وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمقصود من هذه الاستعارة ترقيق النفوس عليه وحث الناس على البحث عنه ليضعوا صدقاتهم في موضع يحب الله وضعها فيه ونظيرها في سورة المعارج . قال ابن عطية : واختلف الناس في ( المحروم ) اختلافا هو عندي تخليط من المتأخرين إذ المعنى واحد عبر علماء السلف في ذلك بعبارات على جهة المثالات فجعلها المتأخرون أقوالا . قلت ذكر القرطبي أحد عشر قولا كلها أمثلة لمعنى الحرمان وهي متفاوتة في القرب من سياق الآية فما صلح منها لأن يكون مثالا للغرض قبل وما لم يصلح فهو مردود مثل تفسير من فسر المحروم بالكلب . وفي تفسير ابن عطية عن الشعبي : أعياني أن أعلم ما المحروم . وزاد القرطبي في رواية عن الشعبي قال : لي اليوم سبعون سنة منذ احتملت أسأل عن المحروم فما أنا اليوم بأعلم مني فيه يومئذ .
( وفي الأرض آيات للموقنين [ 20 ] ) هذا متصل بالقسم وجوابه من قوله ( والذاريات ) وقوله ( والسماء ذات الحبك ) إلى قوله ( وإن الدين لواقع ) فبعد أن حقق وقوع البعث بتأكيده بالقسم انتقل إلى تقريبه بالدليل لإبطال إحالتهم إياه فيكون هذا الاستدلال كقوله ( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى ) .
وما بين هاتين الجملتين اعتراض فجملة ( وفي الأرض آيات للموقنين ) يجوز أن تكون معطوفة على جملة جواب القسم وهي ( إن ما توعدون لصادق ) . والمعنى : وفي ما يشاهد من أحوال الأرض آيات للموقنين وهي الأحوال الدالة على إيجاد موجودات بعد إعدام أمثالها وأصولها مثل إنبات الزرع الجديد بعد أن باد الذي قبله وصار هشيما .
وهذه دلائل واضحة متكررة لا تحتاج إلى غوص الفكر فلذلك لم تقرن هذه الآيات بما يدعو إلى التفكر كما قرن قوله ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .
وأعلم أن الآيات المرموقة من أحوال الأرض صالحة للدلالة أيضا على تفرده تعالى بالإلهية في كيفية خلقها ودحوها للحيوان والإنسان وكيف قسمت إلى سهل وجبال وبحر ونظام إنباتها الزرع والشجر وما يخرج من ذلك من منافع للناس ولهذا حذف تقييد آيات بمتعلق ليعم كل ما تصلح الآيات التي في الأرض أن تدل عليه .
وتقديم الخبر في قوله ( وفي الأرض ) للاهتمام والتشويق إلى ذكر المبتدأ .
واللام في ( للموقنين ) معلق ب ( آيات ) . وخصت الآيات ب ( الموقنين ) لأنهم الذين انتفعوا بدلالتها فأكسبتهم الإيقان بوقوع البعث . وأوثر وصف الموقنين هنا دون الذين أيقنوا لإفادة أنهم عرفوا بالإيقان . وهذا الوصف يقتضي مدحهم بثقوب الفهم لأن الإيقان لا يكون إلا عن دليل ودلائل هذا الأمر نظرية . ومدحهم أيضا بالإنصاف وترك المكابرة لأن أكثر المنكرين للحق تحملهم المكابرة أو الحسد على إنكار حق من يتوجسون منه أن يقضي على منافعهم . وتقديم ( في الأرض ) على المبتدأ للاهتمام بالأرض باعتبارها آيات كثيرة .
( وفي أنفسكم أفلا تبصرون [ 21 ] ) عطف على ( في الأرض ) . فالتقدير : وفي أنفسكم آيات أفلا تبصرون . تفريعا على هذه الجملة المعطوفة فيقدر الوقف على ( أنفسكم ) . وليس المجرور متعلقا ب ( تبصرون ) متقدما عليه لأن وجود الفاء مانع من ذلك إذ يصير الكلام معطوفا بحرفين . والخطاب موجه إلى المشركين .
والاستفهام إنكاري أنكر عليهم عدم الإبصار للآيات .
والإبصار مستعار للتدبر والتفكر أي كيف تتركون النظر في آيات كائنة في أنفسكم .
وتقديم ( في أنفسكم ) على متعلقه للاهتمام بالنظر في خلق أنفسهم وللرعاية على الفاصلة .
والمعنى : ألا تتفكرون في خلق أنفسكم : كيف أنشأكم الله من ماء وكيف خلقكم أطوارا أليس كل طور هو إيجاد خلق لم يكن موجودا قبل .
فالموجود في الصبي لم يكن موجودا فيه حين كان جنينا .
والموجود في الكهل لم يكن فيه حين كان غلاما . وما هي عند التأمل إلا مخلوقات مستجدة كانت معدومة فكذلك إنهاء الخلق بعد الموت .
A E