وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى صدهم الهدي : أنهم صدوا أهل الهدي عن الوصول إلى المنحر من منى . وليس المراد : أنهم صدوا الهدايا مباشرة لأنه لم ينقل أن المسلمين عرضوا على المشركين تخلية من يذهب بهداياهم إلى مكة لتنحر بها .
وقوله ( أن يبلغ محله ) أن يكون بدل اشتمال من ( الهدي ) ويجوز أن يكون معمولا لحرف جر محذوف وهو ( عن ) أي عن أن يبلغ محله .
A E والمحل بكسر الحاء : محل الحل مشتق من فعل حل ضد حرم أي المكان الذي يحل فيه نحر الهدي وهو الذي لا يجزئ غيره وذلك بمكة بالمروة بالنسبة للمعتمر ولذلك لما أحصروا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحروا هديهم في مكانهم إذ تعذر إبلاغه إلى مكة لأن المشركين منعوهم من ذلك . ولم يثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بتوخي جهة معينة للنحر من أرض الحديبية وذلك من سماحة الدين فلا طائل من وراء الخوض في اشتراط النحر في أرض الحرم للمحصر .
( ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما [ 25 ] ) أتبع النعي على المشركين سوء فعلهم من الكفر والصد عن المسجد الحرام وتعطيل شعائر الله وعده المسلمين بفتح قريب ومغانم كثيرة بما يدفع غرور المشركين بقوتهم ويسكن تطلع المسلمين لتعجيل الفتح فبين أن الله كف أيدي المسلمين عن المشركين مع ما قرره آنفا من قوله ( ولو قاتلوكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا ) أنه إنما لم يأمر المسلمين بقتال عدوهم لما صدوهم عن البيت لأنه أراد رحمة جمع من المؤمنين والمؤمنات كانوا في خلال أهل الشرك لا يعلمونهم وعصم المسلمين من الوقوع في مصائب من جراء إتلاف إخوانهم فالجملة معطوفة على جملة ( ولو قاتلوكم الذين كفروا لولوا الأدبار ) أو على جملة ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ) الخ . وأياما كان فهي كلام معترض بين جملة ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ) الخ وبين جملة ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية ) .
ونظم هذه الآية بديع في أسلوبي الإطناب والإيجاز والتفنن في الانتقال ورشاقة كلماته .
و ( لولا ) دالة على امتناع لوجود أي امتنع تعذيبنا الكافرين لأجل وجود رجال مؤمنين ونساء مؤمنات بينهم . وما بعد ( لولا ) مبتدأ وخبره محذوف على الطريقة المستعملة في حذفه مع ( لولا ) إذا كان تعليق امتناع جوابها على وجود شرطها وجودا مطلقا غير مقيد بحال فالتقدير : ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات موجودون كما يدل عليه قوله بعده ( لو تزيلوا ) أي لو لم يكونوا موجودين بينهم أي أن وجود هؤلاء هو الذي لأجله امتنع حصول مضمون جواب ( لولا ) .
وإجراء الوصف على رجال ونساء بالإيمان مشير إلى أن وجودهم المانع من حصول مضمون الجواب هو الوجود الموصوف بإيمان أصحابه ولكن الامتناع ليس معلقا على وجود الإيمان بل على وجود ذوات المؤمنين والمؤمنات بينهم .
وكذلك قوله ( لم تعلموهم ) ليس هو خبرا بل وصفا ثانيا إذ ليس محط الفائدة .
ووجه عطف ( نساء مؤمنات ) مع أن وجود ( رجال مؤمنون ) كاف في ربط امتناع الجواب بالشرط ومع التمكن من أن يقول : ولولا المؤمنون فإن جمع المذكر في اصطلاح القرآن يتناول النساء غالبا أن تخصيص النساء بالذكر أنسب بمعنى انتفاع المعرة بقتلهن وبمعنى تعلق رحمة الله بهن .
ومعنى ( لم تعلموهم ) لم تعملوا إيمانهم إذ كانوا قد آمنوا بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا .
A E