وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الربب بكسر الراء وبموحدتين : جمع ربة بكسر الراء وتشديد الموحدة : نبات ينبت في الصيف أخضر .
A E ويجوز أن يكون ( تدعوا ) مستعملا حقيقة و ( الذين يدعون ) : هم الملائكة الموكلون بجهنم وإسناد الدعاء إلى جهنم إسنادا مجازيا لأنها مكان الداعين أو لأنها سبب الدعاء أو جهنم تدعوا حقيقة بأن يخلق الله فيها أصواتا تنادي الذين تولوا أن يردوا عليها فتلتهمهم .
و ( من أدبر وتولى وجمع فأوعى ) جنس الموصوفين بأنهم أدبروا وتولوا وجمعوا وهم المجرمون الذين يودون أن يفتدوا من العذاب يومئذ . وهذه الصفات خصائص المشركين وهي من آثار دين الشرك التي هي أقوى باعث لهم على إعراضهم عن دعوة الإسلام .
وهي ثلاثة : الإدبار والإعراض وجمع المال أي الخشية على أموالهم .
والإدبار : ترك شيء في جهة الوراء لأن الدبر هو الظهر فأدبر : جعل شيئا وراءه بأن لا يعرج عليه أصلا أو بأن يقبل عليه ثم يفارقه .
والتولي : والإدبار عن الشيء والبعد عنه وأصله مشتق من الولاية وهي الملازمة قال تعالى ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ثم قالوا : ولى عنه أرادوا اتخذ غيره وليا أي ترك ولايته إلى ولاية غيره مثل ما قالوا : رغب فيه ورغب عنه فصار ( ولي ) بمعنى : أدبر وأعرض قال تعالى ( فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ) أي عامله بالإعراض عنه .
ففي التولي معنى إيثار غير المتولى عنه ولذلك يكون بين التولي والإدبار فرق وباعتبار ذلك الفرق عطف و ( تولى ) على ( أدبر ) أي تدعو من ترك الحق وتولى عنه إلى الباطل . وهذه دقيقة من إعجاز القرآن بأن يكون الإدبار مرادا به إدبار غير تول أي إدبارا من أول وهلة ويكون التولي مرادا به الإعراض بعد ملابسة ولذلك يكون الإدبار مستعارا لعدم قبول القرآن ونفي استماع دعوة الرسول A وحال الذين قال الله فيهم ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن ) والتولي مستعار للإعراض عن القرآن بعد سماعه وللنفور عن دعوة الرسول كما قال تعالى ( وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين ) وكلا الحالين حال كفر ومحقة للعذاب وهما مجتمعتان في جميع المشركين .
والمقصود من ذكرهما معا تفظيع أصحابهما وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون متعلق ( أدبر وتولى ) متحدا يتنازعه ملا الفعلين ويقدر بنحو : عن الحق وفي الكشاف : أدبر عن الحق وتولى عنه إذ العبرة باختلاف معنيي الفعلين وإن كان متعلقهما متحدا .
ويجوز أن يقدر لكل فعل متعلق هو أشد مناسبة لمعناه فقدر البيضاوي : أدبر عن الحق وتولى عن الطاعة أي لم يقبل الحق وهو الإيمان من أصله وأعرض عن طاعة الرسول بعد سماعه دعوته وعن قتادة عكسه : أدبر عن طاعة الله وتولى عن كتاب الله وتبعه الفخر والنبسابوري .
والجمع والإيعاء في قوله ( وجمع فأوعى ) مرتب ثانيهما على أولهما فيدل ترتيب الثاني على الأول أن مفعول ( جمع ) المحذوف هو شيء مما يوعى أي يجعل في وعاء .
والوعاء : الظرف أي المال فكنزه ولم ينفع به المحاويج ومنه جاء فعل ( أوعى ) إذا شح . وفي الحديث " ولا توعي فيوعى عليك " .
وفي قوله ( جمع ) إشارة إلى الحرص وفي قوله ( فأوعى ) إشارة إلى طول الأمل . وعن قتادة ( جمع فأوعى ) كان جموعا للخبيث وهذا تفسير حسن أي بأن يقدر ل ( جمع ) مفعول يدل عليه السياق أي وزاد على إدباره وتوليه أنه جمع الخبائث . وعليه يكون ( فأوعى ) مستعارا لملازمته ما فيه من خصال الخبائث واستمراره عليها فكأنها مختزنة لا يفرط فيها .
( إن الإنسان خلق هلوعا [ 19 ] إذا مسه الشر جزوعا [ 20 ] وإذا مسه الخير منوعا [ 21 ] ) معترضة بين ( من أدبر وتولى وجمع فأوعى ) وبين الاستثناء ( إلا المصلين ) الخ .
وهي تذليل لجملة ( جمع فأوعى ) تنبيها على خصلة تخامر نفوس البشر فتحملهم على الحرص لنيل النافع وعلى الاحتفاظ به خشية نفاذه لما فيهم من خلق الهلع . وهذا تذييل لوم وليس في مسافة عذر لمن جمع فأوعى ولا هو تعليل لفعله .
وموقع حرف التوكيد ما تتضمنه الجملة من التعجيب من هذه الخصلة البشرية فالتأكيد لمجرد الاهتمام بالخبر ولفت الأنظار إليه والتعريض بالحذر منه