وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

استئناف بياني عن جملة ( إن استطعتم أن تنفذوا ) الخ لأن ذلك الإشعار بالتهديد يثير في نفوسهم تساؤلا عما وراءه .
وضمير ( عليكما ) راجع إلى الجن والإنس فهو عام مراد به الخصوص بالقرينة, وهي قوله بعده ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) الآيات . وهذا تصريح بأنهم معاقبون بعد أن عرض لهم بذلك تعريضا بقوله ( إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ) .
ومعنى ( يرسل عليكما ) أن ذلك يعترضهم قبل أن يلجوا في جهنم, أي تقذفون بشواظ من نار تعجيلا للسوء . والمضارع للحال, أي ويرسل عليكما الآن شواظ .
والشواظ بضم الشين وكسرها : اللهب الذي لا يخالطه دخان لأنه قد كمل اشتعاله وذلك أشد إحراقا . وقرأه الجمهور بضم الشين . وقرأه ابن كثير بكسرها .
والنحاس : يطلق على الدخان الذي لا لهب معه . وبه فسر ابن عباس وسعيد بن جبير وتبعهما الخليل .
والمعنى عليه : أن الدخان الذي لم تلحقهم مضرته والاختناق به بسبب شدة لهب الشواظ يضاف إلى ذلك الشواظ على حياله فلا يفلتون من الأمرين .
ويطلق النحاس على الصفر وهو القطر . وبه فسر مجاهد وقتادة, وروي عن ابن عباس أيضا . فالمعنى : أنه يصب عليهم الصفر المذاب .
A E وقرأ الجمهور ( ونحاس ) بالرفع عطفا على ( شواظ ) . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وروح عن يعقوب مجرورا عطفا على ( نار ) فيكون الشواظ منه أيضا, أي شواظ لهب من نار, ولهب من نحاس ملتهب . وهذه نار خارقة للعادة مثل قوله تعالى ( وقودها الناس والحجارة ) .
ومعنى ( فلا تنتصران ) : فلا تجدان مخلصا من ذلك ولا تجدان ناصرا .
والناصر : هنا مراد منه حقيقته ومجازه, أي لا تجدان من يدفع عنكما ذلك ولا ملجأ تتقيان به .
( فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 36 ] ) تكرير كالقول في الذي وقع قبله قريبا .
( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان [ 37 ] فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 38 ] فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان [ 39 ] فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 40 ] ) تفريع على إخبار فرع على بعض الخبر المجمل في قوله ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) إلى آخره, تفصيل لذلك الإجمال بتعيين وقته وشيء من أهوال ما يقع فيه للمجرمين وبشائر ما يعطاه المتقون من النعيم والحبور .
وقوله ( فكانت وردة ) تشبيه بليغ, أي كانت كوردة .
والوردة : واحدة الورد, وهو زهر أحمر من شجرة دقيقة ذات أغصان شائكة تظهر في فصل الربيع وهو مشهور . ووجه الشبه قيل هو شدة الحمرة, أي يتغير لون السماء المعروف أنه أزرق إلى البياض, فيصير لونها أحمر قال تعالى ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) . ويجوز عندي : أن يكون وجه الشبه كثرة الشقوق كأوراق الوردة .
والدهان, بكسر الدال : دردي الزيت . وهذا تشبيه ثان للسماء في التموج والاضطراب .
وجملة ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) معترضة بين جملة الشرط وجملة الجواب وقد مثل بها في مغني اللبيب للاعتراض بين الشرط وجوابه, وعين كونها معترضة لا حالية, وهذه الجملة معترضة تكرير للتقرير والتوبيخ كما هو مبين, وانشقاق السماء من أحوال الحشر, أي فإذا قامت القيامة وانشقت السماء . كما قال تعالى ( فإذا وقعت الواقعة وانشقت السماء ) أن قوله ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) . وهذا هو الانشقاق المذكور في قوله ( ويم تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن ) في سورة الفرقان .
وجملة ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه ) الخ جواب شرط ( إذا ) . واقترن بالفاء لأنها صدرت باسم زمان وهو ( يومئذ ) وذلك لا يصلح لدخول ( إذا ) عليه .
ومعنى ( لا يسأل عن ذنبه ) : نفي السؤال الذي يريد به السائل معرفة حصول الأمر المتردد فيه, وهذا مثل قوله تعالى ( ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ) .
وليس هو الذي في قوله تعالى ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) وقوله ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) , فإن ذلك للتقرير والتوبيخ فإن يوم القيامة متسع الزمان, ففيه مواطن لا يسأل أهل الذنوب عن ذنوبهم, وفيه مواطن يسألون فيها سؤالا تقرير وتوبيخ .
وجملة ( فبأس آلاء ربكما تكذبان ) تكرير للتقرير والتوبيخ .
( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام [ 41 ] )