وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أصبحت مولى ذي الجلال وبعضهم ... مولى العبيد فلذ بفضلك وافخر A E ويجوز أن يكون مفعول فعل ( أدوا ) محذوفا يدل عليه المقام أي أدوا إلي الطاعة ويكون ( عباد الله ) منادى بحذف حرف النداء . قال ابن عطية : الظاهر من شرع موسى أنه بعث إلى دعاء فرعون للإيمان وأن يرسل بني إسرائيل فلما أبى فرعون أن يؤمن ثبتت المكافحة في أن يرسل بني إسرائيل قال : ويدل عليه قوله بعد ( وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ) .
وقوله ( إني لكم رسول أمين ) علة للأمر بتسليم بني إسرائيل إليه أي لأني مرسل إليكم بهذا وأنا أمين أي مؤتمن على أني رسول لكم .
وتقديم ( لكم ) على ( رسول ) للاهتمام بتعلق الإرسال بأنه لهم ابتداء بأن يعطوه بني إسرائيل لأن ذلك وسيلة للمقصود من إرساله لتحرير أمة إسرائيل والتشريع لها وليس قوله ( لكم ) خطابا لبني إسرائيل فإن موسى قد أبلغ إلى بني إسرائيل رسالته مع التبليغ إلى فرعون قال تعالى ( فما أمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملائهم أن يفتنهم ) وليكون امتناع فرعون من تسريح بني إسرائيل مبررا لانسلاخ بني إسرائيل عن طاعة فرعون وفرارهم من بلاده .
وعطف على طلب تسليم بني إسرائيل نهيا عن الاستكبار عن إجابة أمر الله أنفة من الحط من عظمته في أنظار قومهم فقال ( وأن لا تعلو على الله ) أي لا تعلوا على أمره أو على رسوله فلما كان الاعتلاء على أمر الله وأمر رسوله ترفيعا لأنفسهم على واجب امتثال ربهم جعلوا في ذلك كأنهم يتعالون على الله .
و ( أن لا تعلوا ) عطف على ( أن أدوا إلي ) . وأعيد حرف ( أن ) التفسيرية لزيادة تأكيد التفسير لمدلول الرسالة . و ( لا ) ناهية وفعل ( تعلوا ) مجزوم ب ( لا ) الناهية .
وجملة ( إني أتيكم بسلطان مبين ) علة جديرة بالعود إلى الجمل الثلاثة المتقدمة وهي ( أدوا إلي عباد الله ) ( إني لكم رسول أمين ) ( وأن لا تعلوا على الله ) لأن المعجزة تدل على تحقق مضامين تلك الجمل معلولها وعلتها .
والسلطان من أسماء الحجة قال تعالى ( إن عندكم من سلطان بهذا ) فالحجة تلجئ المحجوج على الإقرار لمن يحاجه فهي كالمتسلط على نفسه .
والمعجزة : حجة عظيمة ولذلك وصف السلطان ب ( مبين ) أي واضح الدلالة لا ريب فيه . وهذه المعجزة هي انقلاب عصاه ثعبانا مبينا .
و ( أتيكم ) مضارع أو اسم فاعل " أتى " . وعلى الاحتمالين فهو مقتض للإتيان بالحجة في الحال .
وجملة ( وإني عذت بربي ) عطف على جملة ( أدوا إلي عباد الله ) فإن مضمون هذه الجملة مما شمله كلامه حين تبليغ رسالته فكان داخلا في مجمل معنى ( وجاءهم رسول كريم ) المفسر بما بعد ( أن ) التفسيرية .
ومعناه : تحذيرهم من أن يرجموه لأن معنى ( عذت بربي ) جعلت ربي عوذا أي ملجأ . والكلام على الاستعارة بتشبيه التذكير بخوف الله الذي يمنعهم من الاعتداء عليه بالالتجاء إلى حصن أو معقل بجامع السلامة من الاعتداء . ومثل هذا التركيب مما جرى مجرى المثل ومنه قوله في سورة مريم ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) وقال أحد رجاز العرب : .
قالت وفيها حيدة وذعر ... عوذ بربي منكم وحجر والتعبير عن الله تعالى بوصف ( ربي وربكم ) لأنه أدخل في ارعوائهم من رجمه حين يتذكرون أنه استعصم بالله الذي يشتركون في مربوبيته وأنهم لا يخرجون عن قدرته .
والرجم : الرمي بالحجارة تباعا حتى يموت المرمي أو يثخنه الجراح . والقصد منه تحقير المقتول لأنهم كانوا يرمون بالحجارة من يطردونه قال ( فاخرج منها فإنك رجيم ) .
وإنما استعاذ موسى منه لأنه علم أن عادتهم عقاب من يخالف دينهم بالقتل رميا بالحجارة . وجاء في سورة القصص ( فأخاف أن يقتلون ) . ومعنى ذلك إن لم تؤمنوا بما جئت به فلا تقتلوني كما دل عليه تعقيبه بقوله ( وإن لم تؤمنوا لي ) .
والمعنى : إن لم تؤمنوا بالمعجزة التي آتيكم بها فلا ترجموني فإني أعوذ بالله من أن ترجموني ولكن اعتزلوني فكونوا غير موالين لي وأكون مع قومي بني إسرائيل فالتقدير : فاعتزلوني وأعتزلكم لأن الاعتزال لا يتحقق إلا من جانبين