وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( عجوز عقيم ) خبر محذوف أي أنا عجوز عقيم .
A E والعجوز : فعول بمعنى فاعل وهو يستوي في المذكر والمؤنث مشتق من العجز ويطلق على كبر السن لملازمة العجز له غالبا .
والعقيم : فعيل بمعنى مفعول وهو يستوي فيه المذكر والمؤنث إذا جرى على موصوف مؤنث مشتق من عقمها الله إذا خلقها لا تحمل بجنين وكانت سارة لم تحمل قط .
وقول الملائكة ( كذلك قال ربك ) الإشارة إلى الحادث وهو التبشير بغلام .
والكاف للتشبيه أي مثل قولنا : قال ربك فنحن بلغنا ما أمرنا بتبليغه .
وجملة ( إنه هو الحكيم العليم ) تعليل لجملة ( كذلك قال ربك ) المتقضية أن الملائكة ما أخبروا إبراهيم إلا تبليغا من الله وأن الله صادق وعده وأنه لا موقع لتعجب امرأة إبراهيم لأن الله حكيم يدبر تكوين ما يريده وعليم لا يخفى عليه حالها من العجز والعقم .
وهذه المحاورة بين الملائكة وسارة امرأة إبراهيم وقع مثلها بينهم وبين إبراهيم كما قص في سورة الحجر فحكي هنا ما دار بينهم وبين سارة وحكي هناك ما دار بينهم وبين إبراهيم والمقام واحد والحالة واحدة كما بين في سورة هود قالت ( يا ويلتا آلد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب ) .
( قال فما خطبكم أيها المرسلون [ 31 ] قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين [ 32 ] لنرسل عليهم حجارة من طين [ 33 ] مسومة عند ربك للمسرفين [ 34 ] ) علم إبراهيم من محاورتهم فيما ذكر في هذه الآية وما ورد ذكره في آيات أخرى أنهم ملائكة مرسلون من عند الله فسألهم عن الشأن الذي أرسلوا لأجله . وإنما سألهم بعد أن قراهم جريا على سنة الضيافة أن لا يسأل الضيف عن الغرض الذي أورده ذلك المنزل إلا بعد استعداده للرحيل كيلا يتوهم سآمة مضيفه من نزوله به وليعينه على أمره إن كان مستطيعا وهم وإن كانوا قد بشروه بأمر عظيم إلا أنه لم يعلم هل ذلك هو قصارى ما جاءوا لأجله .
وحكي فعل القول بدون عاطف لأنه في مقاولة محاورة بينه وبين ضيفه .
والفاء فيما حكي من كلام إبراهيم فصيحة مؤذنة بكلام محذوف ناشىء عن المحاورة الواقعة بينه وبين ضيفه وهو من عطف كلام على كلام متكلم آخر ويقع كثيرا في العطف بالواو نحو قوله تعالى حكاية عن إبراهيم ( قال ومن ذريتي ) بعد قوله تعالى ( قال إني جاعلك للناس إماما ) وقوله حكاية على نوح ( قال وما علمي بما كانوا يعملون ) . فإبراهيم خاطب الملائكة بلغته ما يؤدي مثل بفصيح الكلام العربي بعبارة ( فما خطبكم أيها المرسلون ) .
وتقدير المحذوف : إذ كنتم مرسلين من جانب الله تعالى فما خطبكم الذي أرسلتم من أجله .
وقد علم إبراهيم أن نزول الملائكة بتلك الصورة لا تكون بمجرد بشارته بابن يولد له ولزوجه إذ كانت البشارة تحصل له بالوحي فكان من علم النبوءة أن إرسال الملائكة إلى الأرض بتلك الصورة لا يكون إلا لخطب قال تعالى ( ما تنزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذن منظرين ) .
والخطب : الحدث العظيم والشأن المهم وإضافته إلى ضميرهم لأدنى ملابسة .
والمعنى : ما الخطب الذي أرسلتم لأجله إذ لا تنزل الملائكة إلا بالحق . وخاطبهم بقوله ( أيها المرسلون ) لأنه لا يعرف ما يسميهم به إلا وصف أنهم المرسلون والمرسلون من صفات الملائكة كما في قوله تعالى ( والمرسلات عرفا ) على أحد تفسيرين .
والمراد بالقوم المجرمين أهل سدوم وعمورية وهم قوم لوط وقد تقدمت قصتهم في سورة الأعراف وسورة هود .
والإرسال الذي في قوله ( لنرسل عليهم حجارة من طين ) مستعمل في الرمي مجازا كما يقال : أرسل سهمه على الصيد وهذا الإرسال يكون بعد أن أصعدوا الحجارة إلى الجو وأرسلتها عليهم ولذلك سميت مطرا في بعض الآيات .
وحصل بين ( أرسلنا ) وبين ( لنرسل ) جناس لاختلاف معنى اللفظين .
والحجارة : اسم جمع للحجر ومعنى كون الحجارة من طين : أن أصلها طين تحجر بصهر النار وهي حجارة بركانية من كبريت قذفتها الأرض من الجهة التي صارت بحيرة تدعى اليوم بحيرة لوط وأصعدها ناموس إلهي بضغط جعله الله يرفع الخارج من البركان إلى الجو فنزلت على قرى قوم لوط فأهلكتهم وذلك بأمر التكوين بواسطة القوى الملكية .
والمسومة : التي عليها المسومة أي العلامة أي عليها علامات من ألوان تدل على أنها ليست من الحجارة المتعارفة