وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاستجابة : إجابة الداعي والسين والتاء للتوكيد . وأطلقت الاستجابة على امتثال ما يطالبهم به النبي صلى الله عليه وسلم تبليغا عن الله تعالى على طريقة المجاز ن استجابة النداء تستلزم الامتثال للمنادي فقد كثر إطلاقها على إجابة المستنجد .
A E والمعنى : أطيعوا ربكم وامتثلوا أمره من قبل أن يأتي يوم العذاب وهو يوم القيامة لأن الحديث جار عليه .
واللام في ( لربكم ) لتأكيد تعدية الفعل إلى المفعول مثل : حمدت له وشكرت له . وتسمى لام التبليغ ولام التبيين . وأصله استجابة قال كعب الغنوي : .
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب ولعل أصله استجاب دعاءه له أي لأجله له كما في قوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ) فاختصر لكثرة الاستعمال فقالوا : استجاب له وشكر له وتقدم في قوله ( فليستجيبوا لي ) في سورة البقرة .
والمرد : مصدر بمعنى الرد وتقدم آنفا في قوله ( هل إلى مرد من سبيل ) . و ( لا مرد له ) صفة ( يوم ) . والمعنى : لا مرد لإثباته بل هو واقع و ( له ) خبر ( لا ) النافية أي لا مرد كائنا له ولام ( له ) للاختصاص .
و ( من ) في قوله ( من الله ) ابتدائية وهو ابتداء مجازي ومعناه : حكم الله به فكأن اليوم جاء من لدنه .
ويجوز تعليق المجرور بفعل ( يأتي ) . ويجوز أن يتعلق بالكون الذي في خبر ( لا ) . والتقدير على هذا : لا مرد كائنا من الله له وليس متعلقا ب ( مرد ) على أنه متمم معناه إذ لو كان كذلك كان اسم ( لا ) شبيها بالمضاف فكان منونا ولم يكن مبنيا على الفتح وما وقع في الكشاف مما يوهم هذا مؤول بما سمعت ولذلك سماه صلة ولم يسمعه متعلقا .
وجملة ( ما لكم من ملجأ يومئذ ) مستأنفة .
والملجأ : مكان الملجأ واللجأ : المصبر والانحياز إلى الشيء فالملجأ : المكان الذي يصير إليه المرء للتوقي فيه ويطلق مجازا على الناصر وهو المراد هنا أي ما لكم من شيء يقيكم من العذاب .
والنكير : اسم مصدر أنكر أي ما لكم إنكار لما جوزيتم به أي لا يسعكم إلا الاعتراف دون تنصل .
( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ ) الفاء للتفريع على قوله ( استجيبوا لربكم ) الآية وهو جامع لما تقدم كما علمت إذ أمر الله نبيه بدعوتهم للإيمان من قوله في أول السورة ( وكذلك أوحينا إليك قرءانا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ) ثم قوله ( فلذلك فادع واستقم ) . وما تخلل ذلك واعترضه من تضاعيف الأمر الصريح والضمني إلى قوله ( استجيبوا لربكم ) . الآية . ثم فرع على ذلك كله إعلام الرسول صلى الله عليه وسلم بمقامه وعمله إن أعرض معرضون من الذين يدعوهم وبمعذرته فيما قام به وأنه غير مقصر وهو تعريض بتسليته على ما لاقاه منهم والمعنى : فإن أعرضوا بعد هذا كله فما أرسلناك حفيظا عليهم ومتكفلا بهم إذ ما عليك إلا البلاغ .
وإذ قد كان ما سبق من الأمر بالتبليغ والدعوة مصدرا بقوله أوائل السورة ( والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل ) لا جرم ناسب أن يفرع على تلك الأوامر بعد تمامها مثل ما قدم لها فقال ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ ) .
وهذا الارتباط هو نكتة الالتفات من الخطاب الذي في قوله ( استجيبوا لربكم ) الآية إلى الغيبة في قوله هنا ( فإن أعرضوا ) وإلا لقيل : فإن أعرضتم .
والحفيظ تقدم في صدر السورة وقوله ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) ليس هو جواب الشرط في المعنى ولكنه دليل عليه وقائم مقامه إذ المعنى : فإن أعرضوا فلست مقصرا في دعوتهم ولا عليك تبعة صدهم إذ ما أرسلناك حفيظا عليهم بقرينة قوله ( إن عليك إلا البلاغ ) .
وجملة ( إن عليك إلا البلاغ ) بيان لجملة ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) باعتبار أنها دالة على جواب الشرط المقدر .
و ( إن ) الثانية نافية . والجمع بينها وبين ( إن ) الشرطية في هذه الجملة جناس تام .
والبلاغ : التبليغ وهو اسم مصدر وقد فهم من الكلام أنه قد أدى ما عليه من البلاغ لأن قوله ( فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا ) دل على نفي التبعة عن النبي صلى الله عليه وسلم من إعراضهم وأن الإعراض هو الإعراض عن دعوته فاستفيد أنه قد بلغ الدعوة ولولا ذلك ما أثبت لهم الإعراض