وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واسم الإشارة راجع إلى قوله ( إنكم لفي قول مختلف ) الآية كما علمت هنالك أي مثل قولهم المختلف قال الذين من قبلهم لما جاءتهم الرسل فيكون قوله ( كذلك ) في محل حال وصاحب الحال ( الذين من قبلهم ) .
وعلى كلا الوجهين فالمعنى : أن حال هؤلاء كحال الذين سبقوهم ممن كانوا مشركين أن يصفوا الرسول A بأنه ساحر أو مجنون فكذلك سيجيب هؤلاء عن قولك ( فروا إلى الله ولا تجعلوا مع الله إلها آخر ) بمثل جواب قبلهم فلا مطمع في ارعوائهم عن عنادهم .
والمراد ب ( الذين من قبلهم ) الأمم المذكورة في الآيات السابقة وغيرهم وضمير ( قبلهم ) عائد إلى مشركي العرب الحاضرين .
A E وزيادة ( من ) في قوله ( من رسول ) للتنصيص على إرادة العموم أي أن كل رسول قال فيه فريق من قومه : هو ساحر أو مجنون أي قال بعضهم : ساحر وقال بعضهم : مجنون مثل قوم نوح دون السحر إذ لم يكن السحر معروفا في زمانهم قالوا ( إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ) . وقد يجمعون القولين مثل قول فرعون في موسى .
وهذا العموم يفيد أنه لم يخل قوم من الأقوام المذكورين إلا قالوا لرسولهم أحد القولين وما حكي ذلك عن بعضهم في آيات أخرى بلفظه أو بمرادفه كقول قوم هود ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) .
وأول الرسل هو نوح كما هو صريح الحديث الصحيح في الشفاعة . فلا يرد أن آدم لم يكذبه أهله وأن أنبياء بني إسرائيل يوشع وأشعيا لم يكذبهم قومهم لأن الله قال ( من رسول ) والرسول أخص من النبي .
والاستثناء في ( إلا قالوا ساحر ) استثناء من أحوال محذوفة .
والمعنى : ما أتى الذين من قبلهم من رسول في حال من أحوال أقوالهم إلا في حال قولهم ساحر أو مجنون .
والقصر المستفاد من الاستثناء قصر ادعائي لأن للأمم أقوالا غير ذلك وأحوالا أخرى وإنما قصروا على هذا اهتماما بذكر هذه الحالة العجيبة من البهتان إذ يرمون أعقل الناس بالجنون وأقومهم بالسحر .
وإسناد القول إلى ضمير الذين من قبل مشركي العرب الحاضرين إسناد باعتبار أنه قول أكثرهم فإن الأمور التي تنسب إلى الأقوام والقبائل تجري على اعتبار الغالب .
( أتواصوا به بل هم قوم طاغون [ 53 ] ) الاستفهام مستعمل في التعجب من تواطئهم على هذا القول على طريقة التشبيه البليغ أي كأنهم أوصى بعضهم بعضا بأن يقولوه .
فالاستفهام هنا كناية عن لازمه وهو التعجب لأن شأن الأمر العجيب أن يسأل عنه والجملة استئناف بياني لأن تماثل هؤلاء الأمم في مقالة التكذيب يثير سؤال سائل عن منشأ هذا التشابه .
وضمير ( تواصوا ) عائد إلى ما سبق من الموصول ومن الضمير الذي أضيف إليه قبلهم أي أوصى بعضهم بعضا حتى بلغت الوصية إلى القوم الحاضرين .
وضمير ( به ) عائد على المصدر المأخوذ من فعل ( إلا قالوا ساحر أو مجنون ) أي أتواصوا بهذا القول .
وفعل الوصية يتعدى إلى الموصى عليه بالباء كقوله تعالى ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
و ( بل ) إضراب عن مفاد الاستفهام من التشبيه أو عن التواصي به ببيان سبب التواطؤ على هذا القول فإنه إذا ظهر السبب بطل العجب . أي ما هو بتواص ولكنه تماثل في منشأ ذلك القول أي سبب تماثل المقالة تماثل التفكير والدواعي للمقالة إذ جميعهم قوم طاغون وإن طغيانهم وكبرياءهم يصدهم عن اتباع رسول يحسبون أنفسهم أعظم منه وإذ لا يجدون وصمة يصمونه به اختلقوا لتنقيصه عللا لا تدخل تحت الضغط وهي ادعاء أنه مجنون أو أنه ساحر فاستووا في ذلك بعلة استواءهم في أسبابه ومعانيه .
فضمير ( هم قوم طاغون ) عائد إلى ما عاد إليه ضمير ( أتواصوا ) .
وفي إقحام كلمة ( قوم ) إيذان بأن الطغيان راسخ في نفوسهم بحيث يكون من مقومات قوميتهم كما تقدم في قوله تعالى ( لآيات لقوم يعقلون ) في سورة البقرة .
( فتول عنهم فما أنت بملوم [ 54 ] وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين [ 55 ] )