وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقائل لهم : ناطق بإذن الله . و ( أين ) للاستفهام عن مكان الشيء المجهول المكان والاستفهام هنا مستعمل في التنبيه على الغلط والفضيحة في الموقف فإنهم كانوا يزعمون أنهم يعبدون الأصنام ليكونوا شفعاء لهم من غضب الله فلما حق عليهم العذاب فلم يجدوا شفعاء ذكروا بما كانوا يزعمونه فقيل لهم ( أين ما كنتم تشركون من دون الله ) فابتدروا بالجواب قبل انتهاء القول الذي قيل لهم ومعنى ( ضلوا ) غابوا كقوله ( أإذا ضللنا في الأرض إنا لفي خلق جديد ) أي غيبنا في التراب ثم عرض لهم فعملوا أن الأصنام لا تفيدهم . فأضربوا عن قولهم ( ضلوا عنا ) وقالوا ( بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا ) أي لم نكن في الدنيا ندعو شيئا يغني عنا فنفي دعاء شيء هنا راجع إلى نفي دعاء شيء يعتد به كما تقول : حسبت أن فلانا شيء فإذا هو ليس بشيء إن كنت خبرته فلم تر عنده خيرا . وفي الحديث " سئل النبي ( ص ) عن الكهان فقال " ليسوا بشيء " أي ليسوا بشيء معتد به فيما يقصدهم الناس لأجله وقال عباس بن مرداس : .
وقد كنت في الحرب ذا تدراء ... فلم أعط شيئا ولم أمنع وتقدم عند قوله تعالى ( ليتم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل ) في سورة العقود إذ ليس المعنى على إنكار أن يكونوا عبدوا شيئا لمنافاته لقولهم ( ضلوا عنا ) المقتضي الاعتراف الضمني بعبادتهم .
وفسر كثير من المفسرين قولهم ( بل لم نكن ندعو من قبل شيئا ) أنه إنكار لعبادة الأصنام بعد الاعتراف بها لاضطرابهم من الرعب فيكون من نحو قوله تعالى ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا و الله ربنا ما كنا مشركين ) .
ويجوز أن يكون لهم في ذلك الموقف مقالان وهذا كله قبل أن يحشروا في النار هم و أصنامهم فإنهم يكونون متماثلين حينئذ كما قال تعالى ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) .
وجملة ( كذلك يضل الله الكافرين ) تذييل معترض بين أجزاء القول الذي يقال لهم . ومعنى الإشارة تعجيب من ضلالهم أي مثل ضلالهم ذلك يضل الله الكافرين . والمراد بالكافرين : عموم الكافرين فليس هذا من الإظهار في مقام الإضمار .
والتشبيه في قوله ( كذلك يضل الله الكافرين ) يفيد تسبيه إضلال جميع الكافرين بإضلاله هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله فتكون جملة ( كذلك يضل الله الكافرين ) تذييلا أي مثل إضلال الذين يجادلون في آيات الله يضل الله جميع الكافرين فيكون إضلال هؤلاء الذين يجادلون مشبها به إضلال الكافرين كلهم والتشبيه كناية عن كون إضلال الذين يجادلون في آيات الله بلغ قوة نوعه بحيث ينظر به كل ما خفي من أصناف الضلال وهو كناية عن كون مجادلة هؤلاء في آيات الله أشد الكفر .
والتشبيه جار على أصله وهو إلحاق ناقص بكامل في وصف ولا يكون من قبيل ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ولا هو نظير قوله المتقدم ( كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون ) .
وقوله ( ذلكم بما كنتم تفرحون ) تكملة القيل الذي يقال لهم حين إذ الأغلال في أعناقهم . والإشارة إلى ما هم فيه من العذاب .
و ( ما ) في الموضعين مصدرية أي ذلكم مسبب على فرحكم ومرحكم اللذين كانا لكم في الدنيا والأرض : مطلقة على الدنيا .
والفرح : المسرة ورضي الإنسان على أحواله فهو انفعال نفساني . والمرح ما يظهر على الفارح من الحركات في مشيه ونظره ومعاملته مع الناس وكلامه وتكبره فهو هيئة ظاهرية .
و ( بغير الحق ) يتنازعه كل من ( تفرحون ) و ( تمرحون ) أي تفرحون بما يسركم من الباطل وتزدهون بالباطل فمن آثار فرحهم بالباطل تطاولهم على الرسول ( ص ) ومن المرح بالباطل استهزاؤهم بالرسول ( ص ) والمؤمنين قال تعالى و ( إذ مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا فاكهين ) . فالفرح كلما جاء منهيا عنه في القرآن فالمراد به هذا الصنف منه كقوله تعالى ( إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) لا كل فرح فإن الله امتن على المؤمنين بالفرح في قوله ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) .
وبين ( تفرحون ) و ( تمرحون ) الجناس المحرف