وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والدابة : ما يدب على الأرض أي يمشي فيشمل الطير لأن الطير يمشي إذا نزل وهو مما أريد في قوله هنا ( فيهما ) أي في الأرض وفي السماء أي بعض ما يسمى بالسماء وهو الجو وهو ما يلوح للناظر مثل قبة زرقاء على الأرض في النهار قال تعالى ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ) فإطلاق الدابة على الطير باعتبار أن الطير يدب على الأرض كثيرا لالتقاط الحب وغير ذلك .
وأما الموجودات التي في السماوات العلى من الملائكة والأرواح فلا يطلق عليها اسم دابة . ويجوز أن تكون في بعض السماوات موجودات تدب فيها فإن الكواكب من السماوات . والعلماء يترددون في إثبات سكان في الكواكب وجوز بعض العلماء المتأخرين أن في كوكب المريخ سكانا وقال تعالى ( ويخلق ما لا تعلمون ) على أنه قد يكون المراد من الظرفية في قوله ( فيهما ) ظرفية المجموع لا الجميع أي ما بث في مجموع الأرض والسماء من دابة فالدابة إنما هي على الأرض ولما ذكرت الأرض والسماء مقترنتين وجاء ذكر الدواب جعلت الدواب مظروفة فيهما لأن الأرض محوطة بالسماوات ومتخيلة منها كالمظروف في ظرفه والمظروف في ظرف مظروف في ظرف مظروفه كما قال تعالى ( مرج البحرين يلتقيان ) ثم قال : ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) واللؤلؤ والمرجان يخرجان من أحد البحرين وهو البحر الملح لا من البحر العذب .
وجملة ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) معترضة في جملة الاعتراض لإدماج إمكان البعث في عرض الاستدلال على عظيم قدرة الله وعلى تفرده بالإلهية .
والمعنى : أن القادر على خلق السماوات والأرض وما فيهما عن عدم قادر على إعادة خلق بعض ما فيهما للبعث والجزاء لأن ذلك كله سواء في جواز تعلق القدرة به فكيف تعدونه محالا .
وضمير الجماعة في قوله ( جمعهم ) عائد إلى ما بث فيهما من دابة باعتبار أن الذي تتعلق الإرادة بجمعه في الحشر للجزاء هم العقلاء من الدواب أي الإنس .
والمراد ب ( جمعهم ) حشرهم للجزاء قال تعالى ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ) .
وقد ورد في أحاديث في الصحيح " أن بعض الدواب تحشر للانتصاف ممن ظلمها " . و ( إذا ) ظرف للمستقبل وهو هنا مجرد عن تضمن الشرطية فالتقدير : حين يشاء في مستقبل الزمان وهو متعلق ب ( جمعهم ) . وهذا الظرف إدماج ثان لإبطال استدلالهم بتأخر يوم البعث على أنه لا يقع كما حكي عنهم في قوله تعالى ( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا ) و ( يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) .
( وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير [ 30 ] ) لما تضمنت المنة بإنزال الغيث بعد القنوط أن القوم أصابهم جهد من القحط بلغ بهم مبلغ القنوط من الغيث أعقبت ذلك بتنبيههم إلى أن ما أصابهم من ذلك البؤس هو جزاء على ما اقترفوه من الشرك تنبيها يبعثهم ويبعث الأمة على أن يلاحظوا أحوالهم نحو امتثال رضى خالقهم ومحاسبة أنفسهم حتى لا يحسبوا أن الجزاء الذي أوعدوا به مقصور على الجزاء في الآخرة بل يعلموا أنه قد يصيبهم الله بما هو جزاء لهم في الدنيا ولما كان ما أصاب قريشا من القحط والجوع استجابة لدعوة النبي A عليهم كما تقدم وكانت تلك الدعوة ناشئة على ما لا قوة به من الأذى لا جرم كان ما أصابهم مسببا على ما كسبت أيديهم .
فالجملة عطف على جملة ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا ) وأطلق كسب الأيدي على الأفعال والأقوال المنكرة على وجه المجاز بعلاقة الإطلاق أي بما صدر منكم من أقوال الشرك ولأذى للنبي A وفعل المنكرات الناشئة عن دين الشرك .
والخطاب للمشركين ابتداء لأنهم المقصود من سياق الآيات كلها وهم أولى بهذه الموعظة لأنهم كانوا غير مؤمنين بوعيد الآخرة ويشمل المؤمنين بطريق القياس وبما دل على شمول هذا الحكم لهم من الأخبار الصحيحة ومن آيات أخرى .
A E