وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتكون جملة ( ألكم الذكر ) الخ استئنافا وارتقاء في الرد أو بدل اشتمال من جملة ( أفرأيت اللات والعزى ) لأن مضمونا مما تشتمل عليه مزاعمهم كانوا يزعمون أن اللات والعزى ومناة بنات الله كما حكى عنهم ابن عطية وصاحب الكشاف وسياق الآيات يقتضيه .
ويجوز أن تكون الرؤيا علمية أي أزعمتم اللات والعزى ومناة فحذف المفعول الثاني اختصارا لدلالة قوله ( ألكم الذكر وله الأنثى ) عليه والتقدير : أزعمتموهن بنات الله أتجعلون له الأنثى وأنتم تبتغون الأبناء الذكور وتكون جملة ( ألكم الذكر ) الخ بيانا للإنكار وارتقاء في إبطال مزاعمهم أي أتجعلون لله البنات خاصة وتغتبطون لأنفسكم بالبنين الذكور .
وجعل صاحب الكشف قوله ( ألكم الذكر وله الأنثى ) سادا ومسد المفعول الثاني ( أرأيتم ) .
وأيضا لما كان فيما جرى من صفة الوحي ومنازل الزلفى التي حضي بها النبي A وعظمة جبريل إشعار بسعد قدرة الله تعالى وعظيم ملوكته مما يسجل على المشركين في زعمهم شركاء لله أصناما مثل اللات والعزى ومناة . فساد زعمهم وسفاهة رأيهم أعقب ذكر دلائل العظمة الإلهية بإبطال إلهية أصنامهم بأنها أقل من مرتبة الإلهية إذ تلك أوهام لا حقائق لها ولكن اخترعتها مخيلات أهل الشرك ووضعوا لها أسماء ما لها حقائق ففرع ( أفرأيت اللات والعزى ) الخ فيكون الاستفهام تقريريا إنكاريا والرؤيا علمية والمفعول الثاني هو قوله ( إن هي إلا أسماء سميتموها ) .
وتكون جملة ( ألكم الذكر وله الأنثى ) الخ معترضة بين المفعولين للارتقاء في الإنكار أي وزعتموهن بنات لله أو وزعتموهم الملائكة بنات لله .
وهذه الوجوه غير متنافية فنحملها على أن جميعا مقصود في هذا المقام .
ولك أن تجعل فعل ( أرأيتم ) " على اعتبار الرؤية علمية " معلقا عن العمل لوقوع ( إن ) النافية بعده في قوله ( إن هي إلا أسماء سميتموها ) وتجعل جملة ( ألكم الذكر وله الأنثى ) إلى قوله ( ضيزى ) اعتراضا .
واللات : صنم كان لتثقيف بالطائف وكانت قريش وجمهور العرب يعبدونه وله شهرة عند قريش وهو صخرة مربعة بنوا عليها بناء . وقال الفخر : " كان على صورة إنسان وكان في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى " كذا قال القرطبي فلعل المسجد كانت له منارتان .
والألف واللام في أول ( اللات ) زائدتان . و ( أل ) الداخلة عليه زائدة ولعل ذلك لأن أصله : لات بمعنى معبود فلما أرادوا جعله علما على معبود خاص أدخلوا عليه لام تعريف العهد كما في ( الله ) فإن أصله إله . ويوفق عليه بسكون تاءه في الفصحى .
A E وقرأ الجمهور : ( اللات ) بتخفيف المثناة الفوقية . وقرأ رويس عن يعقوب بتشديد التاء وذلك لغة في هذا الاسم لأن كثيرا من العرب يقولون : أصل صخرته موضع كان يجلس عليه رجل في الجاهلية يلت السويق للحاج فلما مات اتخذوا مكانه معبدا .
والعزى : فعل من العز : اسم صنم حجر أبيض عليه بناء وقال الفخر : " كان على صورة نبات " ولعله يعني : أن الصخرة فيها صورة شجر وكان ببطن نخلة فوق ذات عرق وكان الجمهور العرب يعبدونها وخاصة قريش وقد قال أبو سفيان يوم أحد يخاطب المسلمين " لنا العزى ولا عزى لكم " .
وذكر الزمخشري في تفسير سورة الفاتحة أن العرب كانوا إذ شرعوا في عمل قالوا : باسم اللات باسم العزى .
وأما ( مناة ) فعلم مرتجل وهو مؤنث فحقه أن يكتب بها تأنيث في آخره ويوقف عليه بالهاء ويكون ممنوعا من الصرف وفيه لغة بالتاء الأصلية في آخره فيوقف عليه بالتاء ويكون مصروفا لأن تاء لات مثل باء باب وأصله : منوة بالتحريك وقد يمد فيقال : منآءة وهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . وقياس الوقف عليه أن يوقف عليه بالهاء وبعضهم يقف عليه بالتاء تبعا لخط المصحف وكان صخرة وقد عبده جمهور العرب وكان موضعه في المشلل حذو قديد بين مكة والمدينة وكان الأوس والخزرج يطوفون حوله في الحج عوضا عن الصفا والمروة فلما حج المسلمون وسعوا بين الصفا والمروة فنزل فيهم قوله تعالى ( أن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) كما تقدم عن حديث عائشة في الموطا في سورة البقرة