وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة [ 8 ] وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة [ 9 ] والسابقون السابقون [ 10 ] أولئك المقربون [ 11 ] في جنات النعيم [ 12 ] ) قد علمت عند تفسير قوله تعالى ( إذا وقعت الواقعة ) الوجه في متعلق ( إذا ) وإذا قد وقع قوله ( وكنتم أزواجا ثلاثة ) عطفا على الجمل التي أضيف إليها ( إذا ) من قوله ( إذا رجت الأرض رجا ) كان هو محط القصد من التوقيت ب ( إذا ) الثانية الواقعة بدلا من ( إذا ) الأولى وكلتاهما مضمن معنى الشرط فكأن هذا في معنى الجزاء فلك أن تجعل الفاء لربط الجزاء مع التفصيل للإجمال وتكون جملة ( فأصحاب الميمنة ) جوابا ل ( إذا ) الثانية آئلا إلى كونه جوابا ل ( إذا ) الأولى لأن الثانية مبدلة منها ولذلك جاز أن يكون هذا هو جواب ( إذا ) الأولى فتكون الفاء مستعملة في معنييها كما تقدم عند قوله تعالى ( ليس لوقعتها كاذبة ) .
وقد أفاد التفصيل أن الأصناف ثلاثة : صنف منهم أصحاب الميمنة وهم الذين يجعلون في الجهة اليمنى في الجنة أو في المحشر . واليمين جهة عناية وكرامة في العرف واشتقت من اليمن أي البركة .
A E وصنف أصحاب المشأمة وهي اسم جهة مشتقة من الشؤم وهو ضد اليمن فهو الضر وعدم النفع وقد سمي في الآية الآتية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فجعل الشمال ضد اليمين كما جعل المشأمة هنا ضد الميمنة إشعار بأن حالهم حال شؤم وسوء وكل ذلك مستعار لما عرف في كلام العرب من إطلاق هذين اللفظين على هذا المعنى الكنائي الذي شاع حتى ساوى الصريح وأصله جاء من الزجر والعيافة إذ كانوا يتوقعون حصول خير من أغراضهم من مرور الطير أو الوحش من يمين الزاجر إلى يساره ويتوقعون الشر من مروره بعكس ذلك وقد تقدم تفصيله عند قوله تعالى ( قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ) في سورة الصافات وتقدم شيء منه عند قوله تعالى ( يطيروا بموسى ومن معه ) في سورة الأعراف وعند قوله تعالى ( قالوا إنا تطيرنا بكم ) في سورة ياسين .
ولذلك استغني هنا عن الإخبار عن كلا الفريقين بخبر في وصف بعض حاليهما بذكر ما هو إجمال لحاليهما مما يشعر به ما أضيف إليه أصحابه من لفظي الميمنة والمشأمة بطريقة الاستفهام المستعمل في التعجيب من حال الفريقين في السعادة والشقاوة وهو تعجيب ترك على إبهامه هنا لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن من الخير والشر ف ( ما ) في الوضعين اسم استفهام .
و ( أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ) خبران عن ( ما ) في الموضعين كقوله تعالى ( الحاقة ما الحاقة ) وقوله ( القارعة ما القارعة ) .
وإظهار لفظي ( أصحاب الميمنة ) و ( أصحاب المشأمة ) بعد الاستفهامين دون الإتيان بضميريهما . لأن مقام التعجب والتشهير يقتضي الإظهار بمقام قوله تعالى ( وما أدراك ما هيه ) .
وقوله ( والسابقون ) هذا الصنف الثالث عي العد وهم الصنف الأفضل من الأصناف الثلاثة ووصفهم بالسبق يقتضي أنهم سابقون أمثالهم من المحسنين الذين عبر عنهم بأصحاب الميمنة فهم سابقون إلى الخير فالناس لا يتسابقون إلا لنوال نفيس مرغوب لكل الناس وأما الشر والضر فهم يتكعكون عنه .
وحقيقة السبق : وصول أحد مكانا قبل وصول أحد آخر . وهو هنا مستعمل على سبيل الاستعارة وقد جمع المعنيين قول النابغة : .
سبقت الرجال الباهشين إلى العلا ... كسبق الجواد اصطاد قبل الظوارد فيجوز أن يكون ( السابقون ) مستعملا في المبادرة والإسراع إلى الخير في الدين كما في قوله تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) في سورة براءة .
ويجوز أن يكون مستعملا في المغالبة في تحصيل الخير كقوله تعالى ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) في سورة المؤمنين