وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وخصها بالذكر دون غيرها من النعم الدنيوية لأنها نعمة لا يختلف الناس فيها لأنها أصل دوام الحياة بإيجاد الغذاء الصالح للناس والدواب وبهذا يظهر وقع قوله ( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة ) عقب قوله هنا ( وهو الذي ينزل الغيث ) .
واختيار المضارع في ( ينزل ) لإفادة تكرر التنزيل وتجديده .
والتعبير بالماضي في قوله ( من بعدما قنطوا ) للإشارة إلى حصول القنوط وتقرره بمضي زمان عليه .
والغيث : المطر الآتي بعد الجفاف سمي غيثا بالمصدر لأن به غيث الناس المضطرين وتقدم عنه قوله ( فيه يغاث الناس ) في سورة يوسف .
والقنوط : اليأس وتقدم عند قوله تعالى ( فلا تكن من القانطين ) في سورة الحجر . والمراد : من بعدما قنطوا من الغيث بانقطاع أمارات الغيث المعتادة وضيق الوقت عن الزرع .
وصيغة القصر في قوله ( وهو الذي ينزل الغيث ) تفيد قصر القلب لأن في السامعين مشركين يظنون نزول الغيث من تصرف الكواكب وفيهم المسلمون الغافلون نزلوا منزلة من يظن نزول الغيث منوطا بالأسباب المعتادة لنزول الغيث لأنهم كانوا في الجاهلية يعتقدون أن المطر من تصرف أنواء الكواكب .
وفي حديث زيد بن خالد الجهني قال " خطبنا رسول الله على إثر سماء كانت من الليل " فقال : أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قال قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال : " مطرنا بنوء كذا ونوء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " .
فهذا القصر بالنسبة للمشركين قصر قلب أصلي وهو بالنسبة للمسلمين قصر قلب تنزيلي .
والنشر : ضد الطي وتقدم عند قوله تعالى ( يلقاه منشورا ) في سورة الإسراء .
واستعير هنا للتوسيع والامتداد . والرحمة هنا : رحمته بالماء وقيل : بالشمس بعد المطر . وضمير ( من بعدما قنطوا ) عائد إلى ( عباده ) من قوله ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) .
وقد قيل : إن الآية نزلت بسبب رفع القحط عن قريش بدعوة النبي A بهم بذلك بعد أن دام عليهم القحط سبع سنين أكلوا فيها الجيف والعظام وهو المشار إليه بقوله في سورة الدخان ( إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون ) .
في الصحيح عن عبد الله بن مسعود " أن رسول الله A لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف . فأتاه أبو سفيان فقال : يا محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا . ثم قال : تعودون بعد " . وقد كان هذا في المدينة ويؤيده ما روي أن هذه الآية نزلت في استسقاء النبي A لما سأله الأعرابي وهو في خطبة الجمعة .
وفي رواية أن الذي كلمه هو كعب بن مرة وفي بعض الروايات في الصحيح أن النبي A قال : اللهم عليك بقريش اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف .
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ( ينزل ) بفتح النون وتشديد الزاي . وقرأه الباقون بسكون النون وتخفيف الزاي .
وذكر صفتي ( الولي الحميد ) دون غيرهما لمناسبتهما للإغائة لأن الولي يحسن إلى مواليه والحميد يعطي ما يحمد عليه . ووصف حميد فعيل بمعنى مفعول .
وذكر المهدوي تفسير ( ينشر رحمته ) بطلوع الشمس بعد المطر .
( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير [ 29 ] ) لما كان إنزال الغيث جامعا بين كونه نعمة وكونه آية دالة على بديع صنع الله تعالى وعظيم قدرته المقتضية انفراده بالإلهية انتقل من ذكره إلى ذكر آيات دالة على انفراد الله تعالى بالإلهية وهي آية خلق العوالم العظيمة وما فيها مما هو مشاهد للناس دون قصد الامتنان . وهذا الانتقال استطراد واعتراض بين الأغراض التي سياق الآيات فيها .
والآيات : جمع آية وهي العلامة والدليل على سيء . والسياق دال على أن المراد آيات الإلهية . والسماوات : العوالم العليا غير المشاهدة لنا والكواكب وما تجاوز الأرض من الجو . والأرض : الكرة التي عليها الحيوان والنبات . والبث : وضع الأشياء في أمكنة كثيرة .
A E