وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا الإطلاق هو المراد هنا بقرينة المقابلة بالنوعين الآخرين . ومن هنا أطلق الوحي على ما فطر الله عليه الحيوان من الإلهام المتقن الدقيق كقوله ( وأوحى ربك إلى النحل ) . فالوحي بهذا المعنى نوع من أنواع إلقاء كلام الله إلى الأنبياء وهو النوع الأول في العد فأطلق الوحي على الكلام الذي يسمعه النبي بكيفية غير معتادة وهذا الإطلاق من مصطلح القرآن وهو الغالب في إطلاقات الكتاب والسنة ومنه قول زيد بن ثابت " فعلمت أنه يوحى إليه ثم سري عنه " فقرأ ( غير أولي الضرر ) ولم يقل فنزل عليه جبريل .
والوحي بهذا المعنى غير الوحي الذي سيجيء في قوله ( أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) . والمراد بالوحي هنا : إيقاع مراد الله في نفس النبي يحصل له به العلم بأنه من عند الله فهو حجة للنبي لمكان العلم الضروري وحجة للأمة لمكان العصمة من وسوسة الشيطان وقد يحصل لغير الأنبياء ولكنه غير مطرد ولا منضبط مع أنه واقع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر بن الخطاب " قال ابن وهب " محدثون : ملهمون " .
ومن هذا الوحي مرائي الأنبياء فإنها وحي وهي ليست بكلام يلقى إليهم ففي الحديث " إني أريت دار هجرتكم وهي في حرة ذات نخل فوقع في وهلي أنها اليمامة أو هجر فإذا هي طابة " .
وقد تشتمل الرؤيا على إلهام وكلام مثل حديث " رأيت بقرا تذبح ورأيت والله خير ) . في رواية رفع اسم الجلالة أي رأيت هذه الكلمة وقد أول النبي صلى الله عليه وسلم رؤياه البقر التي تذبح بما أصاب المسلمين يوم أحد وأما " والله خير " فهو ما أتى الله به بعد ذلك من الخير .
ومن الإلهام مرائي الصالحين فإنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوءة .
وليس الإلهام بحجة في الدين لأن غير المعصوم لا يوثق بصحة خواطره إذ ليس معصوما من وسوسة الشيطان . وبعض أهل التصوف وحكماء الإشراق يأخذون به في خاصتهم ويدعون أن أمارات تميز لهم بين صادق الخواطر وكاذبها ومنه قول قطب الدين الشيرازي في ديباجة شرحه على المفتاح " إني قد ألقي إلي على سبيل الإنذار من حضرة الملك الجبار بلسان الإلهام لا كوهم من الأوهام " إلى أن قال " ما أورثني التجافي عن دار الغرور " . ومنه ما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها " على أحد تفسيرين فيه ولا ريب في أنه المراد هنا لأن ألفاظ هذا الحديث جرت على غير الألفاظ التي يحكى بها نزول الوحي بواسطة كلام جبريل عليه السلام .
والنوع الثاني : أن يكون الكلام من وراء حجاب يسمعه سامعه ولا يرى مصدره بأن يخلق الله كلاما في شيء محجوب عن سامعه وهو ما وصف الله هنا بقوله ( أو من وراء حجاب ) .
والمعنى : أو محجوبا المخاطب " بالفتح " عن رؤية مصدر الكلام فالكلام كأنه من وراء حجاب وهذا مثل تكليم الله تعالى موسى في البقعة المباركة من الشجرة ويحصل علم المخاطب بأن ذلك الكلام من عند الله أول مرة بآية يريه الله إياها يعلم أنها لا تكون إلا بتسخير الله كما علم موسى ذلك بانقلاب عصاه حية ثم عودها إلى حالتها الأولى وبخروج يده من جيبه بيضاء كما قال تعالى ( آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى اذهب إلى فرعون إنه طغى ) . ثم يصير بعد ذلك عادة يعرف بها كلام الله .
واختص بهذا النوع من الكلام في الرسل السابقين موسى عليه السلام وهو المراد من قوله تعالى ( قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي ) وليس الوحي إلى موسى منحصرا في هذا النوع فإنه كان يوحى إليه الوحي الغالب لجميع الأنبياء والرسل وقد حصل هذا النوع من الكلام لمحمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فقد جاء في حديث الإسراء : أن الله فرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة ثم خفف الله منها حتى بلغت خمس صلوات وأنه سمع قوله تعالى ( أتممت فريضتي وخففت عن عبادي ) .
A E