وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والموسع : اسم فاعل من أوسع إذا كان ذا وسع أي قدرة . وتصاريف جائية من السعة وهي امتداد مساحة المكان ضد الضيق واستعير معناها للوفرة في أشياء مثل الأفراد مثل عمومها في ( ورحمتي وسعت كل شيء ) ووفرة المال مثل ( لينفق ذو سعة من سعته ) وقوله ( وعلى الموسع قدره ) وجاء في أسمائه تعالى الواسع ( إن الله واسع عليم ) . وهو عند إجرائه على الذات يفيد كمال صفاته الذاتية : الوجود والحياة والعلم والقدرة والحكمة قال تعالى ( إن الله واسع عليم ) ومنه قوله هنا ( وإنا لموسعون ) .
A E وأكد الخبر بحرف ( إن ) لتنزيل المخاطبين منزلة من ينكر سعة قدرة الله تعالى إذ أحالوا إعادة المخلوقات بعد بلاها .
( والأرض فرشناها فنعم الماهدون [ 48 ] ) القول في تقديم الأرض على عامله وفي مجيء طريقة الاشتغال كالقول في ( والسماء بنيناها ) . وكذلك القول في الاستدلال بذلك على إمكان البعث .
من دقائق فخر الدين : أن ذكر الأمم الأربع للإشارة إلى أن الله عذبهم بما هو من أسباب وجودهم وهو التراب والماء والهواء والنار وهي عناصر الوجود فأهلك قوم لوط بالحجارة وهي من طين وأهلك قوم فرعون بالماء وأهلك عادا بالريح وهو هواء وأهلك ثمودا بالنار .
واستغنى هنا عن إعادة ( بأيد ) لدلالة ما قبله عليه .
والفرش : بسط الثوب ونحوه للجلوس والاضطجاع وفي ( فرشناها ) استعارة تبعية شبه تكوين الله الأرض على حالة البسط بفرش البساط ونحوه .
وفي هذا الفرش دلالة على قدرة الله وحكمته إذ جعل الأرض مبسوطة لما أراد أن يجعل على سطحها أنواع الحيوان يمشي عليها ويتوسدها ويضطجع عليها ولو لم تكن كذلك لكانت محدودبة تؤلم الماشي بلة المتوسد والمضطجع .
ولما كان في فرشها إرادة جعلها مهدا لمن عليها من الإنسان اتبع ( فرشناها ) بتفريع ثناء الله على نفسه على إجادة تمهيدها تذكيرا بعظمته ونعمته أي فنعم الماهدون نحن .
وصيغة الجمع في قوله ( الماهدون ) للتعظيم مثل ضمير الجمع في لله وروعي في وصف خلق الأرض ما يبدو للناس من سطحها لأنه الذي يهم الناس في الاستدلال على قدرة الله وفي الامتنان عليه بما في لطفهم والرفق بهم . دون تعرض إلى تكويرها إذ لا يبلغون إلى إدراكه كما روعي في ذكر السماء ما يبدو من قبة أجواءها دون بحث عن ترامي أطرافها وتعدد عوالمها لمثل ذلك . ولذلك اتبع الاعتراض بالتذييل بقوله ( فنعم الماهدون ) المراد منه تلقين الناس الثناء على الله فيما صنع لهم فيها من منة ليشكروه بذلك الثناء كما في قوله ( الحمد لله رب العالمين ) .
( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون [ 49 ] ) لما أشعر قوله ( فرشناها فنعم الماهدون ) بأن في ذلك نعمة على الموجودات التي على الأرض اتبع ذلك بصفة خلق تلك الموجودات لما فيه من دلالة على تفرد الله تعالى بالخلق المستلزم بتفرده بالإلهية فقال ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) والزوج : الذكر والأنثى . والمراد بالشيء : النوع من جنس الحيوان . وتثنية زوج هنا لأنه أريد به ما يزوج من ذكر وأنثى .
وهذا الاستدلال عليه بخلق يشاهدون كيفياته وأطواره كلما لفتوا أبصارهم وقدحوا أفكارهم وهو خلق الذكر والأنثى ليكون منهما إنشاء خلق جديد يخلف ما سلفه وذلك أقرب تمثيل لإنشاء الخلق بعد الفناء . وهو البعث الذي أنكروه لأن الأشياء تقرب بما هو واضح من أحوال أمثالها .
ولذلك أتبعه بقوله ( لعلكم تذكرون ) أي تتفكرون في الفروق بين الممكنات والمستحيلات وتتفكرون في مراتب الإمكان فلا يختلط عليكم الاستبعاد وقلة الاعتياد بالاستحالة فتتوهموا غريب محالا .
فالتذكر مستعمل في عادة التفكر للأشياء ومراجعة أنفسهم فيما أحالوه ليعلموا بعد إعادة النظر أن ما أحالوه ممكن ولكنهم لم يألفوا فاشتبه عليهم الغريب بالمحال فأحالوا فلما كان تجديد التفكر المغفول عنه شبيها بتذكر الشيء المنسي أطلق عليه ( لعلكم تذكرون ) . وهذا في معنى قوله تعالى ( وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ) فقد ذيل هنالك بالحث على التذكر كما ذيل هنا برجاء التذكر فأفاد أن خلق الذكر والأنثى من نطفة هو النشأة الأولى وهي الدالة على النشأة الآخرة