وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقوله ( ويعفو عن كثير ) عطف على جملة ( وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ) وضمير ( يعفو ) عائد إلى ما عاد إليه ضمير ( ومن آياته خلق السماوات ) . وهذا يشير إلى ما يتراءى لنا من تخلف إصابة المصيبة عن بعض الذين كسبت أيديهم جرائم ومن ضد ذلك مما تصيب المصائب بعض الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهو إجمال يبينه على الجملة أن ما يعلمه الله من أحوال عبادة وما تغلب من حسناتهم على سيئاتهم وما تقتضيه حكمة الله من إمهال بعض عباده أو من ابتلاء بعض المقربين وتلك مراتب كثيرة وأحوال مختلفة تتعارض وتتساقط والموفق يبحث عن الأسباب فإن أعجزته فوض العلم إلى الله .
والمعنى : أنه تعالى يعفو أي يصفح فلا يصيب كثيرا من عباده الذين استحقوا جزاء السوء بعقوبات دنيوية لأنه يعلم أن ذلك أليق بهم . فالمراد هنا : العفو عن المؤاخذة في الدنيا ولا علاقة لها بجزاء الآخرة فإن فيه أدلة أخرى من الكتاب والسنة .
و ( كثير ) صفة لمحذوف أي عن خلق أو ناس .
( وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير [ 31 ] ) عطف على جملة ( ويعفو عن كثير ) وهو احتراس أي يعفو عن قدرة فإنكم لا تعجزونه ولا تغلبونه ولكن يعفو تفضلا .
والمعجز : الغالب غيره بانفلاته من قبضته .
والمعنى : ما أنتم بفالتين من قدرة الله . والخطاب للمشركين .
والمعنى : أن الله أصابكم بمصيبة القحط ثم عفا عنكم برفع القحط عنكم وما أنتم بمفلتين من قدرة الله إن شاء أن يصيبكم فهو من معنى قوله ( إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ) وقول النبي A لأبي سفيان حين دعا برفع القحط عنهم ( تعودون بعد ) وقد عادوا فأصابهم الله ببطشة بدر قال ( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) .
وتقييد النفي بقوله ( في الأرض ) لإرادة التعميم أي في أي مكان من الأرض لئلا يحسبوا أنهم في منعة بحلولهم في مكة التي أمنها الله تعالى وذلك أن العرب كانوا إذا خافوا سطوة ملك أو عظيم سكنوا الجهات الصعبة كما قال النابغة ذاكرا تحذيره قومه من ترصد النعمان بن المنذر لهم وناصحا لهم ؛ .
إما عصيت فإني غير منفلت ... مني اللصاب فجنبا حرة النار .
أو أضع البيت في صماء مضلمة ... من المظالم تدعى أم صار .
تدافع الناس عنا حين نركبها ... تقيد العير لا يسري بها الساري وجيء بالخبر جملة اسمية في قوله ( وما أنتم بمعجزين ) للدلالة على ثبات الخبر ودوامه أي نفي إعجازهم ثابت لا يتخلف فهم في مكنة خالقهم .
ولما أفاد قوله ( وما أنتم بمعجزين في الأرض ) أن يكون لهم منجى من سلطة الله بنفي أن يكون لهم ملجأ يلجأون إليه لينصرهم ويقيهم من عذاب الله فقال ( وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) أي ليس لكم ولي يتولاكم فيمنعكم من سلطان الله ولا نصير ينصركم على الله إن أراد إصابتكم فتغلبونه فجمعت الآية نفي ما هو معتاد بينهم من وجوه الوقاية .
و ( من دون الله ) ظرف مستقر هو خير ثان عن ( ولي ) و ( نصير ) والخير الأول هو ( لكم ) . وتقديم الخبرين للاهتمام بالخبر ولتعجيل بأسهم من ذلك .
( ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام [ 32 ] إن يشأ يسكن الرياح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور [ 33 ] أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير [ 34 ] ) لما جرى تذكيرهم بأن ما أصابهم من مصيبة هو مسبب عن اقتراف أعمالهم وتذكيرهم بحلول المصائب تارة وكشفها تارة أخرى بقوله ( ويعفو عن كثير ) وأعقب بأنهم في الحالتين غير خارجين عن قبضة القدرة الإلهية سيق لهم ذكر هذه الآية جامعة مثالا لإصابة المصائب وظهور مخائلها المخيفة المذكرة بما يغفلون عنه من قدرة الله والتي قد تأتي بما أنذروا به وقد تنكشف عن غير ضر ودليلا على عظيم قدرة الله تعالى وأه لا محيص عن إصابة ما أراده وإدماجا للتذكير بنعمة السير في البحر وتسخير البحر للناس فإن ذلك نعمة قال تعالى ( والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ) في سورة البقرة فكانت هذه الجملة اعتراضا مثل جملة ( ومن آياته خلق السماوات والأرض )