وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وطرائق : جمع طريقة والطريقة هي الطريق ولعلها تختص بالطريق الواسع الواضح لأن التاء للتأكيد مثل دار ودارة ومثل مقام ومقامة ولذلك شبه بها أفلاك الكواكب في قوله تعالى ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ) ووصفت بالمثلى في قوله ( ويذهبا بطريقتكم المثلى ) .
ووصف ( طرائق ) ب ( قددا ) وهو اسم جمع قدة بكسر القاف وتشديد الدال والقدة : القطعة من جلد ونحوه المقطوعة طولا كالسير شبهت الطرائق في كثرتها بالقدد المقتطعة من الجلد يقطعها صانع حبال القد كانوا يقيدون بها الأسرى .
والمعنى : أنهم يدعون إخوتهم إلى وحدة الاعتقاد باقتفاء هدى الإسلام فالخبر مستعمل في التعريض بذم الاختلاف بين القوم وأن على القوم أن يتحدوا ويتطلبوا الحق ليكون اتحادهم على الحق .
وليس المقصود منه فائدة الخبر لأن المخاطبين يعلمون ذلك والتوكيد ب ( إن ) متوجهة إلى المعنى التعريضي .
( وإنأ ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا [ 12 ] ) قرأ الجمهور وأبو جعفر بكسر همزة ( وإنا ) . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتحها عطفا على المجرور في قوله ( فآمنا به ) . والتقدير : وآمنا بأن لن نعجز الله في الأرض . وذكر فعل ( ظننا ) تأكيد لفظي لفعل ( آمنا ) المقدر بحرف العطف لأن الإيمان يقين وأطلق الظن هنا على اليقين وهو إطلاق كثير .
لما كان شأن الصلاح أن يكون مرضيا عند الله تعالى وشأن ضده بعكس ذلك كما قال تعالى ( والله لا يحب الفساد ) أعقبوا لتعريض الإقلاع عن ضد الصلاح بما يقتضي أن الله قد أعد لغير الصالحين عقابا فأيقنوا أن عقاب الله لا يفلت من أحد استحقه . وقدموه على الأمر بالإيمان الذي في قوله ( وإنا لما سمعنا الهدى ) الآية لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح والتخلية مقدمة على التحلية وقد استفادوا علم ذلك مما سمعوا من القرآن ولم يكونوا يعلمون ذلك من قبل إذ يكونوا مخاطبين بتعليم في أصول العقائد فلما ألهمهم الله لاستماع القرآن وعلموا أصول العقائد حذروا إخوانهم اعتقادا الشرك ووصف الله بما يليق به لأن الاعتقاد الباطل لا يقره الإدراك المستقيم بعد تنبيهه لبطلانه وقد جعل الله هذا النفر من الجن نذيرا لإخوانهم ومرشدا إلى الحق الذي أرشدهم إليه القرآن وهذا لا يقتضي أن الجن مكلفون بشرائع الإسلام .
وأما قوله تعالى ( ولقد ذرأنا لجنهم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ) الآية فقد أشار إلى أن عقابهم على الكفر والإشراك أو أريد بالجن الشياطين فإن الشياطين من جنس الجن .
والإعجاز : جعل الغير عاجزا أي غير قادر عن أمر بذكر مع ما يدل على العجز وهو هنا كناية عن الإفلات والنجاة كقول إياس بن قبيصة الطائي : .
ألم تر أن الأرض رحب فسيحة ... فهل تعجزني بقعة من بقاعها A E أي لا تفوتني ولا تخرج عن مكنتي .
وذكر ( في الأرض ) يؤذن بأن المراد بالهرب في قوله ( ولن نعجزه هربا ) الهرب من الرجم بالشهب أي لا تطمعوا أن تسترقوا السمع فإن رجم الشهب في السماء لا يخطئكم فابتدأوا الإنذار من عذاب الدنيا استنزالا لقومهم .
ويجوز أن يكون ( نعجز ) الأول بمعنى مغالب كقوله تعالى ( فما هم بمعجزين ) أي لا يغلبون قدرتنا ويكون ( في الأرض ) مقصودا به تعميم الأمكنة كقوله تعالى ( وما أنتم بمعجزين في الأرض ) أي في مكان كنتم . والمراد : أنا لا نغلب الله بالقوة . ويكون ( نعجز ) الثاني بمعنى الإفلات ولذلك بين ب ( هربا ) والهرب مجاز في الانفلات مما أراد الله إلحاقه بهم من الرجم والاحتراق .
والظن هنا مستعمل في اليقين بقرينة تأكيد المضنون بحرف ( لن ) الدال على تأييد النفي وتأكيده .
( وإن لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا [ 13 ] ) قرأ الجمهور وأبو جعفر بكسر الهمزة . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتحها عطفا على المجرور في قوله ( فآمنا به ) .
والمقصود بالعطف قوله ( فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ) وأما جملة ( لما سمعنا الهدى آمنا به ) فتوطئة لذلك