وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعطوف ب ( ثم ) هو المسبب عن الودادة فلذلك كان الظاهر أن يعطف بالفاء وهو الأكثر في مثله كقوله تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) وقوله ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) فعدل عن عطفه بالفاء هنا إلى عطفه ب ( ثم ) للدلالة على شدة اهتمام المجرم بالنجاة بأية وسيلة .
ومتعلق ( ينجيه ) محذوف يدل عليه قوله ( من عذاب يومئذ ) .
و ( كلا ) حرف ردع وإبطال بكلام سابق ولا يخلو من أن يذكر بعده كلام وهو هنا لإبطال ما يخامر نفوس المجرم من الودادة نزل منزلة الكلام لأن الله مطلع عليه أو لإبطال ما يتفوه به من تمني ذلك . قال تعالى ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) ألا ترى أنه عبر عن قوله بذلك في الودادة في قوله تعالى ( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ) أي يصيرون من ترابها .
فالتقدير : يقال له كلا أي لا افتداء ولا إنجاء .
وجملة ( إنها لظى ) استئناف بياني ناشئ عما أفاده حرف ( كلا ) من الإبطال . وضمير ( إنها ) عائد إلى ما يشاهده المجرم قبالته من مرأى جهنم فأخبر بأن ذلك لظى . ولما كان ( لظى ) مقترنا بألف التأنيث أنث الضمير باعتبار تأنيث الخبر واتبع اسمها بأوصاف والمقصود التعريض بأنها أعدت له أي أنها تحرقك وتنزع شواك وقد صرح بما وقع التعريض به في قوله ( تدعو من أدبر وتولى فجمع فأوعى ) أي تدعوك يا من أدبر عن دعوة التوحيد وتولى عنها ولم يعبأ إلا بجمع المال .
فحرف ( إن ) للتوكيد للمعنى التعريضي من الخبر إلا إلى الإخبار بأن ما يشاهده لظى إذ ليس بذلك بمحل التردد . و ( لظى ) خبر ( إن ) .
ويجوز أن يكون ضمير ( إنها ) ضمير القصة وهو ضمير الشأن أي أن قصتك وشأنك لظى فتكون ( لظى ) مبتدأ .
وقرأ الجمهور ( نزاعة ) بالرفع فهو خبر ثان عن ( إن ) أن جعل الضمير ضميرا عائدا إلى النار المشاهدة أو هو خبر عن ( لظى ) إن جعل الضمير ضمير القصة وجعل ( لظى ) مبتدأ .
وقرأه حفص بالنصب على الحال فيتعين على قراءة حفص أن الضمير ليس ضمير قصة . والتعريض هو هو وحرف ( إن ) أما للتوكيد متوجها إلى المعنى التعريضي كما تقدم وإما لمجرد الاهتمام بالجملة التي بعده لأن الجمل المفتتحة بضمير الشأن من الأخبار المهتم بها .
ولظى : علم منقول من اسم اللهب جعل علما ل ( جهنم ) وألفه ألف تأنيث وأصله : لظى بوزن فتى منونا اسم جنس للهب النار . فنقل اسم الجنس إلى جعله علما على واحد من جنسه فقرن بألف تأنيث تنبيها بذلك التغيير على نقله إلى العلمية .
والعرب قد يدخلون تغيير على الاسم غير العلم إذا نقلوه إلى العلمية كما سموا شمس بفتح الشين . كما قال ابن جني في شرح قول تأبط شرا : .
إني لمهدي من ثنائي فقاصد ... به لابن عم الصدق شمس بن مالك وليس من العلم بالغلبة إذ ليس معرفا ولا مضافا ولاجتماع العلمية والتأنيث فيه كان ممنوعا من الصرف فلا تقول : لظى بالتنوين إلا إذا أردت جنس اللهب ولا تقول : اللظى إلا إذا أردت لهبا معينا فأما إذا أردت اسم جهنم فتقول لظى بألف التأنيث دون تنوين ودون تعريف .
والنزاعة : المبالغة في النزع وهو الفصل والقطع .
والشوى : اسم جمع شواة بفتح الشين وتخفيف الواو وهي العضو غير الرأس مثل اليد والرجل فالجمع باعتبار ما لكم أحد من شوى وقيل الشواة : جلدة الرأس فالجمع باعتبار كثرة الناس .
وجملة ( تدعوا ) إما خبر ثان حسب قراءة ( نزاعة ) بالرفع وإما حال على القراءتين . والدعاء في قوله ( تدعوا ) يجوز أن يكون غير حقيقة بأن يعتبر استعارة مكنية شبهت لظى في انهيال الناس إليها بضائف لمأدبة ورمز إلى ذلك ب ( تدعوا ) وذلك على طريقة التهكم .
ويكون ( من أدبر وتولى وجمع فأوعى ) قرينة أو تجريدا أي من أدبر وتولى عن الإيمان بالله . وفيه الطباق لأن الإدبار والتولي يضادان الدعوة في الجملة إذ الشأن أن المدعو يقبل ولا يدبر ويكون ( تدعوا ) مشتقا من الدعوة المضمومة الدال أو أن يشبه إحضار الكفار عندها بدعوتها إياهم للحضور على طريقة التبعية لأن التشبيه بدعوة المنادي كقول ذي الرمة يصف الثور الوحشي : .
أمسى بوهبين مختارا لمرتعه ... من ذي الفوارس تدعو أنفه الربب