وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( قوم منكرون ) من كلام إبراهيم . والظاهر أنه قاله خفتا إذ ليس من الإكرام أن يجاهر الزائر بذلك فالتقدير : هم قوم منكرون .
والمنكر : الذي ينكره غيره أي لا يعرفه . وأطلق هنا على من ينكر حاله ويظن أنه حال غير معتاد أي يخشى أنه مضمر سوء كما قال في سورة هود ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ) ومنه قول الأعشى : .
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا أي ضيف إبراهيم تقدمت في سورة هود .
و ( راغ ) مال في المشي إلى جانب ومنه : روغان الثعلب . والمعنى : أن إبراهيم حاد عن المكان الذي نزل فيه الضيوف إلى أهله أي إلى بيته الذي فيه أهله .
وفي التوراة : أنه كان جالسا أمام باب خيمته تحت شجرة وأنه أنزل الضيوف تحت الشجرة .
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : إن الروغان ميل في المشي عن الاستواء إلى الجانب مع إخفاء إرادته ذلك وتبعه على هذا التقييد الراغب والزمخشري وابن عطية فانتزع منه الزمخشري أن إخفاء إبراهيم ميله إلى أهله من حسن الضيافة كيلا يوهم الضيف أنه يريد ان يحضر لهم شيئا فلعل الضيف أن يكفه عن ذلك ويعذره وهذا منزع لطيف .
وكان منزل إبراهيم الذي جرت عنده هذه القصة بموضع يسمى " بلوطات ممرا " من أرض جبرون .
ووصف العجل هنا ب " سمين " ووصف في سورة هود بحنيذ أي مشوي فهو عجل سمين شواه وقربه إليهم وكان الشوا أسرع طبخ أهل البادية وقام امرؤ القيس يذكر الصيد : .
فظل طهاة اللحم ما بين منضج ... صفيف شواء أو قدير معجل فقيد " قدير " ب " معجل " ولم يقيد " صفيف شواء " لأنه معلوم .
ومعنى ( قربه ) وضعه قريبا منهم أي لم ينقلهم من مجلسهم إلى موضع آخر بل جعل الطعام بين أيديهم . وهذا من تمام الإكرام للضيف بخلاف ما يطعمه العافي والسائل فإنه يدعى الى مكان الطعام كما قال الفرزدق : .
فقلت إلى الطعام فقال منهم ... فريق يحسد الأنس الطعاما ومجيء الفاء لعطف أفعال ( فراغ فجاء فقربه ) للدلالة على أن هذه الأفعال وقعت في سرعة والإسراع بالقرى من تمام الكرم وقد قيل : خير البر عاجله .
وجملة ( قال ألا تأكلون ) بدل اشتمال من جملة ( قربه إليهم ) .
و ( ألا ) كلمة واحدة وهي حرف عرض أي رغبة في حصول الفعل الذي تدخل عليه . وهي هنا متعينة للعرض لوقوع فعل القول بدلا من فعل ( قربه إليهم ) ولا يحسن جعلها كلمتين من همزة استفهام للإنكار مع ( لا ) النافية .
والعرض على الضيف عقب وضع الطعام بين يديه زيادة في الإكرام بإظهار الحرص على ما ينفع الضيف وإن كان وضع الطعام بين يديه كافيا في تمكينه منه . وقد اعتبر ذلك إذنا عند الفقهاء في الدعوة الى الولائم بخلاف مجرد وجود مائدة طعام أو سفرة إذ يجوز أن تكون قد أعدت لغير المدعو .
والفاء في ( فأوجس منهم خيفة ) فصيحة لإفصاحها عن جملة مقدرة يقتضيها ربط المعنى أي فلم يأكلوا فأوجس منهم خيفة كقوله ( أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ) وقد صرح بذلك في سورة هود ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه ) " أي إلى العجل " ( نكرهم وأوجس منهم خيفة ) .
و ( أوجس ) أحس في نفسه ولم يظهر وتقدم نظيره في سورة هود .
وقولهم له ( لا تخف ) لأنهم علموا ما في نفسه مما ظهر على ملامحه من الخوف وتقدم نظيره في سورة هود .
والغلام الذي بشروه به هو إسحاق لأنه هو ابن سارة وهو الذي وقعت البشارة به في هذه القصة في التوراة ووصف هنا ب ( عليم ) وأما الذي ذكرت البشارة به في سورة الصافات فهو إسماعيل ووصف ب ( حليم ) ولذلك فامرأة إبراهيم الحادث عنها هنا هي سارة وهي التي ولدت بعد أن أيست أما هاجر فقد كانت فتاة ولدت في مقتبل عمرها . وأقبلت امرأته حين سمعت البشارة لها بغلام أي أقبلت على مجلس إبراهيم مع ضيفه قال تعالى في سورة هود ( وامرأته قائمة ) .
وكان النساء يحضرن مجالس الرجال في بيوتهن مع أزواجهن ويواكلنهم . وفي الموطأ " قال مالك : لا باس أن تحضر المرأة مع زوجها وضيفه وتأكل معهم " .
والصرة : الصياح ومنه اشتق الصرير .
و ( في ) للظرفية المجازية وهي الملابسة .
والصك : اللطم وصك الوجه عند التعجب عادة النساء أيامئذ . ونظيره وضع اليد على الفم في قوله تعالى ( فردوا أيديهم في أفواههم )