وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( كما ظننتم ) معترضة بين ( ظنوا ) ومعموله فيجوز أن تكون من القول المحكي يقول الجن بعضهم لبعض يشبهون كفارهم بكفار الإنس .
ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى المخاطب به المشركون الذي أمر رسوله بأن يقوله لهم وهذا الوجه يتعين إذا جعلنا القول في قوله تعالى ( فقالوا إنا سمعنا ) عبارة عما جال في نفوسهم على أحد الوجهين السابقين هنالك .
و ( أن ) من قوله ( أن لن يبعث ) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف .
وجملة ( لن يبعث الله أحدا ) خبره . والتعبير بحرف تأييد النفي للدلالة على أنهم كانوا غير مترددين في إحالة وقوع البعث .
( وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا [ 8 ] وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا [ 9 ] ) قرأ الجمهور ووافقهم أبو جعفر بكسر الهمزة . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتح الهمزة عطفا على المجرور بالباء فيكون من عطفه على المجرور بالباء هو قوله ( فمن يستمع الآن يجد له شهبا رصدا ) .
والتأكيد ب ( إن ) في قولهم ( وإنا لمسنا السماء ) لغرابة الخبر باعتبار ما يليه من قوله ( وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) الخ .
واللمس : حقيقة الجس باليد ويطلق مجازا على اختبار أمر لأن إحساس اليد أقوى إحساس فشبه به الاختبار عن طريق الاستعارة كما أطلق مرادفه وهو المس على الاختبار في قول يزيد بن الحكم الكلابي : .
مسسنا من الآباء شيئا فكلنا ... إلى نسب في قومه غير واضع أي اختبرنا نسب آبائنا وآبائكم فكنا جميعا كرام الآباء .
وملئت : مستعمل في معنى كثر فيها . وحقيقة الملء غمر فراغ المكان أو الإناء بما يحل فيه فأطلق هنا على كثرة الشهب والحراس على وجه الاستعارة .
والحرس : اسم جمع للحراس ولا واحد له من لفظه مثل خدم وإنما يعرف الواحد منه بالحرسي . ووصف بشديد وهو مفرد نظرا إلى لفظ حرس كما يقال : السلف الصالح ولو نظر إلى ما يتضمنه من الآحاد لجاز أن يقال : شداد . والطوائف من الحرس أحراس .
والشهب : جمع شهاب وهو القطعة التي تنفصل عن بعض النجوم فتسقط في الجو أو في الأرض أو البحر وتكون مضاءة عند انفصالها ثم يزول ضوؤها ببعدها عن مقابلة شعاع الشمس وتسمى الواحد منها عند علماء الهيئة نيزكا باسم الرمح القصير وقد تقدم الكلام عليها في أول سورة الصافات .
A E والمعنى : إننا اختبرنا حال السماء لاستراق السمع فوجدناها كثيرة الحراس من الملائكة وكثيرة الشهب للرجم فليس في الآية ما يؤخذ منه أن الشهب لم تكن قبل بعث النبي A كما ظنه الجاحظ فإن العرب ذكروا تساقط الشهب في بعض شعرهم في الجاهلية . كما قال في الكشاف وذكر شواهد من الشعر الجاهلي .
نعم يؤخذ منها أن الشهب تكاثرت في مدة الرسالة المحمدية حفظا للقرآن من دسائس الشياطين كما دل عليه قوله عقبه ( وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ) وسيأتي بيان ذلك .
وهذا الكلام توطئة وتمهيد لقولهم بعده ( وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) إلى آخره إذ المقصود أن يخبروا من لا خبر عنده من نوعهم بأنهم قد تبينوا سبب شدة حراسة السماء وكثرة الشهب فإن المخبرين " بفتح الباء " يشاهدونه .
وقوله ( وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) الخ قرأه بكسر الهمزة الذين قرأوا بالكسر قوله ( وإنا لمسنا السماء ) وبفتح الهمزة الذين قرأوا بالفتح وهذا من تمام قولهم ( وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا ) . وغنما أعيد معه كلمة ( وإنا ) للدلالة على أن الخبر الذي تضمنه هو المقصود وأن ما قبله للتوطئة له فإعادة ( وإنا ) توكيد لفظي .
وحقيقة القعود الجلوس وهو ضد القيام أي هو جعل النصف الأسفل مباشرا للأرض مستقرا عليها وانتصاف النصف الأعلى . وهو هنا مجاز في ملازمة المكان زمنا طويلا لأن ملازمة المكان من لوازم القعود ومنه قوله تعالى ( واقعدوا لهم كل مرصد ) .
والمقاعد : جمع مقعد وهو مفعل للمكان الذي يقع فيه القعود وأطلق هنا على مكان الملازمة فإن القعود يطلق على ملازمة الحصول كما في قول امرؤ القيس : .
" فقلت يمين الله أبرح قاعدا