وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما قراءة النصب فهي عند سيبويه وجمهور النحاة على العطف على فعل مدخول للام التعليل وتضمن ( أن ) بعده . والتقدير : لينتقم منهم ويعلم الذين يجادلون الخ . وسموا هذه الواو واو الصرف لأنها تصرف ما بعدها عن أن يكون معطوفا على ما قبلها إلى أن يكون معطوفا على فعل متصيد من الكلام وهذا قول سيبويه في باب ما يرتفع بين الجزمين وينجزم بينهما وتبعه في الكشاف وذهب الزجاج إلى أن الواو واو المعية التي ينصب الفعل المضارع بعدها ب ( أن ) مضمرة .
ويجوز أن يجعل الخبر مستعملا في مقاربة المخبر به كقولهم : قد قامت الصلاة فلما كان علمهم بذلك يوشك أن يحصل نزل منزلة الحاصل فأخبر عنهم به وعلى هذا الوجه يكون إنذارا بعقاب يحصل لهم قريب وهو عذاب السيف والأسر يوم بدر .
وذكر فعل ( يعلم ) للتنويه والاعتناء بالخبر كقوله تعالى ( واعلموا أنكم ملاقوه ) في سورة البقرة وقوله ( واعلموا أنما غنمتم من شيء ) في سورة الأنفال وقول النبي A حين رأى أبا مسعود الأنصاري يضرب غلاما له فناداه : " اعلم أبا مسعود ! اعلم أبا مسعود قال أبو مسعود : فالتفت فإذا هو رسول الله A فإذا هو يقول : اعلم أبا مسعود فألقيت السوط من يدي فقال لي : إن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام " رواه مسلم أواخر كتاب الإيمان . وتقدم معنى ( الذين يجادلون في آياتنا ) في هذه السورة .
و ( ما ) نافية وهي معلقة لفعل ( يعلم ) عن نصب المفعولين .
والمحيص : مصدر ميمي من حاص إذا أخذ في الفرار ومال في سيره وفي حديث أبي سفيان في وصف مجلس هرقل " فحاصوا حيصة حمر الوحش وأغلقت الأبواب " . والمعنى : ما لهم من فرار ومهرب من لقاء الله . والمراد : ما لهم من محيد ولا ملجأ . وتقدم في قوله تعالى ( ولا يجدون عنها محيصا ) في سورة النساء .
( فما أوتيتم من شيء فمتع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون [ 36 ] ) تفريع على جملة ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا ) إلى آخرها فإنها اقتضت وجود منعم عليه ومحروم فذكروا بأن ما أوتوه من رزق هو عرض زائل وأن الخير في الثواب الذي ادخره الله للمؤمنين مع المناسبة لما سبقه من قوله : ( ويعف عن كثير ) من سلامة الناس من كثير من أهوال الأسفار البحرية فإن تلك السلامة نعمة من نعم الدنيا ففرعت عليه الذكرى بأن تلك النعمة الدنيوية نعمة قصيرة الزمان صائرة إلى الزوال فلا يجعلها الموفق غاية سعيه وليسع لعمل الآخرة الذي يأتي بالنعيم العظيم الدائم وهو النعيم الذي ادخره الله عنده لعباده المؤمنين الصالحين .
والخطاب في قوله ( أوتيتم ) للمشركين جريا على نسق الخطاب السابق في قوله ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) وقوله ( وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) وينسحب الحكم على المؤمنين بلحن الخطاب ويجوز أن يكون الخطاب لجميع الأمة فالفاء الأولى للتفريع و ( ما ) موصولة ضمنت معنى الشرط والفاء الثانية في قوله ( فمتاع الحياة الدنيا ) داخلة على خبر ( ما ) الموصولة لتضمنها معنى الشرط وإنما لم نجعل ( ما ) شرطية لأن المعنى على الإخبار لا على التعليق وإنما تضمن معنى الشرط وهو مجرد ملازمة الخبر لمدلول اسم الموصول كما تقدم نظيره آنفا في قوله ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) في قراءة غير نافع وابن عامر .
ويتعلق قوله ( للذين أمنوا خير وأبقى ) على وجه التنازع واتبعت صلة ( الذين أمنوا ) بما يدل على عملهم بإيمانهم في اعتقاده فعطف على الصلة أنهم يتوكلون على ربهم دون غيره . وهذا التوكل إفراد لله بالتوجه إليه في كل ما تعجز عنه قدرة العبد فإن التوجه إلى غيره في ذلك ينافي التوحيد لأن المشركين يتوكلون على آلهتهم أكثر من توكلهم على الله ولكون هذا متمما لمعنى ( الذين أمنوا ) عطف على الصلة ولم يؤت معه باسم موصول بخلاف ما ورد بعده .
( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون [ 37 ] ) A E