وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إثبات كرامة للنبي A بأن دعوته بلغت إلى جنس الجن وإفهامهم فهم معان من القرآن الذي استمعوا للنبي A وفهم ما يدعوا إليه من التوحيد والهدى وعلمهم بعظمة الله وتنزيهه عن الشريك والصاحبة والولد .
وإبطال عبادة ما يبعد من الجن .
وإبطال الكهانة وبلوغ علم الغيب إلى غير الرسل الذين يطلعهم الله على ما يشاء .
وإثبات أن لله خلقا يدعون الجن وأنهم أصناف منهم الصالحون ومنهم دون ذلك بمراتب وتضليل الذين يقولون على الله ما لم يقله والذين يعبدون الجن والذين ينكرون البعث وأن الجن لا يفلتون من سلطان الله تعالى .
وتعجبهم من الإصابة برجوم الشهب المانعة من استراق السمع وفي المراد من هذا المنع والتخلص من ذلك إلى ما أوحى الله إلى رسوله A من في شأن القحط الذي أصاب المشركين لشركهم ولمنعهم مساجد الله وإنذارهم بأنهم سيندمون على تألبهم على النبي A ومحاولتهم منهم العدول عن الطعن في دينهم .
( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا [ 1 ] يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا [ 2 ] ) افتتاح السورة بالأمر بالقول يشير إلى أن ما سيذكر بعده حدث غريب وخاصة بالنسبة للمشركين الذين هم مظنة التكذيب به كما يقتضيه قوله ( كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ) حسبما يأتي .
أمر الله رسوله A بأن يعلم المسلمين وغيرهم بأن اله أوحى إليه وقوع حدث عظيم في دعوته أقامه الله تكريما لنبيه وتنويها بالقرآن وهو أن سخر بعض من النوع المسمى جنا لاستماع القرآن وألهمهم أو علمهم فهم ما سمعوه واهتداءهم إلى مقدار إرشاده إلى الحق والتوحيد وتنزيه الله والإيمان بالبعث والجزاء فكانت دعوة الإسلام في أصولها بالغة إلى عالم من العوالم المغيبة لا علاقة لموجوداته بالتكاليف ولا بالعقائد بل هو عالم مجهول أهله على ما جبلوا عليه من خير أو شر لا يعدوا أحدهم في مدة الدنيا جبلته فيكون على معيارها مصيره الأبدي في الحياة الآخرة ولذلك لم يبعث إليهم بشرائع .
وقد كشف الله لهذا الفريق منهم حقائق من عقيدة الإسلام وهديه ففهموه .
A E هذا العالم هو عالم الجن وهو بحسب ما يستخلص من ظواهر القرآن ومن صحاح الأخبار النبوية وحسنها نوع من المجردات أعني الموجودات اللطيفة غير الكثيفة الخفيفة عن حاسة البصر والسمع منتشرة في أمكنة مجهولة ليست على سطح الأرض ولا في السماوات بل هي في أجواء غير محصورة وهي من مقولة الجوهر من الجواهر المجردات أي ليست أجساما ولا جسمانيات بل هي موجودات روحانية مخلوقة من عنصر ناري ولها حياة واردة وإدراك خاص بها لا يدرى مداه . وهذه المجردات النارية جنس من أجناس الجواهر تحتوي على الجن وعلى الشياطين فهما نوعان لجنس المجردات النارية لها إدراكات خاصة وتصرفات محدودة وهي مغيبة عن الأنظار ملحقة بعالم الغيب لا تراها الأبصار ولا تدركها أسماع الناس إلا إذا أوصل الله الشعور بحركاتها وإرادتها إلى البشر على وجه المعجزة خرقا للعادة لأمر قضاه الله وأراده .
وبتعاضد هذه الدلائل وتناصرها وإن كان كل واحد منها لا يعدوا أنه ظني الدلالة وهي ظواهر القرآن أو ظني المتن والدلالة وهي الأحاديث الصحيحة حصل ما يقتضي الاعتقاد بوجود موجودات خفية تسمى الجن فتفسر بذلك معاني آيات من القرآن وأخبار من السنة .
وليس ذلك مما يدخل في أصول عقيدة الإسلام ولذلك لم نكفر منكري وجود موجودات معينة من هذا النوع إذ لم تثبت حقيقتها بأدلة قطعية بخلاف حال من يقول : إن ذكر الجن لم يذكر في القرآن بعد علمه بآيات ذكره .
وأما ما يروى في الكتب من أخبار جزئية في ظهورهم للناس وإتيانهم بأعمال عجيبة فذلك من الروايات الخيالية .
وإنا لم نلق أحدا من إثبات العلماء الذين لقيناهم من يقول : إنه رأي أشكالهم أو آثارهم وما نجد تلك القصص إلا على ألسنة الذين يسرعون إلى التصديق بالأخبار أو تغلب عليهم التخيلات .
وإن كان فيهم من لا يتهم بالكذب ولكنه مما يضرب له مثل قول المعري : .
" ومثلك من تخيل ثم خالا