وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من الإذن لمحمد A هي آيات عقاب لمعانديه فمنها : آية الجوع سبع سنين حتى أكلوا الميتة وآية السيف يوم بدر إذ استأصل صناديد المكذبين من أهل الطائف وآية الأحزاب التي قال عنها ( يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) ثم قال ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيز ) .
( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا ) .
وفي إيثار ( قضي بالحق ) بالذكر دون غيره من نحو : ظهر الحق أو تبين الصدق ترشيح لما في قوله ( أمر الله ) من التعريض بأنه أمر انتصاف من المكذبين . ولذلك عطف عليه ( وخسر هنالك المبطلون ) أي خسر الذين جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق .
A E والخسران : مستعار لحصول الضر لمن أراد النافع كخسارة التاجر الذي أراد الربح فذهب رأس ماله وقد تقدم معناه غير مرة منها قول تعالى ( فما ربحت تجارتهم ) في أوائل سورة البقر . و ( هنالك ) أصله اسم إشارة إلى المكان واستعير هنا للإشارة إلي الزمان المعبر عنه ب ( إذا ) في قوله ( فإذا جاء أمر الله ) .
وفي هذه الاستعارة نكتة بديعية وهي الإيماء إلى أن المبطلين من قريش ستأتيهم الآية في مكان من الأرض وهو مكان بدر وغيره من مواقع إعمال السيف فيهم فكانت آيات محمد A حجة على معانديه أقوى من الآيات السماوية نحو الصواعق أو الريح وعن الآيات الأرضية نحو الغرق والخسف لأنها كانت مع مشاركتهم ومداخلتهم حتى يكون انغلابهم أقطع لحجتهم وأخزى لهم نظير آية عصا موسى مع عصي السحرة .
( الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون [ 79 ] ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون [ 80 ] ) انتقال من الامتنان على الناس بما سخر لأجلهم من نظام العوالم العليا والسفلى وبما منحهم من الإيجاد وتطوره وما في ذلك من الألطاف بهم وما أدمج فيه من الاستدلال على انفراده تعالى بالتصرف فكيف ينصرف عن عبادته الذين أشركوا به آلهة أخرى إلى الامتنان بما سخر لهم من الإبل لمنافعهم الجمة خاصة وعامة فالجملة استئناف سادس .
والقول في افتتاحها كالقول في افتتاح نظائرها السابقة باسم الجلالة أو بضميره .
والأنعام : الإبل والغنم والمعز والبقر . والمراد هنا : الإبل خاصة لقوله ( ولتبلغوا عليها حاجة ) وقوله ( وعليها وعلى الفلك تحملون ) وكانت الإبل غالب مكاسبهم .
والجعل : الوضع والتكمين والتهيئة فيحمل في كل مقام على ما يناسبه وفائدة الامتنان استدلال على دقيق الصنع وبليغ الحكمة كما دل عليه قوله ( ويريكم آياته ) أي في ذلك كله .
واللام في ( لكم ) لام التعليل أي لأجلكم وهو امتنان مجمل يشمل بالتأمل كل ما في الإبل لهم من منافع وهم يعلمونها إذا تذكروها وعدوها .
ثم فصل ذلك الإجمال بعض التفصيل بذكر المهم من النعم التي في الإبل بقوله ( لتركبوا منها ) إلى ( تحملون ) .
فاللام في ( لتكبوا منها ) لام كي وهي متعلقة ب ( جعل ) أي لركوبكم .
و ( من ) في الموضعين هنا للتبعيض وهي صفة لمحذوف يدل عليه ( من أي بعضا منها وهو ما أ'د للأسفار من الرواحل . ويتعلق حرف ( من ) ب ( تركبوا ) وتعلق ( من ) التبعيضية بالفعل تعلق ضعيف وهو الذي دعا التفتزاني إلى القول بأن ( من ) في مثله اسم بمعنى بعض وتقدم ذلك عند قوله تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله ) في سورة البقرة .
وأريد بالركوب هنا الركوب للراحة من تعب الرجلين في الحاجة القريبة بقرينة مقابلته بقوله ( ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم ) .
وجملة ( منها تأكلون ) في موضع الحال من ( الأنعام ) أو عطف على المعنى من جملة ( لتكبوا منها ) لأنها في قوة أن يقال : تكبون منها على وجه الاستئناف لبيان الإجمال الذي في ( جعل لكم الأنعام ) وعلى الاعتبارين فهي في حيز ما دخلت عليه لام كي فمعناها : ولتأكلوا منها