وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتفريع ( فأوحى إلا عبده ما أوحى ) على قوله ( فتدلى فكان قاب قوسين ) المفرع على المفرع على قوله ( علمه شديد القوى ) وهذا التفريع هو المقصود من البيان وما قبله تمهيد له وتمثيل لأحوال عجيبة بأقرب ما يفهمه الناس لقصد بيان إمكان تلقي الوحي عن الله تعالى إذ كان المشركون يحيلونه فبين لهم إمكان الوحي بوصف طريق الوحي إجمالا وهذه كيفية من صور الوحي .
وضمير ( أوحى ) عائد إلى الله تعالى المعلوم من قوله ( إن هو إلا وحي يوحى ) كما تقدم والمعنى : فأوحى إلى عبده محمد A .
وهذا كاف في هذا المقام لأن المقصود إثبات الإيحاء لإبطال إنكارهم إياه .
وإيثار التعبير عن النبي A بعنوان ( عبده ) إظهار في مقام الإضمار في اختصاص الإضافة إلى ضمير الجلالة من التشريف .
وفي قوله ( ما أوحى ) إيهام لتفخيم ما أوحى إليه .
( ما كذب الفؤاد ما رأى [ 11 ] أفتمارونه على ما يرى [ 12 ] ) الأظهر أن هذا رد لتكذيب من المشركين فيما بلغهم من الخبر عن رؤية النبي A الملك جبريل وهو الذي يؤذن به قوله بعد ( أفتمارونه على ما يرى ) .
واللام في قوله ( الفؤاد ) عوض عن المضاف إليه أي فؤاده وعليه فيكون تفريغ الاستفهام في قوله ( أفتمارونه على ما يرى ) استفهاما إنكاريا لأنهم ماروه .
ويجوز أن يكون قوله ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) تأكيدا لمضمون قوله ( فكان قاب قوسين ) فإنه يؤذن بأنه بمرأى من النبي A برفع احتمال المجاز في تشبيه القرب أي هو قرب حسي وليس مجرد اتصال روحاني فيكون الاستفهام في قوله ( أفتمارونه على ما يرى ) مستعملا في الفرض والتقدير أي أفستكذبونه فيما يرى بعينيه كما كذبتموه فيما بلغكم عن الله كما يقول قائل " أتحسبني غافلا " وقول عمر بن الخطاب للعباس وعلي في قضيتهما " أتحاولان مني قضاء غير ذلك " .
وقرأ الجمهور ( ما كذب ) بتخفيف الذال وقرأه هشام عن ابن عامر وأبو جعفر بتشديد الذال والفاعل والمفعول على حالهما كما في قراءة الجمهور .
والفؤاد : العقل في كلام العرب قال تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ) .
والكذب : أطلق على التخييل والتلبيس من الحواس كما يقال : كذبته عينه .
و ( ما ) موصولة والرابط محذوف وهو ضمير عائد إلى ( عبده ) في قوله ( فأوحى إلى عبده ) أي ما رآه عبده ببصره .
وتفريع ( أفتمارونه ) على جملة ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) .
A E وقرأ الجمهور ( أفتمارونه ) من المماراة وهي الملاحات والمجادلة في الإبطال . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف ( أفتمرونه ) بفتح الفوقية وسكون الميم مضارع مراه إذا جحده أي أتجحدونه أيضا فيما رأى ومعنى القراءتين متقارب .
وتعدية الفعل فيهما بحرف الاستعلاء لتضمنه معنى الغلبة أي هبكم غالبتموه على عبادتكم الآلهة وعلى الإعراض عن سماع القرآن ونحو ذلك أتغلبونه على ما رأى ببصره .
( ولقد رآه نزلة أخرى [ 13 ] عند سدرة المنتهى [ 14 ] عندها جنة المأوى [ 15 ] إذ يغشى السدرة ما يغشى [ 16 ] ما زاغ البصر وما طغى [ 17 ] لقد رأى من آيات ربه الكبرى [ 18 ] ) أي إن كنتم تجحدون رؤيته في الأرض فلقد رآه رؤية أعظم منها إذ رآه في العالم العلوي مصاحبا فهذا من الترقي في بيان مراتب الوحي والعطف عطف قصة على قصة أبتدئ بالأضعف وعقب بالأقوى .
فتأكيد الكلام بلام القسم وحرف التحقيق لأجل ما في هذا الخبر من الغرابة من حيث هو قد رأى جبريل ومن حيث أنه عرج به إلى السماء ومن الأهمية من حيث هو دال على عظيم منزلة محمد A فضمير الرفع في ( رآه ) عائد إلى ( صاحبكم ) وضمير النصب عائد إلى جبريل .
و ( نزلة ) فعل من النزول فهو مصدر دال على المرة : أي في مكان آخر من النزول الذي هو الحلول في المكان ووصفها ب ( أخرى بالنسبة إلى ما في قوله ( ثم دنى فتدلى ) فإن التدلى نزول بالمكان الذي بلغ إليه .
وانتصاب ( نزلة ) على نزع الخافض أو على النيابة عن ظرف المكان أو على حذف مضاف بتقدير : وقت نزلة أخرى : فتكون نائبا عن ظرف المكان