وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فهذا الخبر مستعمل في إظهار المسرة والبهجة بالسلامة مما لحق الظالمين أي قالوه تحدثا بالنعمة واغتباطا بالسلامة يقوله كل أحد منهم أو يقوله بعضهم لبعض .
وإنما جيء بحرف ( إن ) مع أن القائل لا يشك في ذلك والسامع لا يشك فيه للاهتمام بهذا الكلام إذ قد تبينت سعادتهم في الآخرة وتوفيقهم في الدنيا بمشاهدة ضد ذلك في معانديهم .
والتعريف في ( الخاسرين ) تعريف الجنس أي لا غيرهم . والمعنى : أنهم الأكملون في الخسران وتسمى " أل " هذه دالة على معنى الكمال وهو مستفاد من تعريف الجزءين المفيد للقصر الادعائي حيث نزل خسران غيرهم منزلة عدم الخسران . فالمعنى : لا خسران يشبه خسرانهم فليس في قوله ( إن الخاسرين ) إظهار في مقام الإضمار كما توهم وقد تقدم نظيره في قوله ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) في سورة الزمر .
والخسران : تلف مال التاجر واستعير هنا لانتفاء الانتفاع بما كان صاحبه يعده للنفع فإنهم كانوا يأملون نعيم أنفسهم والأنس بأهليهم حيثما اجتمعوا فكشف لهم في هذا الجمع عن انتفاء الأمرين أو لأنهم كانوا يحسبون أن لا يحيوا بعد الموت فحسبوا أنهم لا يلقون بعده ألما ولا توحشهم فرقة أهليهم فكشف لهم ما خيب ظنهم فكانوا كالتاجر الذي أمل الربح فأصابه الخسران .
وقوله ( يوم القيامة ) يتعلق بفعل ( خسروا ) لا بفعل ( قال ) .
وجملة ( ألا إن الظالمين في عذاب مقيم ) تذييل للجمل التي قبلها من قوله ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب ) الآيات . لأن حالة كونهم في عذاب مقيم أعم من حالة تلهفهم على أن يردوا إلى الدنيا وذلهم وسماعهم الذم .
وإعادة لفظ ( الظالمين ) إظهار في مقام الإضمار اقتضاه أن شأن التذييل أن يكون مستقل الدلالة على معناه لأنه كالمثل . وليست هذه الجملة من قول المؤمنين إذ لا قبل للمؤمنين بأن يحكموا هذا الحكم على أن أسلوب افتتاحه يقتضي أنه كلام من بيده الحكم يوم القيامة وهو ملك يوم الدين فهو كلام من جانب الله أي وهم مع الندم وذلك الذل والخزي بسماع ما يكرهون في عذاب مستمر .
وافتتحت الجملة بحرف التنبيه لكثرة ذلك في التذييلات لأهميتها .
والمقيم : الذي لا يرتحل . ووصف به العذاب على وجه الاستعارة شبه المستمر الدائم بالذي اتخذ دار إقامة لا يبرحها .
( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ) عطف على جملة ( إلا إن الظالمين في عذاب مقيم ) أي هم في عذاب دائم لا يجدون منه نصيرا . وهو رد لمزاعمهم أن آلهتهم تنفعهم عند الله .
وجملة ( ينصرونهم ) صفة ل ( أولياء ) للدلالة على أن المراد هنا ولاية خاصة وهي ولاية النصر كما كان قوله سابقا ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) مرادا به ولاية الإرشاد .
و ( من ) زائدة في النفي لتأكيد نفي الولي لهم .
وقوله ( من دون الله ) صفة ثانية ل ( أولياء ) وهي صفة كاشفة .
و ( من ) زائدة لتأكيد تعلق ظرف ( دون ) بالفعل .
( ومن يضلل الله فما له من سبيل [ 46 ] ) تذييل لجملة ( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم ) وتقدم آنفا الكلام على نظيره وهو ( ومن يضلل فما له من ولي من بعده ) .
و ( سبيل ) نكرة في سياق النفي فيعم كل سبيل مخلص من الضلال ومن آثاره والمقصود هنا ابتداء هو سبيل الفرار من العذاب المقيم كما يقتضيه السياق . وبذلك لم يكن ما هنا تأكيدا لما تقدم من قوله ( ومن يضلل فما له من ولي من بعده ) .
( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير [ 47 ] ) بعد أن قطع خطابهم عقب قوله ( فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا ) بما تخلص به إلى الثناء على فرق المؤمنين وما استتبع ذلك من التسجيل على المشركين بالضلالة والعذاب ووصف حالهم الفظيع عاد الكلام إلى خطابهم بالدعوة الجامعة لما تقدم طلبا لتدارك أمرهم قبل الفوات فاستؤنف الكلام استئنافا فيه معنى النتيجة للمواعظ المتقدمة لأن ما تقدم من الزواجر يهيئ بعض النفوس لقبول دعوة الإسلام