وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فمن جنود السماوات : الملائكة الذين أنزلوا يوم بدر والريح التي أرسلت على العدو يوم الأحزاب والمطر الذي أنزل يوم بدر فثبت الله به أقدام المسلمين .
ومن جنود الأرض جيوش المؤمنين وعديد القبائل الذين جاءوا مؤمنين مقاتلين مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة مثل بني سليم ووفود القبائل الذين جاءوا مؤمنين طائعين دون قتال في سنة الوفود .
والجنود : جمع جند والجند اسم لجماعة المقاتلين لا واحد له من لفظه وجمعه باعتبار تعدد الجماعات لأن الجيش يتألف من جنود : مقدمة وميمنة وميسرة وقلب وساقة .
وتقديم المسند على المسند إليه في ( ولله جنود السماوات والأرض ) لإفادة الحصر وهو حصر ادعائي إذ لا اعتداد بما يجمعه الملوك والفاتحون من الجنود لغلبة العدو بالنسبة لما لله من الغلبة لأعدائه والنصر لأوليائه .
وجملة ( وكان الله عليما حكيما ) تذييل لما قبله من الفتح والنصر وإنزال السكينة في قلوب المؤمنين .
والمعنى : أنه عليم بأسباب الفتح والنصر وعليم بما تطمئن به قلوب المؤمنين بعد البلبلة وأنه حكيم يضع مقتضيات علمه في مواضعها المناسبة وأوقاتها الملائمة .
( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنت تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما [ 5 ] ) اللام للتعليل متعلقة بفعل ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) فما بعد اللام علة لعلة إنزال السكينة فتكون علة لإنزال السكينة أيضا بواسطة أنه علة العلة .
وذكر المؤمنات مع المؤمنين هنا لدفع توهم أن يكون الوعد بهذا الإدخال مختصا بالرجال .
وإذ كانت صيغة الجمع صيغة المذكر مع ما قد يؤكد هذا التوهم من وقوعه علة أو علة علة للفتح وللنصر وللجنود وكلها من ملابسات الذكور وإنما كان للمؤمنات حظ في ذلك لأنهن لا يخلون من مشاركة في تلك الشدائد ممن يقمن منهن على المرضى والجرحى وسقي الجيش وقت القتال ومن صبر بعضهن على الثكل أو التأيم ومن صبرهن على غيبة الأزواج والأبناء وذوي القرابة .
والإشارة في قوله ( وكان ذلك ) إلى المذكور من إدخال الله إياهم الجنة .
والمراد بإدخالهم الجنة إدخال خاص وهو إدخالهم منازل المجاهدين وليس هو الإدخال الذي استحقوه بالإيمان وصالح الأعمال الأخرى .
ولذلك عطف عليه ( ويكفر عنهم سيئاتهم ) .
والفوز : مصدر وهو الظفر بالخير والنجاح . و ( عند الله ) متعلق ب ( فوزا ) أي فازوا عند الله بمعنى : لقوا النجاح والظفر في معاملة الله لهم بالكرامة وتقديمه على متعلقه للاهتمام بهذه المعاملة ذات الكرامة .
( ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا [ 6 ] ) الحديث عن جنود الله في معرض ذكر نصر الله يقتضي لا محالة فريقا مهزوما بتلك الجنود وهم العدو فإذا كان النصر الذي قدره الله معلولا بما بشر به المؤمنين فلا جرم اقتضى أنه معلول بما يسوء العدو وحزبه فذكر الله من علة ذلك النصر أنه يعذب بسببه المنافقين حزب العدو والمشركين صميم العدو فكان قوله ( ويعذب المنافقين ) معطوفا على ( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات ) .
والمراد : تعذيب خاص زائد على تعذيبهم الذي استحقوه بسبب الكفر والنفاق وقد أومأ إلى ذلك قوله بعده ( عليهم دائرة السوء ) .
والابتداء بذكر المنافقين في التعذيب قبل المشركين لتنبيه المسلمين بأن كفر المنافقين خفي فربما غفل المسلمون عن هذا الفريق أو نسوه .
كان المنافقون لم يخرج منهم أحد إلى فتح مكة ولا إلى عمرة القضية لأنهم لا يحبون أن يراهم المشركون متلبسين بأعمال المسلمين مظاهرين لهم ولأنهم كانوا يحسبون أن المشركين يدافعون المسلمين عن مكة وأنه يكون النصر للمشركين .
A E