وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( عند سدرة المنتهى ) متعلق ب ( رآه ) . وخصت بالذكر رؤيته عند سدرة المنتهى لعظيم شرف المكان بما حصل عنده من آيات ربه الكبرى ولأنها منتهى العروج في مراتب الكرامة .
وسدرة المنتهى اسم أطلقه القرآن على مكان علوي فوق السماء السابعة وقد ورد التصريح بها في حديث المعراج من الصحاح عن جمع من الصحابة .
ولعله شبه ذلك المكان بالسدرة التي هي واحدة شجر السدر إما في صفة تفرعه وإما في كونه حدا انتهى إليه قرب النبي A إلى موضع لم يبلغه قبله ملك . ولعله مبني على إصلاح عندهم بأن يجعلوا في حدود البقاع سدرا .
إضافة ( سدرة ) إلى ( المنتهى ) يجوز أن تكون إضافية بيانية . ويجوز كونها تعريف السدرة بمكان ينتهي إليه لا يتجاوزه أحد لأن ما وراءه لا تطيقه المخلوقات .
والسدرة : واحدة السدر وهو شجر النبق قالوا : ويختص بثلاث أوصاف : ظل مديد وطعم لذيذ ورائحة ذكية فجعلت السدرة مثلا المكان ما جعلت النخلة مثلا للمؤمن .
وفي قوله ( ما يغشى ) إبهام للتفخيم الإجمالي وأنه تضيق عنه عبارات الوصف في اللغة .
وجنة المأوى : الجنة المعروفة بأنها مأوى المتقين فإن الجنة منتهى مراتب ارتقاء الأرواح الزكية . وفي حديث الإسراء بعد ذكر سدرة المنتهى ( ثم أدخلت الجنة ) .
وقوله ( إذ يغشى السدرة ما يغشى ) ظرف مستقر في موضع الحال من ( سدرة المنتهى ) أريد به التنويه بما حف بهذا المكان المسمى سدرة المنتهى من الجلال والجمال . وفي حديث الإسراء " حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي " وفي رواية ( غشيها نور من الله ما يستطيع أحد أن ينظر إليها ) وما حصل فيه للنبي A من التشريف بتلقي الوحي مباشرة من الله دون واسطة الملك ففي حديث الإسراء " حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ففرض الله على أمتي خمسين صلاة " الحديث .
وجملة ( ما زاغ البصر وما طغى ) معترضة وهي في معنى جملة ( ولقد رآه نزلة أخرى ) إلى آخرها أي رأى جبريل رؤية لا خطأ فيها ولا زيادة على ما وصف أي لا مبالغة .
والزيغ : الميل عن القصد أي ما مال بصره إلى مرئي آخر غير ما ذكر والطغيان : تجاوز الحد .
وجملة ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) تذييل أي رأى آيات غير سدرة المنتهى وجنة المأوى وما غشي السدرة من البهجة والجلال رأى من آيات الله الكبرى .
والآيات : دلائل عظمة الله تعالى التي تزيد الرسول ارتفاعا .
A E ( أفرأيتم اللات والعزى [ 19 ] ومنوة الثالثة الأخرى [ 20 ] ألكم الذكر وله الأنثى [ 21 ] تلك إذا قسمة ضيزى [ 22 ] إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) لما جرى في صفة الوحي ومشاهدة رسول A جبريل عليه السلام وما دل على شؤون جليلة من عظمة الله تعالى وشرف رسوله A وشرف جبريل عليه السلام إذ وصف بصفات الكمال ومنازل العزة كما وصف النبي A بالعروج في المنازل العليا كان ذلك مما يثير موازنة هذه الأحوال الرفيعة بحال أعظم آلهتهم الثلاث في زعمهم وهي : اللات والعزى ومناة التي هي أحجار مقرها الأرض لا تملك تصرفا ولا يعرج بها إلى رفعة . فكان هذا التضاد جامعا خياليا يقتضي تعقيب ذكر تلك الأحوال بذكر أحوال هاته .
فانتقل الكلام من غرض إثبات النبي A موحى إليه بالقرآن إلى إبطال عبادة الأصنام ومناط الإبطال قوله ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان ) .
فالفاء لتفريع الاستفهام وما بعده على جملة ( أفتمارونه على ما يرى ) المفرعة على جملة ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) .
والروية في ( أفرأيتم ) يجوز أن تكون بصرية تتعدى إلى مفعول واحد فلا تطلب مفعولا ثانيا ويكون الاستفهام تقريريا تهكميا أي كيف ترون اللات والعزى ومناة بالنسبة لما وصف في عظمة الله تعالى وشرف ملائكته وشرف رسوله A وهذا تهكم بهم وإبطال لإلهية تلك الأصنام بطريق الفحوى ودليله العيان . وأكثر استعمال ( أرأيت ) أن تكون للرؤية البصرية على ما اختاره رضي الدين