وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( ادخلوا أبواب جهنم ) يجوز أن تكون استئنافا بيانيا لأنهم لما سمعوا التقريع والتوبيخ وأيقنوا بانتفاء الشفيع ترقبوا ماذا سيؤمر به في حقهم فقيل لهم ( ادخلوا أبوا جهنم ) ويجوز أن تكون بدل اشتمال من جملة ( ذلكم بما كنتم تفرحون ) الخ فإن مدلول اسم الإشارة العذاب المشاهد لهم وهو يشتمل على إدخالهم أبواب جهنم والخلود فيها .
A E ودخول الأبواب كناية عن الكون في جهنم لأن الأبواب إنما جعلت ليسلك منها إلى البيت ونحوه .
و ( خالدين ) حال مقدرة أي مقدارا خلودكم .
وفرع عليه ( فبئس مثوى المتكبرين ) والمخصوص بالذم محذوف لأنه يدل عليه ذكر جهنم أي فبئس مثوى المتكبرين جهنم ولم يتصل فعل ( بئس ) بتاء التأنيث لأن فاعله في الظاهر هو ( مثوى ) لأن العبرة بإسناد فعل الذم والمدح إلى الاسم المذكور بعدهما وأما اسم المخصوص فهو بمنزلة البيان بعد الإجمال فهو مبتدأ خبره محذوف أو خبر مبتدأ محذوف ولذلك عد باب نعم وبئس من طرق الإطناب .
والمثوى : محل الثواء والثواء : الإقامة الدائمة وأوثر لفظ ( مثوى ) دون ( مدخل ) المناسب ل ( ادخلوا ) لأن المثوى أدل على الخلود فهو أولى بمساءتهم .
والمراد بالمتكبرين : المخاطبون ابتداء لأنهم جادلوا في آيات الله عن كبر في صدورهم كما قال تعالى ( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) ولأن تكبرهم من فرحهم .
وإنما عدل عن ضميرهم إلى الاسم الظاهر وهو ( المتكبرين ) للإشارة إلى أن من أسباب وقوعهم في النار تكبرهم على الرسل . وليكون لكل موصوف بالكبر حظ من استحقاق العقاب إذا لم يتب ولم تغلب حسناته على سيئاته إن كان من أهل الإيمان .
( فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ( 77 ) ) قد كان فيما سبق من السورة ما فيه تسلية للنبي ( ص ) على ما تلقاه به المشركون من الإساءة والتصميم على الإعراض ابتداء من قوله في أول السورة ( فلا يغررك تقلبهم في البلاد ) ثم قوله ( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ) ثم قوله ( إنا لننصر رسلنا ) ثم قوله ( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك ) الآية ففرع هنا على جميع ما سبق وما تخلله من تصريح وتعريض أن أمر الله النبي ( ص ) بالصبر على ما يلاقيه منهم وهذا كالتكرير لقوله فيما تقدم ( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك ) . وذلك أن نظيره المتقدم ورد بعد الوعد بالنصر في قوله ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) ثم قوله ( لقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ) الآية فلما تم الكلام على ما أخذ الله به المكذبين من عذاب الدنيا انتقل الكلام إلى ذكر ما يلقونه في الآخرة بقوله ( الذين كذبوا في الكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسيوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلال ) الآيات ثم أعقبه بقوله ( فأصبر أن وعد الله حق ) عودا إلى بدء إذ الأمر بالصبر مفرع على ما اقتضاء قوله ( فلا يغرنك تقلبهم في البلاد كذب قبلهم قوم نوح ) الآيات ثم قوله ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر ) ثم قوله ( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا ) وما بعده فلما حصل الوعد بالانتصاف من مكذبي النبي A في الدنيا والآخرة أعقب بقوله ( فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم ) فإن مناسبة الأمر بالصبر عقب ذلك أن يكون تعريضا بالانتصار له ولذلك فرع على الأمر بالصبر الشرط المردد بين أن يريه بعض ما توعدهم الله به وبين أن لا يراه فإن جواب الشرط حاصل على كلتا الحالتين وهو مضمون ( فإلينا يرجعون ) أي أنهم غير مفلتين من العقاب فلا شك أن أحد الترديدين هو أن يرى النبي A عذابهم في الدنيا .
ولهذا كان للتأكيد ب ( إن ) في قوله ( إن وعد الله حق ) موقعه وذلك أن النبي A والمؤمنين استبطأوا النصر كما قال تعالى ( وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) فنزلوا منزلة المتردد فيه فأكد وعده بحرف التوكيد .
والتعبير بالمضارع في قوله ( يرجعون ) لإفادته التجدد فيشعر بأنه رجوع إلى الله في الدنيا