وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتصديق بيوم الدين هو الإيمان بوقوع البعث والجزاء والدين : الجزاء . وهذا الوصف مقابل وصف الكافرين بقوله ( إنهم يرونه بعيدا ) .
A E ولما كان التصديق من عمل القلب ولم يتصور أ يكون فيه تفاوت أتي بالجملة الفعلية على الأصل في صلة الموصول وأوثر فيها الفعل المضارع لدلالته على الاستمرار .
ووصفهم بأنهم من عذاب ربهم مشفقون مقابل قوله في حق الكافرين ( سال سائل بعذاب واقع للكافرين ) لأن سؤالهم سؤال مستخف بذلك ومحيله .
والإشفاق : توقع حصول المكروه وأخذ الحذر منه .
وصوغ الصلة بالجملة الاسمية لتحقيق وثبات اتصافهم بهذا الإشفاق لأنه من المغيبات فمن شأن كثير من الناس التردد فيه .
وجملة ( إن عذاب ربهم غير مأمون ) معترضة أي غير مأمون لهم وهذا تعريض بزعم المشركين الأمن إذ قالوا ( وما نحن بمعذبين ) . ووصفهم بأنهم لفروجهم حافظون مقابل قوله في تهويل حال المشركين يوم الجزاء بقوله ( ولا يسأل حميم حميما ) إذا أخص الأحماء بالرجل وزوجه فقصد التعريض بالمشركين بأن هذا الهول خاص بهم بخلاف المسلمين فإنهم هم وأزواجهم يحبرون لأنهم اتقوا الله في العفة من غير الأزواج قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
وتقدم نظير هذا في سورة المؤمنين أي ليس في المسلمين سفاح ولا زنى ولا مخالة ولا بغاء ولذلك عقب بالتفريع بقوله ( فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) .
والعادي : المفسد أي هم الذين أفسدوا فاختلطت أنسابهم وتطرقت الشكوك إلى حصانة نسائهم ودخلت الفوضى في نظم عائلاتهم ونشأت بينهم الإححن من الغيرة .
وذكر رعي الأمانات والعهد لمناسبة وصف ما يود الكافر يوم الجزاء أن يفتديه من العذاب بفصيلته التي تؤويه فيذهب منه رعي العهود التي يجب الوفاء بها للقبيلة وحسبك من تشويه حاله أنه قد نكث العهود التي كانت عليه لقومه من الدفاع عن حقيقتهم بنفسه وكان يفديهم بنفسه والمسلم لما كان يرعى العهد بما يمليه عليه دينه جازاه الله بأن دفع عنه خزي ودادة فدائه نفسه بواليه وأهل عهده .
والقول في اسمية الصلة كالقول في الذي قبله .
والرعي : الحفظ والحراسة . وأصله رعي الغنم والإبل .
وقرأ الجمهور : ( لأمانتهم ) بصيغة الجمع . وقرأه ابن كثير ( لأماناتهم ) بالإفراد والمراد الجنس .
وقوله ( والذين هم بشهادتهم قائمون ) ذكر لمناسبة ذكر رعي الأمانات إذ الشهادة من جملة الأمانات لأن حق المشهود له وديعة في حفظ الشاهد فإذا أدى شهادته فكأنه أدى أمانة لصاحب الحق المشهود له كانت في حفظ الشاهد .
ولذلك كان أداء الشهادة إذا طولب به الشاهد واجبا عليه قال تعالى ( ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ) .
والقيام بالشهادة : الاهتمام بها وحفظها إلى أن تؤدى وهذا قيام مجازي كما تقدم عند قوله تعالى ( ويقيمون الصلاة ) في سورة البقرة .
وباء ( بشاهدتهم ) للمصاحبة أي يقومون مصاحبين للشهادة ويصير معنى الباء في الاستعارة معنى التعدية .
فذكر القيام بالشهادة إتمام لخصال أهل الإسلام فلا يتطلب له مقابل من خصال أهل الشرك المذكورة فيما تقدم .
والقول في اسمية جملة الصلة للغرض الذي تقدم لأن أداء الشهادة يشق على الناس إذ قد يكون المشهود عليه قريبا أو صديقا وقد يثير الشهادة على المرء إحنة منه وعداوة .
وقرأ الجمهور ( بشهادتهم ) بصيغة الإفراد وهو اسم جنس يعم جميع الشهادات التي تحملوها . وقرأ حفص ويعقوب ( شهاداتهم ) بصيغة الجمع . وذلك على اعتبار جمع المضاف إليه .
وقوله ( والذين هم على صلاتهم يحافظون ) ثناء عليهم بعنايتهم بالصلاة من أن يعتريها شيء يخل بكمالها لأن مادة المفاعلة هنا للمبالغة في الحفظ مثل : عافاه الله وقاتله الله فالمحافظة راجعة إلى استكمال أركان الصلاة وشروطها وأوقاتها . وإيثار الفعل المضارع لإفادة تجدد ذلك الحفاظ وعدم التهاون به بذلك تعلم أن هذه الجملة ليست مجردا تأكيد لجملة ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) بل فيها زيادة معنى مع حصول الغرض من التأكيد بإعادة ما يفيد عنايتهم بالصلاة في كلتا الجملتين .
وفي الأخبار النبوية أخبار كثيرة عن فضيلة الصلاة وأن الصلوات تكفر الذنوب كحديث ( ما يدريكم ما بلغت به صلاته ) .
وقد حصل بين أخرى هذه الصلات وبين أولاها محسن رد العجز على الصدر