وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( فإما نرينك ) شرط اقترن حرف ( إن ) الشرطية بحرف ( ما ) الزائدة للتأكيد ولذلك لحقت نون التوكيد بفعل الشرط . وعطف عليه ( أو نتوفينك ) وهو فعل شرط ثان .
وجملة ( فإلينا يرجعون ) جواب لفعل الشرط الثاني لأن المعنى على أنه جواب له . وأما فعل الشرط الأول فجوابه محذوف دل عليه أول الكلام وهو قوله ( إن وعد الله حق ) وتقدير جوابه : فإما نرينك بعض الذي نعدهم فذاك أو نتوفينك فإلينا يرجعون أي فهم غير مفلتين مما نعدهم .
A E وتقدم نظير هذين الشرطين في سورة يونس إلا أن في سورة يونس ( فإلينا مرجعهم ) وفي سورة غافر ( فإلينا يرجعون ) والمخالفة بين الآيتين تفنن ولأن ما في يونس اقتضى تهديدهم بأن الله شهيد على ما يفعلون أي على ما بفعله الفريقان من قوله ( ومنهم من يستمعون إليك ) وقوله ( ومنهم من ينظر إليك ) فكانت الفاصلة حاصلة بقوله ( على ما يفعلون ) وأما هنا فالفاصلة معاقبة للشرط فاقتضت صوغ الرجوع بصيغة المضارع المختتم بواو ونون على أن ( مرجعهم ) معرف بالإضافة فهو مشعر بالمرجع المعهود وهو مرجعهم في الآخرة بخلاف قوله ( يرجعون ) المشعر برجوع متجدد كما علمت .
والمعنى : أنهم واقعون في قبضة قدرتنا في الدنيا سواء كان ذلك في حياتك مثل عذاب يوم بدر أو بعد وفاتك مثل قتلهم يوم اليمامة وأما عذاب الآخرة فذلك مقرر لهم بطريق الأولى وهذا كقوله ( أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ) .
وتقديم المجرور في قوله ( فإلينا يرجعون ) للرعاية على الفاصلة وللاهتمام .
( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسل أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون [ 78 ] ) ذكرنا عند قوله تعالى ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ) في أول هذه السورة أن من صور مجادلتهم في الآيات إظهارها عدم الاقتناع بمعجزة القرآن فكانوا يقترحون آيات كما يريدون لقصدهم إفحام الرسول A فلما انقضى تفصيل الإبطال لضلالهم بالأدلة البينة والتذكير بالنعمة والإنذار بالترهيب والترغيب وضرب الأمثال بأحوال الأمم الكذبة ثم بوعد الرسول A والمؤمنين بالنصر وتحقيق الوعد أعقب ذلك بتثبيت الرسول A بأنه ما كان شأنه إلا شن الرسل من قبله أن لا يأتوا بالآيات من تلقاء أنفسهم ولا استجابة لرغائب معانديهم ولكنها الآيات عند الله يظهر ما شاء منها بمقتضى إرادته الجارية على وفق علمه وحكمته وفي ذلك تعريض بالرد على المجادلين في آيات الله ونبيه لهم على خطأ ظنهم أن الرسل تنتصب لمناقشة المعاندين . فالمقصود الأهم من هذه الآية هو قوله ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) وأما قوله ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك ) الخ فهو كمقدمة للمقصود لتأكيد العموم من قوله ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) وهو مع ذلك يفيد بتقديمه معنى مستقلا من رد مجاملتهم فإنهم كانوا يقولون ( ما أنزل الله على بشر من شيء ) ويقولون ( لولا أنزل عليه ملك ) فدمغت مزاعمهم بما هو معلوم بالتواتر من تكرر بعثة الرسل في العصور والأمم الكثيرة .
وقد بعث الله رسلا وأنبياء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى لأن منهم من أعلم الله بهم نبيه A ومنهم من لم يعلمه بهم إذ لا كمال في الإعلام بمن لم يعلمه بهم والذين أعلمه بهم منهم من قصه في القرآن ومنهم من أعلمه بهم بوحي غير القرآن فورد ذكر بعضهم في الآثار الصحيحة بتعيين أو بدون تعيين ففي الحديث " أن الله بعث نبيا اسمه عبود عبدا أسود " وفي الحديث ذكر : ذكر حنظلة بن صفوان نبي أهل الرس وذكر خالد بن سنان بني عبس وفي الحديث " أن نبيا لسعته نملة فأحرق قريتها فعوتب في ذلك " . ولا يكاد الناس يحصون عددهم لتباعد أزمانهم وتكاثر أممهم وتقاصي أقطارهم مما لا تحيط به علوم الناس ولا تستطيع إحصاءه أقلام المؤرخين وأخبار القصاصين وقد حصل من العلم ببعضهم وبعض أممهم ما فيه كفاية لتحصيل العبرة في الخير والشر والترغيب والترهيب