وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإضلال الله المرء : خلقه غير سريع للاهتداء أو غير قابل له وحرمانه من تداركه إياه بالتوفيق كلما توغل في الضلالة فضلاله من خلق الله وتقدير الله له والله دعا الناس إلى الهداية بواسطة رسله وشرائعه قال تعالى ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) أي يدعو كل عاقل ويهدي بعض من دعاهم .
و ( من ) شرطية والفاء في ( فما له من ولي ) رابطة للجواب . ونفي الولي كناية عن نفي أسباب النجاة عن الضلالة وعواقب العقوبة عليها لأن الولي من خصائصه نفع مولاه بالإرشاد والانتشال فنفي الولي يدل بالالتزام على احتياج إلى نفعه مولاه وذلك يستلزم أن مولاه في عناء وعذاب كما دل عليه قوله عقبه ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب ) الآية . فهذه كناية تلويحية وقد جاء صريح هذا المعنى في قوله ( ومن يضلل الله فما له من هاد ) في سورة الزمر وقوله ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) الآتي في هذه السورة .
وضمير ( بعده ) راجع إلى اسم الجلالة أي من بعد الله كقوله تعالى ( فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) في سورة الجاثية .
ومعنى ( بعد ) هنا معنى ( دون ) أو ( غير ) استعير لفظ ( بعد ) لمعنى ( دون ) لأن ( بعد ) موضوع لمن يخلف غائبا في مكانه أو في عمله فشبه ترك الله الضال في ضلاله بغيبة الولي الذي يترك مولاه دون وصي ولا وكيل لمولاه وتقدم في قوله تعالى ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) في سورة الأعراف وقوله ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) في سورة يونس .
و ( من ) زائدة للتوكيد . ومن مواضع زيادتها أن تزاد قبل الظروف غير المتصرفة قال الحريري " وما منصوب على الظرف لا يخفضه سوى حرف " .
( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل [ 44 ] ) عطف على جملة ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) وهذا تفصيل وبيان لما أجمل في الآيتين المعطوف عليهما وهما قوله ( ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ) وقوله ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) .
والمعنى : أنهم لا يجدون محيصا ولا وليا فلا يجدون إلا الندامة على ما فات فيقولوا ( هل إلى مرد من سبيل ) .
والاستفهام بحرف ( هل ) إنكاري في معنى النفي فلذلك أدخلت ( من ) الزائدة على ( سبيل ) لأنه نكرة في سياق النفي .
والمرد : مصدر ميمي للرد والمراد بالرد : الرجوع يقال : رده إذا أرجعه .
ويجوز أن يكون ( مرد ) بمعنى الدفع أي هل إلى رد العذاب عنا الذي يبدو لنا سبيل حتى لا نقع فيه فهو في معنى ( إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ) في سورة الطور .
والخطاب في ( ترى ) لغير معين أي تناهت حالهم في الظهور فلا يختص به مخاطب أو الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم تسلية له على ما لاقاه منهم من التكذيب .
والمقصود : الإخبار بحالهم أولا والتعجيب منه ثانيا فلم يقل : والظالمون لما رأوا العذاب يقولون وإنما قيل ( وترى الظالمين ) للاعتبار بحالهم .
ومجيء فعل ( رأوا العذاب ) بصيغة الماضي للتنبيه على تحقيق وقوعه فالمضي مستعار للاستقبال تشبيها للمستقبل بالماضي في التحقق والقرينة فعل ( ترى ) الذي هو مستقبل إذ ليست الرؤية المذكورة بحاصلة في الحال فكأنه قيل : لما يرون العذاب .
وجملة ( يقولون ) حال من ( الظالمين ) أي تراهم قائلين فالرؤية مقيدة بكونها في حال قولهم ذلك أي في حال سماع الرائي قولهم .
( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي ) أعيد فعل ( ترى ) للاهتمام بهذه الرؤية وتهويلها كما أعيد فعل ( تلاقوا ) في قول وداك بن ثميل المازني : .
رويدا بني شيبان بعض وعيدكم ... تلاقوا غدا خيلي على سفوان .
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى ... إذا ظهرت في المأزق المتداني والعرض : أصله إظهار الشيء وإراءته للغير ولذلك كان قول العرب : عرضت البعير على الحوض معدودا عند علماء اللغة وعلماء المعاني من قبيل القلب في التركيب ثم تتفرع عليه إطلاقات عديدة متقاربة دقيقة تحتاج إلى تدقيق .
A E