وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز أن يكون الحنث حنث اليمين فإنهم كانوا يقسمون على أن لا بعث قال تعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ) فذلك من الحنث العظيم وقال تعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ) وقد جاءتهم آية إعجاز القرآن فلم يؤمنوا به .
والعظيم : القوي في نوعه أي الذنب الشديد والحنث العظيم هو الإشراك بالله . وفي حديث ابن مسعود أنه قال " قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : إن تدعوا لله ندا وهو خلقك " وقال تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) .
ومعنى ( يصرون ) : يثبتون عليه لا يقبلون زحزحة عنه أي لا يضعون للدعوة إلى النظر في بطلان عقيدة الشرك .
وصيغة المضارع في ( يصرون ) و ( يقولون ) تفيد تكرر الإصرار والقول منه . وذكر فعل ( كانوا ) لإفادة أن ذلك ديدنهم .
والمراد من قوله ( وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا ) الخ إنهم كانوا يعتقدون استحالة البعث بعد تلك الحالة .
ويناظرون في ذلك بأن القول ذلك يستلزم أنهم يعتقدون استحالة البعث .
والاستفهام إنكاري كناية عن الإحالة والاستبعاد وتقدم نظير ( أإذا متنا وكنا ترابا ) الخ في سورة الصافات .
وقرأ الجمهور ( أإذا متنا ) بإثبات الاستفهام الأول والثاني أي إذا متنا أإنا . وقرأه نافع والكسائي وأبو جعفر بالاستفهام في ( أإذا متنا ) والإخبار في ( إنا لمبعوثون ) .
وقرأ الجمهور ( أو آباؤنا ) بفتح الواو على أنها واو عطف عطفت استفهاما على استفهام وقدمت همزة في الاستفهام على حرف عطف لصدارة الاستفهام وأعيد الاستفهام توكيدا للاستبعاد . والمراد بالقول في قوله ( وكانوا يقولون ) الخ أنهم يعتقدون استجابة مدلول ذلك الاستفهام .
A E ( قل إن الأولين والآخرين [ 49 ] لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم [ 50 ] ) لما جرى تعليل ما يلاقيه أصحاب الشمال من العذاب بما كانوا عليه من كفران النعمة وكان المقصود من ذلك وعيد المشركين وكان إنكارهم البعث أدخل في استمرارهم على الكفر أمر الله رسوله A بأن يخاطبهم بتحقيق وقوع البعث وشموله لهم ولآبائهم ولجميع الناس أي أنبئهم بأن الأولين والآخرين أي هم آباؤهم يبعثون في اليوم المعين عند الله فقد انتهى الخبر عن حالهم يوم ترج الأرض وما يتبعه .
وافتتح الكلام بالأمر بالقول للاهتمام به كما افتتح به نظائره في آيات كثيرة ليكون ذلك تبليغا عن الله تعالى .
فيكون قوله ( قل إن الأولين ) الخ استئنافا ابتدائيا لمناسبة حكاية قولهم ( أإذا متنا وكنا ترابا ) الآية .
والمراد ب ( الأولين ) : من يصدق عليه وصف ( أول ) بالنسبة لمن بعدهم والمراد ب ( الآخرين ) : من يصدق عليه وصف آخر بالنسبة لمن قبله .
ومعنى ( مجموعون ) : أنهم يبعثون ويحشرون جميعا وليس البعث على أفواج في أزمان مختلفة كما كان موت الناس بل يبعث الأولون والآخرون في يوم واحد . وهذا إبطال لما اقتضاه عطف ( أو آباؤنا الأولون ) في كلامهم من استنتاج استبعاد البعث لأنهم عدوا سبق من سبق موتهم أدل على تعذر بعثهم بعد أن مضت عليهم القرون ولم يبعث فريق منهم إلى يوم هذا القيل فالمعنى : أنكم .
وتأكيد الخبر ب ( أن ) واللام لرد إنكارهم مضمونة .
والميقات : هنا لمعنى الوقت والأجل وأصله اسم آلة للوقت وتوسعوا فيه فأطلقوه على الوقت نفسه بحيث تعتبر الميم والألف غير دالتين على معنى وتوسعوا فيه توسعا آخر فأطلقوه على مكان لعمل ما . ولعل ذلك متفرع على اعتبار ما في التوقيت من التحديد والضبط ومنه مواقيت الحج وهي أماكن يحرم الحاج بالحج عندها لا يتجاوزها حلالا . ومنه قول ابن عباس " لم يوقت رسول الله A في الخمر حدا معينا " .
ويصح حمله في هذه الآية على معنى الكلام .
وقد ضمن ( مجموعون ) معنى مسوقون فتعلق به مجروره بحرف ( إلى ) للانتهاء وإلا فإن ظاهر ( مجموعون ) أن يعدى بحرف ( في ) .
وأفاد تعليق مجروره به بواسطة ( إلى ) أنه مسير إليه حتى ينتهي إليه فدل على مكان . وهذا من الإيجاز