وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي سنن الترمذي : أن رسول الله A قال ( لا تصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ) . وهو ينظر إلى تفسير هذه الآية وأما جاء على وجه الجزئية فمنه قوله تعالى حكاية عن نوح ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) وقوله حكاية عنه ( أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ) في سورة نوح . وقوله خطابا لبني إسرائيل ( فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ) الآية في سورة البقرة وقوله ( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ) وقال حكاية عن موسى ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب ) في الأعراف وقال في فرعون ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) وقال في المنافقين ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ) في براءة .
وفي حديث الترمذي قال النبي " نقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكروهات وانتظار الصلاة بعد الصلاة من يحافظ عليهن عاش بخير ومات بخير " وفي باب العقوبات من آخر سنن ابن ماجه عن النبي A " وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " .
وفي البخاري قال خباب بن الأرت " إنا آمنا بالله وجاهدنا في سبيله فوجب أجرنا على الله فمنا من ذهب لم يأخذ من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير مات وما ترك الا... كنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فأمرنا رسول الله A أن نغطي بها رأسه ونضع على رجليه من الإذخر ومنهم من عجلت له ثمرته فهو يهدبها " .
وإذا كانت المصيبة في الدنيا تكون جزاء على فعل الشر فكذلك خيرات الدنيا قد تكون جزاء على فعل الخير قال تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) وقال حكاية عن إخوة يوسف ( قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) أي مذنبين أي وأنت لم تكن خاطئا وقال ( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ) في آل عمران وقال ( وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) في سورة الكهف وقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) إلى قوله ( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) في سورة النور .
وهذا كله لا ينقض الجزاء في الآخرة فمن أنكروا ذلك وقالوا : إن الجزاء إنما يحصل يوم القيامة لقوله تعالى ( ملك يوم الدين ) أي يوم الجزاء وإنما الدنيا دار تكليف والآخرة دار الجزاء فالجواب عن قولهم : هو أنه ليس كون ما يصيب من الشر والخير في الدنيا جزاء على عمل بمطرد ولا متعين له فإن لذلك أسبابا كثيرة وتدفعه أو تدفع بعضا منه جوابر كثيرة والله يقدر ذلك استحقاقا ودفعا ولكنه مما يزيده الله به الجزاء إن شاء .
وقد تصيب الصالحين نكبات ومصائب وآلام فتكون بلوى وزيادة في الأجر ولما لا يعلمه إلا الله وقد تصيب المسرفين خيرات ونعم إمهالا واستدراجا ولأسباب غير ذلك مما لا يحصيه إلا الله وهو أعلم بخفايا خلقه ونواياهم ومقادير أعمالهم من حسنات وسيئات واستعداد نفوسهم وعقولهم لمختلف مصادر الخير والشر قال تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وه معرضون ) .
ومما اختبط فيه ضعفاء المعرفة وقصار الأنظار أن زعم أهل القول بالتناسخ أن هذه المصائب التي لا نرى لها أسبابا والخيرات التي تظهر في مواطن تحف بها مقتضيات الشرور إنما هي بسبب جزاء الأرواح المودعة في الأجسام التي نشاهدها على ما كانت أصابته من مقتضيات الأحوال التي عرضت لها في مرآنا قبل أن توضع في هذه الأجساد التي نراها وقد عموا عما يرد على هذا الزعم من سؤال عن سبب إيداع الأرواح الشريرة في الأجساد الميسرة للصالحات والعكس فبئس ما يفترون .
A E