وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والآيات : الأدلة الدالة على الحق .
A E والجواري : جمع جارية صفة لمحذوف دل عليه ذكر البحر أي السفن الجواري في البحر كقوله تعالى في سورة الحاقة ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ) . وعدل عن : الفلك إلى ( الجواري ) إيماء إلى محل العبرة لأن العبرة في تسخير البحر لجريها وتفكير الإنسان في صنعها .
والأعلام : جمع علم وهو الجبل والمراد : بالجواري السفن العظيمة التي تسع ناسا كثيرين والعبرة بها أظهر والنعمة بها أكثر .
وكتبت كلمة ( الجوار ) في المصحف بدون ياء بعد الراء ولها نظائر كثيرة في القرآن في الرسم والقراءة وللقراء في أمثالها اختلاف وهي التي تدعي عند علماء القراءات بالياءات الزوائد .
وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ( الجواري ) في هذه السورة بإثبات الياء في حالة الوصل وبحذفها في حالة الوقف . وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الحالين . وقرأ الباقون بحذفها في الحالين .
وإسكان الرياح : قطع هبوبها فإن الريح حركة وتموج في الهواء فإذا سكن ذلك التموج فلا ريح .
وقرأ نافع ( الرياح ) بلفظ الجمع . وقرأه الباقون ( الريح ) بلفظ المفرد . وفي قراءة الجمهور ما يدل على أن الريح قد تطلق بصيغة الإفراد على ريح الخير وما قيل : إن الرياح للخير والريح للعذاب في القرآن هو غالب لا مطرد . وقد قرئ في آيات أخرى الرياح والريح في سياق الخير دون العذاب .
وقرأ الجمهور ( يشأ ) بهمزة ساكنة . وقرأه ورش عن نافع من طريق الأصفهاني بألف على أنه تخفيف للهمزة .
والرواكد : جمع راكدة والركود : الاستقرار والثبوت .
والظهر : الصلب للإنسان والحيوان ويطلق على أعلى الشيء إطلاقا شائعا . يقال : ظهر البيت أي سطحه وتقدم في قوله تعالى ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ) . وأصله : استعارة فشاعت حتى قاربت الحقيقة فظهر البحر سطح مائه البادي للناظر كما أطلق ظهر الأرض على ما يبدو منها قال تعالى ( ما ترك على ظهرها من دابة ) .
وجعل ذلك آية لكل صبار شكور لأن في الحالتين خوفا ونجاة والخوف يدعو إلى الصبر والنجاة تدعو إلى الشكر . والمراد : أن في ذلك آيات لكل مؤمن متخلق بخلق الصبر على الضراء والشكر للسراء فهو يعتبر بأحوال الفلك في البحر اعتبارا يقارنه الصبر أو الشكر .
وإنما جعل ذلك آية للمؤمنين لأنهم الذين ينتفعون بتلك الآية فيعلمون أن الله منفرد بالإلهية بخلاف المشركين فإنها تمر بأعينهم فلا يعتبرون بها .
وقوله ( أو يوبقهن ) عطف على جزاء الشرط .
و ( يوبقهن ) : يهلكهن . والإبياق : الإهلاك وفعله وبق كوعد . والمراد به هنا الغرق فيجوز أن يكون ضمير جماعة الإناث عائدا إلى ( الجواري ) على أن يستعار الإبياق للإغراق لأن الإغراق إتلاف . ويجوز أن يكون الضمير عائدا إلى الراكبين على تأويل معاد الضمير بالجماعات بقرينة قوله ( بما كسبوا ) فهو كقوله ( وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ) .
والباء للسببية وهو في معنى قوله ( وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ) .
( ويعف عن كثير ) عطف على ( يوبقهن ) فهو في معنى جزاء للشرط المقدر أي وإن يشأ يعف عن كثير فلا يوبقهم مع استحقاقهم أن يوبقوا . وهذا العطف اعتراض .
( ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص [ 35 ] ) قرأ نافع وابن عامر ويعقوب برفع ( ويعلم ) على أنه كلام مستأنف . وقرأه الباقون بالنصب .
فأما الاستئناف على قراءة نافع وابن عامر ويعقوب فمعناه أنه كلام آنف لا ارتباط له بما قبله وذلك تهديد للمشركين بأنهم لا محيص لهم من عذاب الله لأنه لما قال ( ومن آياته الجواري في البحر ) صار المعنى : ومن آيات انفراده بالإلهية الجواري في البحر . والمشركون يجادلون في دلائل الوحدانية بالإعراض والانصراف عن سماعها فهددهم الله بأن أعلمهم أنهم لا محيص لهم أي من عذابه فحذف متعلق المحيص إبهاما له تهويلا للتهديد لتذهب النفس كل مذهب ممكن فيكون قوله ( ويعلم الذين يجادلون ) خبرا مرادا به الإنشاء والطلب فهو في قوة : وليعلم الذين يجادلون أو اعلموا يا من يجادلون وليس خبرا عنهم لأنهم لا يؤمنون بذلك حتى يعلموه .
A E