وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( من المسرفين ) خبر ثان عن فرعون والإسراف : الإفراط والإكثار . والمراد هنا الإكثار في التعالي يراد الإكثار في أعمال الشر بقرينة مقام الذم .
و ( من المسرفين ) أشد مبالغة في اتصافه بالإسراف من أن يقال : مسرفا كما تقدم في قوله تعالى ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) في سورة البقرة .
( ولقد اخترنهم على علم على العالمين [ 32 ] ) A E إشارة إلى أن الله تعالى قد اختار الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم على أمم عصرهم كما اختار الذين آمنوا بموسى عليه السلام على أمم عصرهم وأنه عالم بأن أمثالهم أهل لأن يختارهم الله . والمقصود : التنويه بالمؤمنين بالرسل وأن ذلك يقتضي أن ينصرهم الله على أعدائهم ولأجل هذه الإشارة أكد الخبر باللام و ( قد ) كما أكد في قوله آنفا ( ولقد نجينا بني إسرائيل ) . و ( على ) في قوله ( على علم ) بمعنى ( مع ) كقول الأحوص : .
إني على ما قد علمت محسد ... أنمي على البغضاء والشنآن وموضع المجرور بها موضع الحال .
والمراد ب ( العالمين ) الأمم المعاصرة لهم . ثم بدلوا بعد ذلك فضربت عليهم الذلة وقد اختار الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على الأمم فقال ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) أي أخرجها الله للناس .
واختار المسلمين بعدهم اختيارا نسبيا على حسب استقامتهم واستقامة غيرهم من الأمم على أن التوحيد لا يعدله شيء .
( وأتينهم من الآيات ما فيه بلاؤا مبين [ 33 ] ) إيتاء الآيات من آثار الاختيار لأنه من عناية الله بالأمة لأنه يزيدهم يقينا بإيمانهم .
والمراد بالآيات المعجزات التي ظهرت على يد موسى عليه السلام أيد الله به بني إسرائيل في مواقع حروبهم بنصر الفئة القليلة منهم على الجيوش الكثيرة من عدوهم .
وهذا تعريض بالإنذار للمشركين بأن المسلمين سيغلبون جمعهم مع قلتلهم في بدر وغيرها .
والبلاء : الاختبار يكون بالخير والشر . فالأول اختبار لمقابلة النعمة بالشكر أو غيره والثاني اختبار لمقدار الصبر قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) أي ما فيه اختبار لهم في نظر الناس ليعلم بعضهم أنهم قابلوا نعمة إيتاء الآيات بالشكر ويحذروا قومهم من مقابلة النعمة بالكفران .
( إن هؤلاء ليقولون [ 34 ] إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين [ 35 ] فأتوا بئابائنا إن كنتم صادقين [ 36 ] ) اعتراض بين جملة ( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) وجملة ( أهم خير أم قوم تبع ) فإنه لما هددهم بعذاب الدخان ثم بالبطشة الكبرى وضرب لهم المثل بقوم فرعون أعقب ذلك بالإشارة إلى أن إنكار البعث هو الذي صرفهم عن توقع جزاء السوء على إعراضهم .
وافتتاح الكلام بحرف ( إن ) الذي ليس هو للتأكيد لأن هذا القول إلى المشركين لا تردد فيه حتى يحتاج إلى التأكيد فتعين كون حرف ( إن ) لمجرد الاهتمام بالخبر وهو إذا وقع مثل هذا الموقع أفاد التسبب وأغنى عن الفاء . فالمعنى : إنا منتقمون منهم بالبطشة الكبرى لأنهم لا يرتدعون بوعيد الآخرة لإنكارهم الحياة الآخرة فلم ينظروا إلا لما هم عليه في الحياة الدنيا من النعمة والقوة فلذلك قدر الله لهم الجزاء على سوء كفرهم جزاء في الحياة الدنيا .
وضمير ( هي ) ضمير الشأن ويقال له : ضمير القصة لأنه يستعمل بصيغة المؤنث بتأويل القصة أي لا قصة في هذا الغرض إلا الموتة المعروفة فهي موتة دائمة لا نشور لنا بعدها .
وهذا كلام من كلماتهم في إنكار البعث فإن لهم كلمات في ذلك فتارة ينفون أن تكون بعد الموت حياة كما حكى عنهم في آيات أخرى مثل قوله تعالى ( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا ) وتارة ينفون أن يطرأ عليهم بعد الموتة المعروفة شيء غيرها يعنون بذلك شيئا ضد الموتة وهو الحياة بعد الموتة .
فلهم في نفي الحياة بعد الموت أفانين من أقوال الجحود وهذا القصر قصر حقيقي في اعتقادهم لأنهم لا يؤمنون باعتراء أحوال لهم بعد الموت .
وكلمة ( هؤلاء ) حيثما ذكر في القرآن غير مسبوق بما يصلح أن يشار إليه : مراد به المشركون من أهل مكة كما استنبطناه وقدمنا الكلام عليه عند قوله تعالى ( فإن يكفر بها هؤلاء ) في سورة الأنعام