وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( بغير الحق ) متعلق ب ( يبغون ) وهو لكشف حالة البغي لإفادة مذمته إذ لا يكون البغي إلا بغير الحق فإن مسمى البغي هو الاعتداء على الحق وأما الاعتداء على المبطل لأجل باطله فلا يسمى بغيا ويسمى اعتداء قال تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ويقال : استعدى فلان الحاكم على خصمه أي طلب منه الحكم عليه .
وجملة ( أولئك لهم عذاب أليم ) بيان لجملة ( إنما السبيل على الذين يظلمون ) إن أريد ب ( السبيل ) في قوله ( ما عليهم من سبيل ) سبيل العقاب في الآخرة أو بدل اشتمال منها إن أريد ب ( السبيل ) هنالك ما يشمل الملام في الدنيا أي السبيل الذي عليهم هو أن لهم عذابا أليما جزاء ظلمهم وبغيهم .
وحكم هذه الآية يشمل ظلم المشركين للمسلمين ويشمل ظلم المسلمين بعضهم بعضا ليتناسب مضمونها مع جميع ما سبق .
وجيء باسم الإشارة للتنبيه على أنهم أحرياء بما يذكر بعد اسم الإشارة لأجل ما ذكر قبله مع تمييزهم أكمل تمييز بهذا الوعيد .
( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [ 43 ] ) عطف على جملة ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) وموقع هذه الجملة موقع الاعتراض بين جملة ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ) وجملة ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) .
وهذه الجملة تفيد بيان مزية المؤمنين الذين تحملوا الأذى من المشركين وصبروا عليه ولم يؤاخذوا به من آمن ممن آذوهم مثل أخت عمر بن الخطاب قبل إسلامه ومثل صهره سعيد بن زيد فقد قال " لقد رأيتني وأن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر " فكان في صبر سعيد خير دخل به عمر في الإسلام ومزية المؤمنين الذين يصبرون على ظلم إخوانهم ويغفرون لهم فلا ينتصفون منهم ولا يستعدون عليهم على نحو ما تقدم في مسألة التحلل عند قوله تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) .
واللام الداخلة على ( من ) لام ابتداء و ( من ) موصولة . وجملة ( إن ذلك لمن عزم الأمور ) خبر عن ( من ) الموصولة ولام ( لمن عزم الأمور ) لام الابتداء التي تدخل على خبر ( إن ) وهي من لامات الابتداء .
وقد اشتمل هذا الخبر على أربعة مؤكدات هي : اللام وإن ولام الابتداء والوصف بالمصدر في قوله ( عزم الأمور ) تنويها بمضمونه وزيد تنويها باسم الإشارة في قوله ( إن ذلك ) فصار فيه خمسة اهتمامات .
والعزم : عقد النية على العمل والثبات على ذلك والوصف بالعزم مشعر بمدح الموصوف لأن شأن الفضائل أن يكون عملها عسيرا على النفوس لأنها تعاكس الشهوات ومن ثم وصف أفضل الرسل بأولي العزم .
والأمور : جمع أمر . والمراد به هنا : الخلال والصفات وإضافة ( عزم ) إلى ( الأمور ) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي من الأمور العزم .
ووصف ( الأمور ) ب ( العزم ) من الوصف بالمصدر للمبالغة في تحقق المعنى فيها وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل أي الأمور العازمة العازم أصحابها مجازا عقليا .
والإشارة ب ( ذلك ) إلى الصبر والغفران المأخوذين من ( صبر وغفر ) والمتحملين لضمير ( من ) الموصولة فيكون صوغ المصدر مناسبا لما معه من ضمير والتقدير : إن صبره وغفره لمن عزم الأمور .
وهذا ترغيب في العفو والصبر على الأذى وذلك بين الأمة الإسلامية ظاهر وأما مع الكافرين فتعتريه أحوال تختلف بها أحكام الغفران وملاكها أن تترجح المصلحة في العفو أو في المؤاخذة .
( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) بعد أن حكي أصنافا من كفر المشركين وعنادهم وتكذيبهم ثم ذكرهم بالآيات الدالة على انفراد الله تعالى بالإلهية وما في مطاويها من النعم وحذرهم من الغرور بمتاع لدنيا الزائل أعقبه بقوله ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) وهو معطوف على قوله ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ) .
والمعنى : أن فيما سمعتم هداية لمن أراد الله له أن يهتدي وأما من قدر الله عليه بالضلال فما له من ولي غير الله يهديه أو ينقذه فالمراد نفي الولي الذي يصلحه ويرشده كقوله ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) فالمراد هنا ابتداء معنى خاص من الولاية .
A E