وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( للكافرين ) يجوز أن يكون ظرفا لغوا متعلقا ب ( واقع ) ويجوز أن يكون ظرفا مستقرا خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هو للكافرين .
واللام لشبه الملك أي عذاب من خصائصهم كما قال تعالى ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) .
ووصف العذاب بأنه واقع وما بعده من أوصافه إلى قوله ( إنهم يرونه بعيدا ) إدماج معترض ليفيد تعجيل الإجابة عما سأل عنه سائل بكلا معنيي السؤال لأن السؤال لم يحك فيه عذاب معين وإنما كان مجملا لأن السائل سأل عن عذاب غير موصوف أو الداعي دعا بعذاب غير موصوف فحكي السؤال مجملا ليرتب عليه وصفه بهذه الأوصاف والتعلقات فينتقل إلى ذكر أحوال هذا العذاب وما يحف به من الأهوال .
وقد طويت في مطاوي هذه التعلقات جمل كثيرة كان الكلام بذلك إيجازا إذ حصل خلالها ما يفهم منه جواب السائل واستجابة الداعي والإنباء بأنه عذاب واقع عليهم من الله لا يدفعه عنهم دافع ولا يغرهم تأخره .
وهذه الأوصاف من قبيل الأسلوب الحكيم لأن ما عدد فيه من أوصاف العذاب وهوله ووقته هو الأولى لهم أن يعلموه ليحذروه دون أن يخوضوا في تعيين وقته فحصل من هذا كله معنى : أنهم سألوا عن العذاب الذي هددوا به عن وقته ووصفه سؤال استهزاء ودعوا الله أن يرسل عليهم عذابا إن كان القرآن حقا إظهارا لقلة اكتراثهم بالإنذار بالعذاب . فأعلمهم أن العذاب الذي استهزأوا به واقع لا يدفعه عنهم تأخر وقته فإن أرادوا النجاة فليحذروه .
وقوله ( من الله ) يتنازع تعلقه وصفا ( واقع ) و ( دافع ) . و ( من ) للابتداء المجازي على كلا التعلقين مع اختلاف العلاقة بحسب ما يقتضيه الوصف المتعلق به .
فابتداء الواقع استعارة لإذن الله بتسليط العذاب على الكافرين وهي استعارة شائعة تساوي الحقيقة . وأما ابتداء الدافع فاستعارة لتجاوزه مع المدفوع عنه من مكان مجازي تتناوله قدرة القادر مثل ( من ) في قوله تعالى ( وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ) وقوله ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ) .
وبهذا يكون حرف ( من ) مستعملا في معنيين مجازيين متقاربين .
وإجراء وصف ( ذي المعارج ) على اسم الجلالة لاستحضار عظمة جلاله ولإدماج الإشعار بكثرة مراتب القرب من رضاه وثوابه فإن المعارج من خصائص منازل العظماء قال تعالى ( لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ) . ولكل درجة المعارج قوم عملوا لنوالها قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وليكون من هذا الوصف تخلص إلى ذكر يوم الجزاء الذي يكون فيه العذاب الحق للكافرين .
والمعارج : جمع معرج بكسر الميم وفتح الراء وهو ما يعرج به أي يصعد من سلم ومدرج .
( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ 4 ] ) اعتراض لبيان أن المعارج منازل من الرفعة الاعتبارية ترتقي فيها الملائكة وليست معارج يعرج إليه فيها أي فهي معارج جعلها الله للملائكة فقرب بها من منازل التشريف فالله معرج إليه بإذنه لا عارج وبذلك الجعل وصف الله بأنه صاحبها أي جاعلها ونظيره قوله تعالى ( ذو العرش ) .
والروح : هو جبريل عليه السلام الموكل بإبلاغ إرادة الله تعالى وإذنه وتخصيصه بالذكر لتمييزه بالفضل على الملائكة . ونظير هذا قوله ( تنزل الملائكة والروح فيها ) أي في ليلة القدر .
والروح : يطلق على ما به حياة الإنسان وتصريف أعماله وهو المذكور في قوله تعالى ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) . فيجوز أن يكون مما شمله قوله ( تعرج الملائكة والروح إليه ) أي أرواح أهل الجنة على اختلاف درجاتها في المعارج .
وهذا العروج كائن يوم القيامة وهو اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة .
وهذه تقريبات لنهاية عظمة تلك المنازل وارتقاء أهل العالم الأشرف إليها وعظمة يوم وقوعها .
A E وضمير ( إليه ) عائد إلى الله على تأويل مضاف على طريقة تعلق بعض الأفعال بالذوات والمراد أحوالها مثل ( حرمت عليكم الميتة ) أي أكلها و ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) يتنازع تعلقه كل من قوله ( واقع ) وقوله ( تعرج ) .
( فاصبر صبرا جميلا [ 5 ] ) اعتراض مفرع : أما على ما يومئ إليه ( سأل سائل ) من أنه سؤال استهزاء فهذا تثبيت للنبي A وأما على ( سأل سائل ) بمعنى : دعا داع