وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمقام : أصله محل القيام ومصدر ميمي للقيام وعلى الوجهين يستعمل مجازا في الحالة والتلبس كقولك لمن تستجيره : هذا مقام العائذ بك, ويطلق على الشأن والعظمة, فإضافة ( مقام ) إلى ( ربه ) هنا إن كانت على اعتبار المقام للخائف فهو بمعنى الحال, وإضافته إلى ( ربه ) تشبه إضافة المصدر إلى المفعول, أي مقامه من ربه, أي بين يديه .
وإن كانت على اعتبار المقام لله تعالى فهو بمعنى الشأن والعظمة . وإضافته كالإضافة إلى الفاعل, ويحتمل الوجهين قوله تعالى ( ذلك لمن خاف مقامي ) في سورة إبراهيم وقوله ( وأما من خاف مقام ربه ) في سورة النازعات .
وجملة ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) معترضة بين الموصوف والصفة وهي تكرير لنظائرها .
وذواتا : تثنية ذات, والواو أصلية لأن أصل ذات : قوة, والألف التي بعدها الواو إشباع للفتحة لازم للكلمة . وقيل : الألف أصلية وأن أصل ( ذات ) : ذوات فخففت في الإفراد وردتها التثنية إلى أصلها وقد تقدم في قوله تعالى ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط ) في سورة سبأ . وأما الألف التي بعد التاء المثناة الفوقية فهي علامة رفع نائبة عن الضمة .
والأفنان : جمع فنن بفتحتين, وهو الغصن . والمقصود هنا : أفنان عظيمة كثيرة الإيراق والإثمار بقرينة أن الأفنان لا تخلو عنها الجنات فلا يحتاج إلى ذكر الأفنان لولا قصد ما في التنكير من التعظيم .
A E وتثنية ( عينان ) جار على نحو ما تقدم في تثنية ( جنتان ) , وكذلك تثنية ضميري ( فيهما ) وضمير ( تجريان ) تبع لتثنية معادهما في اللفظ .
فإن كان الجنتان اثنتين لكل من خاف مقام ربه فلكل جنة منهما عين فهما عينان لكل من خاف مقام ربه, وإن كانت الجنتان جنسين فالتثنية مستعملة في إرادة الجمع, أي عيون على عدد الجنات, وكذلك إذا كان المراد من تثنية ( جنتان ) الكثرة كما تثنية ( عينان ) للكثرة .
وفصل بين الأفنان وبين ذكر الفاكهة بذكر العينين مع أن الفاكهة بالأفنان أنسب, لأنه لما جرى ذكر الأفنان, وهي من جمال منظر الجنة أعقب بما هو من محاسن الجنات وهو عيون الماء جمع للنظيرين, ثم أعقب ذلك بما هو من جمال المنظر, أعني : الفواكه في أفنانها ومن ملذات الذوق .
وأما تثنية زوجان فإن الزوج هنا النوع, وأنواع فواكه الجنة كثيرة وليس لكل فاكهة نوعان : فإما أن نجعل التثنية بمعنى الجمع ونجعل إيثار صيغة التثنية لمراعاة الفاصلة ولأجل المزاوجة مع نظائرها من قوله ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) إلى هنا .
وأما أن نجعل تثنية ( زوجان ) لكون الفواكه بعضها يؤكل رطبا وبعضها يؤكل يابسا مثل الرطب والتمر والعنب والزبيب, وأخص الجوز واللوز وجافهما .
و ( من كل فاكهة ) بيان ل ( زوجان ) مقدم على المبين لرعي الفاصلة .
وتخلل هذه الآيات الثلاث لآيات ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) جار على وجه الاعتراض وعلى أنه مجرد تكرير كما تقدم أولاها .
( متكئين على فرش بطآئنها من إستبرق وجنا الجنتين دان [ 54 ] ) حال من ( لمن خاف مقام ربه ) . وجيء بالحال صيغة جمع بمعنى اعتبار صاحب الحال وصلاحية لفظه للواحد والمتعدد, لا باعتبار وقوع صلته بصيغة الإفراد فإن ذلك اعتبار بكون ( من ) مفردة اللفظ .
والمعنى : أعطوا الجنان واستقروا بها واتكأوا على فرش .
والاتكاء : افتعال من الوكء مهموز اللام وهو الاعتماد, فصار الاتكاء اسما لاعتماد الجالس ومرفقه إلى الأرض وجنبه إلى الأرض وهي هيئة بين الاضطجاع على الجنب والقعود, وتقدم في قوله ( وأعتدت لهن متكئا ) في سورة يوسف, وتقدم أيضا في سورة الصافات .
وفرش : جمع فراش ككتاب وكتب . والفراش أصله ما يفرش, أي يبسط على الأرض للنوم والاضطجاع .
ثم أطلق الفراش على السرير المرتفع على الأرض بسوق لأنه يوضع عليه ما شأنه أن يفرش على الأرض تسمية باسم ما جعل فيه, ولذلك ورد ذكره في سورة الواقعة في قوله ( على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين ) وفي سورة الصافات ( على سرر متقابلين ) .
والمعبر عنه في هذه الآيات واحد يدل على أن المراد بالفرش في هذه الآية السرر التي عليها الفرش .
والاتكاء : جلسة أهل الترف المخدومين لأنها جلسة راحة وعدم احتياج إلى النهوض للتناول نحوه وتقدم في سورة الكهف