يحاولونه منه أن يترك ما يؤذيهم فلا يذكر القرآن إبطال معتقدهم وتحقير أصنامهم قال تعالى ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا أئت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) .
والملتحد : اسم مكان الالتحاد والالتحاد : المبالغة في اللحد وهو العدول إلى مكان غير الذي هو فيه والأكثر أن يطلق ذلك على اللجأ أي العياذ بمكان يعصمه . والمعنى : لن أجد مكانا يعصمني .
و ( من دونه ) حال من ( ملتحدا ) أي ملتحدا كائنا من دون الله أي بعيدا عن الله غير داخل من ملكوته فإن الملتحد مكان فلما وصف بأنه من دون الله كان المعنى أنه مكان من غير الأمكنة في ملك الله وذلك متعذر ولهذا جاء لنفي وجدانه حرف ( لن ) الدال على تأييد النفي .
و ( من ) في قوله ( من دونه ) مزيدة جارة للظرف وهو ( دون ) .
وقوله ( إلا بلاغا من الله ورسالاته ) استثناء منقطع من ( ضرا ) و ( رشدا ) وليس متصلا لأن الضر والرشد المنيفين في قوله ( لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ) هما الضر والرشد الواقعان في النفس بالإلجاء .
ويجوز أن يكون مع ذلك استثناء من ( ملتحدا ) أي بتأويل ( ملتحدا ) بمعنى : مخلص أو مأمن .
وهذا الاستثناء من أسلوب تأكيد الشيء بما يشبه ضه .
والبلاغ : اسم مصدر بلغ أي أوصل الحديث أو الكلام ويطلق على الكلام المبلغ من إطلاق المصدر على المفعول مثل ( هذا خلق الله ) .
ومن ابتدائية صفة ( بلاغا ) أي بلاغا كائنا من جانب الله أي إلا كلاما أبلغه من القرآن الموحى من الله .
ورسالاته : جمع رسالة : وهي ما يرسل من كلام أو كتاب فالرسالات بلاغ خاص بألفاظ مخصوصة فالمراد منها هنا تبليغ القرآن .
( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا [ 23 ] ) لما كان قوله ( قال إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) إلى هنا كلاما متضمنا أنهم أشركوا وعاندوا الرسول A حين دعاهم إلى التوحيد واقترحوا عليه ما توهموه تعجيزا له من ضروب الاقتراح أعقب ذلك بتهديدهم ووعيدهم بأنهم إن داموا على عصيان الله ورسوله سيلقون نار جهنم لأن كل من يعصي الله ورسوله كانت له نار جهنم .
و ( من ) شرطية وجواب الشرط قوله ( فإن له نار جهنم ) .
( حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا [ 24 ] ) A E كانوا إذا سمعوا آيات الوعد بنصر الرسول A والمسلمين في الدنيا والآخرة وآيات الوعيد للمشركين بالانهزام وعذاب الآخرة وعذاب الدنيا استسخروا من ذلك وقالوا : وما نحن بمعذبين ويقولون : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين وقالوا : ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب فهم مغرورون بالاستدراج والإمهال فلذلك عقب وعيدهم بالغاية المفادة من ( حتى ) فالغاية هنا متعلقة بمحذوف يدل عليه الكلام من سخرية الكفار من الوعيد واستضعافهم المسلمين في العدد والعدد فإن ذلك يفهم منه أنهم لا يزالون يحسبون أنهم غالبون فائزون حتى إذا رأوا ما يوعدون تحققوا إخفاق آمالهم .
و ( حتى ) هنا ابتدائية وكلما دخلت ( حتى ) في جملة مفتتحة ب ( إذا ) ف ( حتى ) للابتداء وما بعدها جملة ابتدائية . وذهب الأخفش وابن مالك إلى أن ( حتى ) في مثله جارة وأن ( إذا ) في محل جر وليس ببعيد .
و ( إذا ) اسم زمان للمستقبل مضمن معنى الشرط وهو في محل نصب بالفعل الذي في جوابه وهو ( فسيعلمون ) .
وعلى رأي الأخفش وابن مالك ( إذا ) محل جر ب ( حتى ) . واقتران جملة ( سيعلمون ) بالفاء دليل على أن ( إذا ) ضمن معنى الشرط واقتران الجواب بسين الاستقبال يصرف الفعل الماضي بعد ( إذا ) إلى زمن الاستقبال . وجيء بالجملة المضاف إليها ( إذا ) فعلا ماضيا للتنبيه على تحقيق وقوعه