وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والشطط : مجاوزة الحد وما يخرج عن العدل والصواب وتقدم في قوله تعالى ( ولا تشطط ) في سورة ص . والمراد بالشطط إثبات ما نفاه قوله ( ولن نشرك بربنا أحدا ) وقوله ( ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) . وضمير ( وإنه ) ضمير الشأن .
والقول فيه وفي التأكيد ب ( إن ) مكسورة أو مفتوحة كالقول في قوله ( وإنه تعالى جد ربنا ) الخ .
( وإنا ظننا أن لن الإنس والجن على الله كذبا [ 5 ] ) قرأ همزة ( أن ) بالكسر الجمهور وأبو جعفر وقرأها بالفتح ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف .
فعلى قراءة كسر ( إن ) هو من المحكي بالقول ومعناه الاعتذار عما اقتضاه قولهم ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) من كونهم كانوا مشركين لجهلهم وأخذهم قول سفهائهم يحسبونهم لا يكذبون على الله .
والتأكيد ب ( إن ) لقصد تحقيق عذرهم فيما سلف من الإشراك وتأكيد المظنون ب ( لن ) المفيدة لتأييد النفي يفيد أنهم كانوا متوغلين في حسم ظنهم بمن ضللوهم ويدل على أن الظن هنا بمعنى اليقين وهو يقين مخطئ .
وعلى قراءة الفتح هو عطف على المجرور بالباء في قوله ( فآمنا به ) فالمعنى : وآمنا فإنما ظننا ذلك فأخطأنا في ظننا .
وفي هذه الآية إشارة إلى خطر التقليد في العقيدة وأنها لا يجوز فيها الأخذ بحسن الظن بالمقلد بفتح اللام بل يتعين النظر واتهام رأي المقلد حتى ينهض دليله .
وقرأ الجمهور ( تقول ) بضم القاف وسكون الواو . وقرأه يعقوب بفتح القاف والواو مشددة من التقول وهو نسبة كلام إلى من يقله وهو في معنى الكذب وأصله تتقول بتائين فعلى هذه القراءة يكون ( كذبا ) مصدرا مؤكدا لفعل ( تقول ) لأنه مرادفه .
( وإنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا [ 6 ] ) قرأ الجمهور همزة ( وإنه ) بالكسر . وقرأها ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وأبو جعفر وخلف بفتح الهمزة عطفا على المجرور بالباء والمقصود منه هو قوله ( فزادوهم رهقا ) وأما قوله ( كان رجال من الإنس ) الخ فهو تمهيد لما بعده .
وإطلاق الرجال على الجن عن طريق التشبيه والمشاكلة لوقوعه مع رجال من الإنس فإن الرجل اسم للذكر البالغ من بني آدم .
والتأكيد ب ( إن ) مكسورة أو مفتوحة راجع إلى ما تفرع على خبرها من قولهم ( فزادوهم رهقا ) .
A E والعوذ : الالتجاء إلى ما ينجي من شيء يضر قال تعالى ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ) فإذا حمل العوذ على حقيقته كان المعنى أنه كان رجال يلتجئون إلى الجن ليدفع الجن عنهم بعض الأضرار فوقع تفسير ذلك بما كان يفعله المشركون في الجاهلية إذا سار أحدهم في مكان قفر ووحش أو تعزب في الرعي كانوا يتوهمون أن الجن تسكن القفر ويخافون تعرض الجن والغيلان لهم وعبثها بهم في الليل فكان الخائف يصيح بأعلى صوته : يا عزيز هذا الوادي إني أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك فيخال أن الجني الذي بالوادي يمنعه قالوا : وأول من سن ذلك لهم قوم من أهل اليمن ثم بنو حنيفة ثم فشا ذلك في العرب وهي أوهام وتخيلات .
وزعم أهل هذا التفسير أن معنى ( فزادوهم رهقا ) أن الجن كانوا يحتقرون الإنس بهذا الخوف فكانوا يكثرون من التعرض لهم والتخيل إليهم فيزدادون بذلك مخافة .
والرهق : الذل .
والذي أختاره في معنى الآية أن العوذ هنا هو الالتجاء إلى الشيء والالتفاف حوله . وأن المراد أنه كان قوم من المشركين يعبدون الجن اتقاء شرها . ومعنى ( فزادوهم رهقا ) فزادتهم عبادتهم إياهم ضلالا . والرهق : يطلق على الإثم .
( وإنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا [ 7 ] ) قرأ الجمهور ووافقهم أبو جعفر بكسر همزة ( وإنهم ) . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتح الهمزة على اعتبار ما تقدم في قوله تعالى ( وإنه تعالى جد ربنا ) .
والمعنى : أن رجالا من الإنس ظنوا أن الله لا يبعث أحدا أو أنا آمنا بأنهم ظنوا كما ظننتم الخ أي آمنا بأنهم أخطأوا في ظنهم .
والتأكيد ب ( إن ) المكسورة أو المفتوحة للاهتمام بالخبر لغايته . والبعث يحتمل بعث الرسل ويحتمل بعث الأموات للحشر أي حصل لهم مثلما حصل لكم من إنكار إرسال الرسل .
والإخبار عن هذا فيه تعريض بالمشركين بأن فساد اعتقادهم تجاوز عالم الإنس إلى عالم الجن