وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( لعلكم تذكرون ) تعليل لجملة ( خلقنا زوجين ) أي رجاء أن يكون في الزوجين تذكر لكم أي دلالة مغفول عنها .
والقول في صدور الرجاء من الله مبين عنه قوله تعالى ( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ) في سورة البقرة .
( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين [ 50 ] ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين [ 51 ] ) A E بعد أن بين ضلال هؤلاء في تكذيبهم بالبعث بيانا بالبرهان الساطع ومثل حالهم بحال الأمم الذين سلفوهم في التكذيب بالرسل وما جاءوا به جميعا بين الموعظة للضالين وتسلية الرسول A والمؤمنين وكانت فيما مضى من الاستدلال دلالة على أن الله متفرد بخلق العالم وفي ذلك إبطال إشراكهم مع الله آلهة أخرى أقبل على تلقين الرسول A ما يستخلصه لهم عقب بأن يدعوهم إلى الرجوع إلى الحق بقوله ( ففروا إلى الله ) .
فالجملة المفرعة بالفاء مقول قول محذوف والتقدير : فقل فروا دل عليه قوله ( إني لكم منه نذير مبين ) فإنه كلام لا يصدر إلا من قائل ولا يستقيم أن يكون كلام مبلغ .
وحذف قول كثير الورود في القرآن وهو من ضرب إيجازه فالفاء من الكلام الذي يقوله الرسول A ومفادها التفريع على ما تقرر مما تقدم . وليست مفرعة فعل الأمر المحذوف لأن المفرع بالفاء هو ما يذكر بعدها .
وقد غير أسلوب النوع إلى توجيه الخطاب للنبي A بأن يقول لهم هذه الموعظة لأن لتعدد الواعظين تأثير على نفوس المخاطبين بالموعظة .
والأنسب بالسياق إن الفرار إلى الله مستعار للإقلاع عن ما هم فيه من الإشراك وجحود البعث استعارة تمثيلية بتشبيه حال تورطهم في الضلالة بحال من هو في مكان مخوف يدعو حاله أن يفر منه إلى من يجيره وتشبيه حال الرسول A بحال نذير قوم بأن ديارهم عرضة لغزو العدو فاستعمل المركب وهو ( فروا إلى الله ) في هذا التمثيل .
فالمواجه ب ( فروا إلى الله ) المشركون لأن المؤمنين قد فروا إلى الله من الشرك .
والفرار : الهروب أي سرعة مفارقة المكان تجنبا لأذى يلحقه فيه فيعدى ب ( من ) الابتدائية للمكان الذي به الأذى يقال : فر من بلد الوباء ومن الموت والشيء الذي يؤذي يقال : فر من الأسد وفر من العدو .
وجملة ( إني لكم منه نذير مبين ) تعليل للأمر ب ( فروا إلى الله ) باعتبار أن الغاية من الإنذار قصد السلامة من العقاب فصار الإنذار بهذا الاعتبار تعليلا للأمر بالفرار إلى الله أي التوجه إليه وحده .
وقوله ( منه ) صفة ل ( نذير ) قدمت على الموصوف فصارت حالا .
وحرف ( من ) للابتداء المجازي المأمور له بأن أبلغكم .
وعطف ( ولا تجعلوا مع الله إلها آخر ) على ( ففروا إلى الله ) نهي عن نسبة الإلهية إلى أحد غير الله .
فجمع بين الأمر والنهي مبالغة في التأكيد بنفي الضد لإثبات ضده كقوله ( وأضل فرعون قومه وما هدى ) .
ومن لطائف فخر الدين أن قوله تعالى ( إني لكم منه نذير ) جمع الرسول والمرسل إليهم والمرسل .
( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون [ 52 ] ) كلمة ( كذلك ) فصل خطاب تدل على إنهاء حديث والشروع في غيره أو الرجوع إلى حديث قبله أتى عليه الحديث الأخير . والتقدير : الأمر كذلك والإشارة إلى ما مضى من الحديث ثم يورد بعده حديث آخر والسامع يرد كلا إلى ما يناسبه فيكون ما بعد اسم الإشارة متصلا بأخبار المم التي تقدم ذكرها من قوم لوط ومن عطف عليهم .
أعقب تهديد المشركين بأن يحل بهم ما حل بأمم المكذبين برسل الله من قبلهم بتنظيرهم بهم في مقالهم وقد تقدم ورود ( كذلك ) فصلا للخطاب عند قوله تعالى ( كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا ) في سورة الكهف فقوله ( كذلك ) فصل وجملة ( ما أتى الذين من قبلهم من رسول ) الآية مستأنفة استئنافا ابتدائيا .
ولك أن تجعل قوله ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم ) إلى آخره مبدأ استئناف أو عودا إلى الإنحاء على المشركين في قوله المختلف بأنواع التكذيب في التوحيد والبعث وما يتفرع على ذلك