وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فظهور الجن للنبي A تارات كما في حديث الجني الذي تفلت ليفسد عليه صلاته وهو من معجزاته مثل رؤيته الملائكة ورؤيته الجنة والنار في حائط القبلة وظهور الشيطان لأبي هريرة في حديث زكاة الفطر .
وقد مضى ذكر الجن عند قوله ( وجعلوا لله شركاء الجن ) في سورة الأنعام وقوله ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس ) في سورة الأعراف .
والذين أمر الرسول A بأن يقول لهم أنه أوحي إليه بخبر الجن : هم جميع الناس الذين كان النبي A يبلغهم القرآن من المسلمين والمشركين أراد الله إبلاغهم هذا الخبر لما له من دلالة على شرف هذا الدين وشرف كتابه وشرف من جاء به وفيه إدخال مسرة على المسلمين وتعريض بالمشركين إذ كان الجن قد أدركوا شرف القرآن وفهموا مقاصده وهم لا يعرفون لغته ولا يدركون بلاغته فأقبلوا عليه والذين جاء بلسانهم وأدركوا خصائص بلاغته أنكروه وأعرضوا عنه .
وفي الإخبار عن استماع الجن للقرآن بأنه أوحي إليه ذلك إيماء إلى أنه ما علم بذلك إلا بإخبار الله إياه بوقوع هذا الاستماع فالآية تقتضي أن الرسول A لم يعلم بحضور الجن لاستماع القرآن قبل نزول هذه الآية .
وأما آية الأحقاف ( وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ) الآيات فتذكير بما في هذه الآية أو هي إشارة إلى قصة أخرى رواها عبد الله بن مسعود وهي في صحيح مسلم في أحاديث القراءة في الصلوات ولا علاقة لها بهذه الآية .
وقوله ( أنه أستمع نفر من الجن ) في موضع نائب فاعل ( أوحي ) أي أوحي إلي استماع نفر . وتأكيد الخبر الموحى بحرف ( أن ) للاهتمام به ولغرابته .
وضمير ( أنه ) ضمير الشأن وخبره جملة ( استمع نفر من الجن ) وفي ذلك زيادة اهتمام بالخبر الموحى به .
ومفعول ( استمع ) محذوف دل عليه ( إنأ سمعنا قرآنا ) أي استمع القرآن نفر من الجن .
A E والنفر : الجماعة من واحد إلى عشرة وأصله في اللغة لجماعة من البشر فأطلق على جماعة من الجن على وجه التشبيه إذ ليس في اللغة لفظ آخر كما أطلق رجال في قوله ( يعوذون برجال من الجن ) على شخوص الجن . وقولهم ( إنا سمعنا قرآنا عجبا ) قالوه لبعض منهم لم يحضر لاستماع القرآن ألهمهم الله أن ينذروهم ويرشدوهم إلى الصلاح قال تعالى في سورة الأحقاف ( وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا ) الآيات .
ومعنى القول هنا : إبلاغ مرادهم إلى من يريدون أن يبلغوه إليهم من نوعهم بالكيفية التي يتفاهمون بها إذ ليس للجن ألفاظ تجري على الألسن فيما يظهر فالقول هنا مستعار للتعبير عما في النفس مثل قوله تعالى ( قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ) فيكون ذلك تكريما لهذا الدين أن جعل الله له دعاة من الثقلين .
ويجوز أن يكون قولا نفسيا أي خواطر جالت في مدركاتهم جولان القول الذي ينبعث عن إرادة صاحب الإدراك به إبلاغ مدركاته لغيره فإن مثل ذلك يعبر عنه بالقول كما في بيت النابغة يتحدث عن كلب صيد : .
قالت له النفس إني لا أرى طمعا ... وإن مولاك لم يسلم ولم يصد ومنه قوله تعالى ( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ) .
وتأكيد الخبر ب ( أن ) لأنهم أخبروا به فريقا منهم يشكون في وقوعه فأتوا بكلامهم بما يفيد تحقيق ما قالوه وهو الذي يعبر عن مثله في العربية بحرف ( إن ) .
ووصف القرآن بالعجب وصف بالمصدر للمبالغة في قوة المعنى أي يعجب منه ومعنى ذلك أنه بديع فائق في مفاده .
وقد حصل لهم العلم بمزايا القرآن بانكشاف وهبهم الله إياه . قال المازري في شرح صحيح مسلم " لا بد لمن آمن عند سماع القرآن أن يعلم حقيقة الإعجاز وشروط المعجزة . وبعد ذلك يقع العلم بصدق الرسول ؛ فإما أن يكون الجن قد علموا ذلك أو علموا من كتب الرسل المتقدمة ما دلهم على أنه هو النبي الأمي الصادق المبشر به " اه . وأنا أقول حصل للجن علم جديد بذلك بإلهام من الله لأدلة كانوا لا يشعرون بها إذ لم يكونوا مطالبين بمعرفتها وأن فهمهم للقرآن من قبيل الإلهام خلقه الله فيهم على وجه خرق العادة كرامة للرسول A وللقرآن