وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمنوع : الكثير المنع أي شديد المنع لبذل شيء مما عنده من الخير .
A E و ( إذا ) في الموضعين ظرفان يتعلقان كل واحد بما اتصل به من وصفي ( جزوعا ) و ( منوعا ) .
( إلا المصلين [ 22 ] الذين هم على صلاتهم دائمون [ 23 ] والذين في أموالهم حق معلوم [ 24 ] للسائل والمحروم [ 25 ] والذين يصدقون بيوم الدين [ 26 ] والذين هم من عذاب ربهم مشفقون [ 27 ] إن عذاب ربهم غير مأمون [ 28 ] والذين هم لفروجهم حافظون [ 29 ] إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين [ 30 ] فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون [ 31 ] والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون [ 32 ] والذين هم بشهادتهم قائمون [ 33 ] والذين هم على صلاتهم يحافظون [ 34 ] أولئك في جناتمكرمون [ 35 ] ) استثناء منقطع ناشئ عن الوعيد المبتدأ من قوله ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ) الآية .
فالمعنى على الاستدراك والتقدير : لكن المصلين الموصوفين بكيت وكيت أولئك في جنات مكرمون .
فجملة ( أولئك في جنات مكرمون ) حيث وقعت بعد ( إلا ) المنقطعة وهي بمعنى ( لكن ) فلها حكم الجملة المخبر بها عن اسم ( لكن ) المشددة أو عن المبتدأ الواقع بعد ( لكن ) المخففة وهو ما حققه الدماميني وإن كان ابن هشام رأى عد الجملة بعد الاستثناء المنقطع في عداد الجمل التي لا محل لها من الإعراب .
والكلام استئناف بياني لمقابلة أحوال المؤمنين بأحوال الكافرين ووعدهم بوعيدهم على عادة القرآن في أمثال هذه المقابلة .
وهذه صفات ثمان هي من أشعار المسلمين فعدل عن إحضارهم بوصف المسلمين إلى تعداد خصال من خصالهم إطنابا في الثناء عليهم لأن مقام الثناء مقام إطناب وتنبيها على أن كل صلة من هذه الصلات الثمان هي من أسباب الكون في الجنات .
وهذه الصفات لا يشاركه المشركون في معظمها بالمرة وبعضها قد يتصف به المشركون ولكنهم لا يراعونه حق مراعاته باطراد وذلك حفظ الأمانات والعهد فالمشرك يحفظ الأمانة والعهد اتقاء مذمة الخيانة والغدر مع أحلافه دون أعدائه والمشرك يشهد بالصدق إذا لم يكن له هوى في الكذب وإذا خشي أن يوصم بالكذب . وقد غدر المشركون بالمسلمين في عدة حوادث وغدر بعضهم بعضا فلو علم المشرك أنه لا يطلع على كذبه وكان له هوى لم يؤد الشهادة .
ولما كان وصف ( المصلين ) غلب على المسلمين كما دل عليه قوله تعالى ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) الآية أتبع وصف المصلين في الآية هذه بوصف ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) أي مواظبون على صلاتهم لا يتخلفون عن أدائها ولا يتركونها .
والدوام على الشيء : عدم تركه وذلك في كل عمل بحسب ما يعتبر دواما فيه كما تقرر في أصول الفقه في مسألة إفادة الأمر التكرار .
وفي إضافة ( صلاة ) إلى ضمير ( المصلين ) تنويه باختصاصها بهم وهذا الوصف للمسلمين مقابل وصف الكافرين في قوله ( بعذاب واقع للكافرين ) .
ومجيء الصلة جملة اسمية دون أن يقال : الذين يدومون . لقصد إفادتها الثبات تقوية كمفاد الدوام .
وإعادة اسم الموصول مع الصلات المعطوفة على قوله ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) لمزيد العناية بأصحاب تلك الصلات .
وتسمية ما يعطونه من أموالهم من الصدقات باسم ( الحق ) للإشارة إلى أنهم جعلوا السائل والمحروم كالشركاء لهم في أموالهم من فرط رغبتهم من مواساة إخوانهم إذ لم تكن الصدقة يومئذ واجبة ولم تكن الزكاة قد فرضت .
ومعنى كون الحق معلوما أنه يعلمه كل واحد منهم ويحسبونه ويعلمه السائل والمحروم بما اعتاد منهم .
ومجيء الصلة جملة اسمية لإفادة ثبات هذه الخصلة فيهم وتمكنها منهم دفعا لتوهم الشح في بعض الأحيان لما هو معروف بين غالب الناس من معاودة الشح للنفوس .
والسائل : هو المستعطي والمحروم : الذي لا يسأل الناس تعففا مع احتياجه فلا يتفطن له كثير من الناس فيبقى كالمحروم .
وأصل المحروم : الممنوع من مرغوبه وتقدم في سورة الذاريات في قوله ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) . وهذه الصفة للمؤمنين مضادة صفة الكافرين المتقدمة في قوله ( وجمع فأوعى )