وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كان كفار قريش يستهزئون فيسألون النبي A : متى هذا العذاب الذي تتوعدنا به ويسألونه تعجيله قال تعالى ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) ( ويستعجلونك بالعذاب ) وكانوا أيضا يسألون الله أن يوقع عليهم عذابا إذا كان القرآن حقا من عنده قال تعالى ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) .
وقيل : إن السائل شخص معين هو النضر بن الحارث " إن كان هذا " أي القرآن " هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " .
وكان النبي A يسأل الله أن يعينه على المشركين بالقحط فأشارت الآية إلى ذلك كله ولذلك فالمراد ب ( سائل ) فريق أو شخص .
والسؤال مستعمل في معنيي الاستفهام عن شيء والدعاء على أن استفهامهم مستعمل في التهكم والتعجيز . ويجوز أن يكون ( سأل سائل ) بمعنى استعجل وألح .
وقرأ الجمهور ( سأل ) بإظهار الهمزة . وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ( سال ) بتخفيف الهمزة ألفا . قال في الكشاف : وهي لغة قريش وهو يريد قريشا قد يخففون المهموز في مقام الثقل وليس ذلك قياسا في لغتهم بل لغتهم تحقيق الهمزة ولذلك قال سيبويه : وليس ذا بقياس متلب " أي مطرد مستقيم " وإنما يحفظ عن العرب قال : ويكون قياسا متلئبا إذا اضطر الشاعر قال الفرزدق : .
راحت بمسلمة البغال عشية ... فارعي فزارة لا هناك المرتع يريد لا هنأك بالهمز . وقال حسان : .
سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سالت ولم تصب يريد سألوا رسول الله A إباحة الزنى . وقال القرشي زيد بن عمرو بن نفيل " يذكرر زوجيه " : .
سألتاني الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد جيتماني بنكر فهؤلاء ليس لغتهم سال ولا يسال وبلغنا أن سلت تسال لغة اه . فجعل إبدال الهمز ألفا للضرورة مطردا ولغير الضرورة يسمع ولا يقاس عليه فتكون قراءة التخفيف سماعا . وذكر الطيبي عن أبي علي في الحجة : أن من قرأ ( سال ) غير مهموز جعل الألف منقلبة عن الواو التي هي عين الكلمة مثل : قال وخاف . وحكى أو عثمان عن أبي زيد أنه سمع من يقول : هما متساولان . وقال في الكشاف : " يقولون " أي أهل الحجاز " : سلت تسال وهما يتسايلان " أي فهو أجوف يائي مثل هاب يهاب . وكل هذه تلتقي في أن نطق أهل الحجاز ( سال ) غير مهموز سماعي وليس بقياس عندهم وأنه إما تخفيف للهمزة على غير قياس مطرد وهو رأي سيبويه وإما لغة لهم في هذا الفعل وأفعال أخرى جاء هذا الفعل أجوف واويا كما هو رأي أبي علي أو أجوف يائيا كما هو رأي الزمخشري . وبذلك يندحض تردد أبي حيان جعل الزمخشري قراءة ( سال ) لغة أهل الحجاز إذ قد يكون لبعض القبائل لغتان في فعل واحد .
وإنما اجتلب هنا لغة المخفف لثقل المفتوح بتوالي حركات قبله وبعده وهي أربع فتحات ولذلك لم يرد في القرآن مخففا في بعض القراءات إلا في هذا الموضع إذ لا نظير له في توالي حركات وإلا فإنه لم يقرأ أحد بالتخفيف في قوله ( وإذا سألك عبادي ) وهو يساوي ( سال سائل بعذاب ) به قوله : سالتهم وتسالهم ولا يسالون .
وقوله ( سال سائل ) بمنزلة سئل لأن مجيء فاعل الفعل اسم فاعل من لفظ فعله لا يفيد زيادة علم بفاعل الفعل ما هو فالعدول عن أن يقول : سئل بعذاب إلى قوله ( سال سائل بعذاب ) لزيادة تصوير هذا السؤال العجيب ومثل قول يزيد بن عمرو بن خويلد يهاجي النابغة : .
وإن الغدر قد علمت معد ... بناه في بني ذبيان باني ومن بلاغة القرآن تعدية ( سال ) بالباء ليصلح الفعل لمعنى الاستفهام والدعاء والاستعجال لأن الباء تأتي بمعنى ( عن ) وهو من معاني الباء الواقعة بعد فعل السؤال نحو ( فاسال به خبيرا ) وقول علقمة : A E .
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب أي إن تسألوني عن النساء وقال الجوهري عن الأخفش : يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان . وجعل في الكشاف تعدية فعل سأل بالباء لتضمينه معنى عني واهتم . وقد علمت احتمال أن يكون سال بمعنى استعجل فيكون تعديته بالباء كما في قوله تعالى ( ويستعجلونك بالعذاب ) وقوله ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها )