وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعذيب : إيصال العذاب إليهم وذلك صادق بعذاب الدنيا بالسيف كما قال تعالى ( يعذبهم الله بأيديكم ) وقال ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ) وبالوجل وحذر الافتضاح وبالكمد من رؤية المؤمنين منصورين سالمين قال تعالى ( قل موتوا بغيظكم ) وقال ( إن تصبك حسنة تسوءهم ) وصادق بعذاب الآخرة وهو ما خص بالذكر في آخر الآية بقوله ( وأعد لهم جهنم ) .
وعطف ( المنافقات ) نظير عطف ( المؤمنات ) المتقدم لأن نساء المنافقين يشاركونهم في أسرارهم ويحضون ما يبيتونه من الكيد ويهيئون لهم إيواء المشركين إذا زاروهم .
وقوله ( الظانين ) صفة للمذكورين من المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات فإن حق الصفة الواردة بعد متعدد أن تعود إلى جميعه ما لم يكن مانع لفظي أو معنوي .
والسوء بفتح السين في قوله ( ظن السوء ) في قراءة جميع العشرة وأما في قولهم ( عليهم دائرة السوء ) فهو في قراءة الجمهور بالفتح أيضا . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحده بضم السين . والمفتوح والمضموم مترادفان في أصل اللغة ومعناهما المكروه ضد السرور فهما لغتان مثل : الكره والكره والضعف والضعف والضر والضر والبأس والبؤس . هذا عن الكسائي وتبعه الزمخشري وبينه الجوهري بأن المفتوح مصدر والمضموم اسم مصدر إلا أن الاستعمال غلب المفتوح في أن يقع وصفا لمذموم مضافا إليه موصوفه كما وقع في هذه الآية وفي قوله ( ويتربصون بكم الدوائر عليهم دائرة السوء ) في سورة براءة وغلب المضموم في معنى الشيء الذي هو بذاته شر .
فإضافة الظن إلى السوء من إضافة الموصوف إلى الصفة .
والمراد : ظنهم بالله أنهم لم يعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتح ولا أمره بالخروج إلى العمرة ولا يقدر للرسول صلى الله عليه وسلم النصر لقلة أتباعه وعزة أعدائه فهذا ظن سوء بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا المناسب لقراءته بالفتح .
وأما ( دائرة السوء ) في قراءة الجمهور فهي الدائرة التي تسوء أولئك الظانين بقرينة قوله ( عليهم ) ولا التفات إلى كونها محمودة عند المؤمنين إذ ليس المقام لبيان ذلك والإضافة مثل إضافة ( ظن السوء ) وأما في قراءة ابن كثير وأبي عمرو فإضافة ( دائرة ) المضموم من إضافة الأسماء أي الدائرة المختصة بالسوء والملازمة له لا من إضافة الموصوف .
وليس في قراءتهما خصوصية زائدة على قراءة الجمهور ولكنها جمعت بين الاستعمالين ففتح السوء الأول متعين وضم الثاني جائز وليس براجح والاختلاف اختلاف في الرواية .
وجملة ( عليهم دائرة السوء ) دعاء أو وعيد ولذلك جاءت بالاسمية لصلوحيتها لذلك بخلاف جملة ( وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم ) فإنها إخبار عما جنوه من سوء فعلهم فالتعبير بالماضي منه أظهر .
( ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما ) هذا نظير ما تقدم آنفا إلا أن هذا أوثر بصفة عزيز دون عليم لأن المقصود من ذكر الجنود هنا الإنذار والوعيد بهزائم تحل بالمنافقين والمشركين فكما ذكر ( ولله جنود السماوات والأرض ) فيما تقدم للإشارة إلى أن نصر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بجنود المؤمنين وغيرهما ذكر ما هنا للوعيد بالهزيمة فمناسبة صفة عزيز أي لا يغلبه غالب .
( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا [ 8 ] لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا [ 9 ] ) لما أريد الانتقال من الوعد بالفتح والنصر وما اقتضاه ذلك مما اتصل به ذكره إلى تبيين ما جرى في حادثة الحديبية وإبلاغ كل ذي حظ من تلك القضية نصيبه المستحق ثناء أو غيره صدر ذلك بذكر مراد الله من إرسال رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون ذلك كالمقدمة للقصة وذكرت حكمة الله تعالى في إرساله ما له مزيد اختصاص بالواقعة المتحدث عنها فذكرت أوصاف ثلاثة هي : شاهد ومبشر ونذير . وقدم منها وصف الشاهد لأنه يتفرع عنه الوصفان بعده .
فالشاهد : المخبر بتصديق أحد أو تكذيبه فيما ادعاه أو أدعي به عليه وتقدم في قوله ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) في سورة النساء وقوله ( ويكون الرسول عليكم شهيدا ) في سورة البقرة .
A E