وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإيمان بالقرآن يقتضي الإيمان بمن جاء به وبمن أنزله ولذلك قالوا ( ولن نشرك بربنا أحدا ) .
وقد حصل لهؤلاء النفر من الجن شرف المعرفة بالله وصفاته وصدق رسوله A وصدق القرآن وما احتوى عليه ما سمعوه منه فصاروا من خيرة المخلوقات وأكرموا بالفوز في الحياة الآخرة فلم يكونوا ممن ذرأ الله لجهنم من الجن والإنس .
ومتعلق ( استمع ) محذوف دل عليه قوله بعده ( فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ) .
والرشد : بضم الراء وسكون الشين " أو يقال بفتح الراء وفتح الشين " هو الخير والصواب والهدى . واتفقت القراءات العشر على قراءته بضم فسكون .
وقولهم ( ولن نشرك بربنا أحدا ) أي ينتفي ذلك في المستقبل . وهذا يقتضي أنهم كانوا مشركين ولذلك أكدوا نفي الإشراك بحرف التأييد فكما أكد خبرهم عن القرآن والثناء عليه ب ( إن ) أكد خبرهم عن إقلاعهم عن الإشراك ب ( لن ) .
( وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا [ 3 ] ) هذا محكي عن كلام الجن قرأه الجمهور بكسر همزة ( إنه ) على اعتباره معطوفا على قولهم ( إنا سمعنا قرآنا عجبا ) إذ يجب كسر همزة ( إن ) إذا حكيت بالقول .
وقرأه ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وأبو جعفر وخلف بفتح الهمزة على أنه معطوف على الضمير المجرور بالباء في قوله ( فآمنا به ) أي آمنا بأنه تعالى جد ربنا . وعدم إعادة الجار مع المعطوف على المجرور بالحرف مستعمل وجوزه الكوفيون على أنه حرف الجر كثير حذفه مع ( أن ) فلا ينبغي أن يختلف في حذفه هنا على التأويل .
قال في الكشاف : ( أنه استمع ) بالفتح لأنه فاعل أوحي " أي نائب الفاعل " ( وإنا سمعنا ) بالكسر لأنه مبتدأ محكي بعد القول ثم تحمل عليها البواقي فما كان من الوحي فتح وما كان من قول الجن كسر وكلهن من قولهم إلا الثنتين الأخريين : ( وأن المساجد لله ) ( وأنه لما قام عبد الله ) ومن فتح كلهن فعطفا على محل الجار والمجرور في ( آمنا به ) كأنه قيل : صدقناه وصدقنا أنه تعالى جد ربنا وأنه كان يقول سفيهنا وكذلك البواقي اه .
A E والتعالي : شدة العلو جعل شديد العلو كالمتكلف العلو لخروج علوه عن غالب ما تعارفه الناس فأشبه التكلف والجد : بفتح الجيم العظمة والجلال وهذا تمهيد وتوطئة لقوله ( ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) لأن اتخاذ الصاحبة للافتقار إليها لأنسها وعونها والالتذاذ بصحبتها وكل ذلك من آثار الاحتياج والله تعالى الغني المطلق وتعالى جده بفناه المطلق والولد يرغب فيه للاستعانة والأنس به مع ما يقتضيه من انفصاله من أجزاء والديه وكل ذلك من الافتقار والانتقاص .
وضمير ( إنه ) ضمير شأن وخبره جملة ( تعالى جد ربنا ) .
وجملة ( ما اتخذ صاحبة ) إلى آخرها بدل اشتمال من جملة ( تعالى جد ربنا ) .
وتأكيد الخبر ب ( ان ) سواء كانت مكسورة أو مفتوحة لأنه مسوق إلى فريق يعتقدون خلاف ذلك من الجن .
والاقتصار في بيان تعالي جد الله على انتفاء الصاحبة عنه والولد ينبئ بأنه كان شائعا في علم الجن ما كان يعتقده المشركون أن الملائكة بنات الله من سروات الجن وما اعتقاد المشركين إلا ناشئ عن تلقين الشيطان وهو من الجن ولأن ذلك مما سمعوه من القرآن مثل قوله تعالى ( سبحانه أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) في سورة الأنعام .
وإعادة ( لا ) النافية مع المعطوف للتأكيد للدلالة على أن المعطوف منفي باستقلاله لدفع توهم نفي المجموع .
وضمير الجماعة في قوله ( ربنا ) عائد إلى كل متكلم مع تشريك غيره فعلى تقدير أنه من كلام الجن فهو قول كل واحد منهم عن نفسه ومن معه من بقية النفر .
( وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا [ 4 ] ) قرأه الجمهور بكسرة همزة ( وإنه ) . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وأبو جعفر وخلف بفتح الهمزة كما تقدم في قوله ( وأنه تعالى جد ربنا ) فقد يكون إيمانهم بتعالي الله عن أن يتخذ صاحبة وولدا ناشئا على ما سمعوه من القرآن وقد يكون ناشئا عن إدراكهم ذلك بأدلة نظرية .
والسفيه : هنا جنس وقيل : أرادوا به إبليس أي كان يلقنهم صفات الله بما لا يليق بجلاله أي كانوا يقولون على الله شططا بل نزول القرآن بتسفيههم في ذلك